2008-08-08

فـنّ وسياسة

ميني بورتريه:
الفنانة والبرلمانية معلومة بنت الميداح هل ستغنّي للحاكم الموريتاني الجديد؟!
تعدّ أشهر مطربة وفنانة موريتانية في البلاد العربية، كانت لها قصّة طويلة مع السياسة. فعلى خلاف معظم الفنانين العرب لم تكن تغنّي في بلاط السلطان. (م. ز)
كانت معلومة بنت الميداح زمن حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في صفّ المعارضة السياسيّة، وقد انضمّت تحديدا إلى حزب "تكتل القوى الديمقراطية" المعارض. ورغم أن السلطات الموريتانيّة آنذاك لم تمسّ "فنانة الشعب" بأذى مباشر، فقد حُرمت من التمتّع بالحظوة لدى أجهزة الإعلام الرسمي وانحسرت حدود ظهورها وانتشارها في بلاد شنقيط لسنوات عديدة، وهذا على خلاف شهرتها الواسعة خارج موريتانيا التي كانت انطلقت عام 1988 من مهرجان قرطاج الدولي بالذات، ثمّ توسّعت شهرتها إلى سائر دول المنطقة وعوّضتها عن انحسار نشاطها الفني في الداخل الموريتاني.
وفي عهد جديد أضحى اليوم بالقديم، استفادت بنت الميداح من تعديل القانون الانتخابي الذي أصبح يُوجب تخصيص ما نسبته 20 بالمائة من المقاعد النيابية والبلدية للنساء. فشاركت في الانتخابات عن دائرة العاصمة نواكشوط وأصبحت عضوا في مجلس الشيوخ . اكتسب معلومة صفة جديدة، فمن فنانة الشعب في مجتمع قبلي تقليدي أضحت أوّل فنانة برلمانية عربية. أمّن لها ذلك مكانة اجتماعيّة مرموقة، وضمنت راتبا ثابتا مدّة نيابتها التي لم تكتمل. وما لبثت أن عادت إلى مغالبة الوقت وأصدرت ألبومات غنائيّة جديدة علّها تعوّضها عمّا فات، حتى تغيّر المشهد السياسي الذي تصوّرته واعدا.
اليوم الوضع قد يكون مختلفا، ومعالم المرحلة السياسية المقبلة في موريتانيا لم تتضح بعد. كما أنّ السلطة العسكريّة الجديدة رغم إعلانها اعتزام إجراء انتخابات جديدة قريبا فهي ليست محلّ ثقة ولا علاقة لها أصلا بأيّ شكل من أشكال الديمقراطيّة. كما أنّ الانتخابات والمجالس النيابيّة في موريتانيا على غرار نظيراتها في البلاد العربية قاطبة لم يعُد لها للأسف أيّ مدلول في هذه البلاد.
إزاء هذه المتغيّرات ما عسى معلومة بنت الميداح فاعلةً؟ هل ستصمد مثلما فعلت لسنوات وتصطفّ بفنّها الملتزم الجميل (حبيبي حَبّيْتو، لاموني خالاتي..) في خندق المعارضة المأزومة مجددا أم أنّ الزمن لم يعُد يُسعفها ولا بدّ لها من موطئ في قصر سلطان كان منذ أيّام خلت رئيس الحرس في القصر في القصر ذاته، وخبِر معلومة وربّما أحبّ فنّها..!
(مصدر الصورة : middle-east-online)

ليست هناك تعليقات: