موقف جريء لكاتبة سورية عن مسلسل "نور"..
أثناء تجوالي اليومي في بعض مواقع الواب العربيّة، قرأت مقالا لـ"فلورنس غزلان" وهي كاتبة سورية مقيمة في باريس، وقد تحدّثت في هذا المقال -فيما تحدّثت- عن مسلسل "نور" التركي المنتشر منذ أشهر في البيوت العربية. وتطرّقت الكاتبة بالأساس إلى موجة التحريم والتكفير التي طالت هذا المسلسل من قبل العديد من الشيوخ، مُتناولة خلفيّاتها وانعكاساتها على جيل الشباب العربي.
وفي سياق المقال الذي كنت نشرته عن هذا المسلسل التركي المُعرّب، رأيت من المفيد عرض موقف هذه الكاتبة السوريّة الجريئة في هذا الشأن، ولذلك اقتطعت جزءا من مقالها المذكور مصدره أدناه.
تقول فلورنس غزلان :
ألا يكفيكم الحديث والإفتاء بمسلسل "نور" التركي؟... فقد سال الكثير من الحبر في صفحاتكم الورقية والالكترونية، ناهيك عن خطب الجمعة وكل أيام الأسبوع بما يتعلق بتحريم هذا المسلسل واعتباره ناشرا للفساد في الأرض!... يا حُماة الإيمان والإسلام... ألا تسألون أنظمتكم وأنفسكم : لماذا يقبل المواطن على مثل هذه المسلسلات؟... لماذا تهرع الصبايا والنساء والشباب والشيب إليه؟
ألا يعني هذا أن جُل وطننا العربي يعيش خواءً عاطفياً مريعاً؟
ألا يعني هذا أن عليكم أن تكفوا عن وضع التحريم والتكفير أمام الجيل الشاب وتتركوه يقرّر ويختار... كُفوا عن الوصاية... كفوا عن اعتبارنا قُصَّر... وما نحن بقاصرين... اسألوا حكامكم ... لماذا تشعر المرأة أنها بحاجة لكلمة حنان؟ لماذا تسأل زوجها أن يخاطبها مثل مهنّد لنور؟.... لماذا تحلم الفتاة بشاب يحبها كمهند؟ لماذا يحلم الشاب بفتاة مثل نور؟
اسألوا الشيخ العظيم، الذي أفتى بتحريم الصلاة لمن ترتدي قميصا يحمل صورة مهند أو نور!، لأنّ الصورة تأتي بالشيطان للمكان وتجعل الملائكة تهرب!!! ... إنّها مجرد صورة... فما هذه الملائكة التي تهرب من صورة؟ وكيف تستقطب وتجذب صورة الشيطان رغم أن المصلّي أو المصلية يقرآن سوراً وآيات من القرآن؟ اتركوا الحكم للقارئ، الذي تجعلون منه مسخاً لا يستخدم عقله... تستبيحون إنسانيته وتجرّدونه من التحكيم السليم والرؤيا المنطقية.
لأنّكم تضعون أمامه سدوداً من المحرّمات، لأنّكم تحسبون عليه أنفاسه، لأنّكم تركتم أنفسكم وأولادكم يعيشون بوجهين... وجه للخفاء ووجه للحقيقة... على مبدأ: "وإذا بليتم بالمعاصي فاستتروا" فغدا كلّ ما هو مخفي حلالا!!... لأنّ كلّ شاب وكلّ فتاة يرى في الآخر ثعلبا وذئبا يرتدي ثوب إنسان... لأنّكم لم تمنحوهم الثقة بالنفس أولا وبالآخر ثانيا... لأنّ الآخر على الدوام يتربص بهم ويريد بهم شراً!!...
فكيف تبنى مجتمعات تقوم على الشك؟ كيف تبنى أوطان يعيش مواطنها بأكثر من سحنة ويرتدي جلداً جديداً لكل مناسبة ؟... بل ويُصدِر الأحكام مثلكم بالضبط ويورثها لأبنائه من بعده... وهكذا ندور في حلقة مفرغة خالية من حكمة العقل، تقتصر على تعاليم السلطة والشيوخ التابعين، تهلل وتصفق ولا تحلل وتدرس...
(المصدر : لقراءة النصّ الكامل لفلورنس غزلان يمكن النقر على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=144472 )
هناك 3 تعليقات:
بحدث في بلد القشور
إضافة لما نشرته عن مسلسل نور
من اتفه ما يكون بخصوص هذا المسلسل ما شاهدته شخصيا في الكويت
هناك وكالات للسفر تقوم برحلات إلى تركيا سياحة، إلى هنا الأمر معقول لكن حين تعرف ان زيارة بيت مهند، تعد اهم عنصر في برنامج الرحلة وهو اكثر دافع يستقطب عدد كبير من السياح يكون الامر غير عادي
زيارة البيت واخذ الصور بمقابل قدره 120 دولار
الكويتيين وبالاصح الكوييات يتهافتن على الذهاب إلى تركيا فقط لزيارة منزل "الاحلام" والاغرب ان النساء يذهبن بمفردهن، في حين يبقى الازواج في الكويت .
هنا الامر يدفع على طرح عدة تساؤلات، لن اطرحها ولن اجيب عليها...
فقط...
الزيارة الى تركيا تحقق ارباحا الى عدة اطراف كل حسب نوع رغبته يكون الربح
وكالات الاسفار والاتراك ربح مادي مهول
الكويتيات ربح نفسي غير محدود يتم فيه ملأ الفراغ الهائل الذين يعيشون فيه " بالفراغ" وإيجاد موضوع لروايته للصديقات والتباهي بهفي مجتمع يتاسس على "القشور"
بالنسبة للرجال إيجاد فرصة للهروب من الزوجة وتحقيق ربح نفسي بتفريغ شحنة كبيرة من الكبت الجنسي بالذهاب الى مصر او لبنان بالخصوص...
يا الله ، الله يربح الجيمع.
على فكرة سارسل لك صورة عن كويتية صديقتي وهي مستمتعة باستلقائها على سرير مهند.واخرى تمسك قميس الحمام للفارس مهند...
مع الرجاء عدم كشف الوجه.
ما ذكرته يعكس بشكل ملموس ما جاء في مقال فلورنس غزلان بشأن الخواء العاطفي المريع الذي تعيشه مختلف فئات مجتمعاتنا العربية شيبا وشبابا...
وبالفعل يبدو أنّ الوضع الأفضل لمجتمعاتنا هو معايشة حالة بائسة من الانفصام المزمن.. كيف لا ونحن نلحظ أنّ هؤلاء أنفسهم هم من يصوّت خلال الانتخابات العامّة لأصحاب الفتاوى وأهل التحريم والتكفير، بل والأدهى من ذلك أنّه في حالة الكويت مثلا شاهدنا أنّ المرأة لم تصوّت للمرأة في انتخابات مجلس الأمّة ولو بشكل رمزي..
مُقرف جدّا أن يبلغ سعر التذكرة التي تدفعها فتاة كويتية أو غيرها لدخول غرفة مهنّد ما يفوق قيمة الراتب الشهري لخادمة هنديّة تعمل في بيتها..
طبعا أنا لا أعمّم، ولكن يبدو أنّ الحال هو ذاته في البلاد العربية جميعها.. والأسباب معقدة ومتداخلة ولكنّ ما هو معلوم منها على الأقلّ يكمن هنا وهناك في القمع المنهجي للحريّات، بل وللأحلام أيضا..
شكرا على الإفادة، وأنا في انتظار الصور التي تحدّثت عنها لنشرها بالشكل المرغوب، ولتعميم "الفائدة" رغم قساوتها..
إرسال تعليق