2008-08-07

قصيد لأحمد مطر

قصيد من أجل موريتانيا
في هذه الأيّام الحالكة التي تشهدها موريتانيا، أُهدي هذا القصيد إلى صديق عزيز من بلد شنقيط، درسنا معًا بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، وعشنا أيّاما من أحلى سنوات العمر.. كنّا أربعة أصدقاء لا نتفارق في المعهد وحتى خارجه في مناسبات لا تُعد، أربعة كُنّا أنا ومحمد ولد حمدو الموريتاني وغسّان نمر الصحفي والباحث الجامعي الفلسطيني حاليّا وكان رابعنا الصديق الصحفي الفلسطيني الشهيد عزيز يوسف التنح... عزيز غادرنا في أولى أيّام الانتفاضة في أكتوبر عام 2000. أمّا محمد ولد حمدو فلم أره ولم أسمع أيّ أخبار عنه منذ 14 عاما، وليتني أسمع أخباره وأجد سبيلا لرؤيته.
إلى عزيز ومحمد وغسّان وإلى الشعبين الموريتاني والفلسطيني أهدي هذا القصيد الرائع لأحمد مطر:
النـّاسُ للنّـاسِ
يتهادى في مراعيه القطيع.
خلفه راعٍ، وفي أعقابه كلبٌ مطيع.
مشهد يغفو بعيني ويصحو في فؤادي.
هل أسميه بلادي ؟!
أبلادي هكذا ؟
ذاك تشبيه فظيع !
ألف لا…
يأبى ضميري أن أساوي عامداً
بين وضيعٍ و رفيع.
هاهنا الأبواب أبواب السماوات
هنا الأسوار وأعشاب الربيع
وهنا يدرج راعٍ رائعٌ
في يده نايٌ
وفي أعماقه لحنٌ بديع.
وهنا كلبٌ وديع
يطرد الذئب عن الشاة
ويحدو حَمَلاً كاد يضيع
وهنا الأغنام تثغو دون خوف
وهنا الآفاق ميراث الجميع.
أبلادي هكذا ؟
كلاّ… فراعيها مريع.
ومراعيها نجيع.
ولها سور وحول السور سور
حوله سورٌ منيع !
وكلاب الصيد فيها
تعقر الهمس وتستجوب أحلام الرضيع !
وقطيع الناس يرجو لو غدَا يوماً خرافا
إنما… لا يستطيع !

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

العزيز معز زيّود
رائع انت بهذا الكم من الاحساس والرقة التي تحملها داخل وجدانك لنا انا ومحمد وعزيز رحمه الله
فعلا لقد كانت تلك الايام من اجمل ما يمكن ان يتذكر الواحد منا ولكن ولاننا في دنيا فانية فقد سبقنا عزيز الى دار الخلود وعدت انا الى ارض الوطن فلسطين الحبيبه علّي أستطيع ان اقدم لها شيء يساهم في حرية الارض والانسان وعاد محمد الى موريتانيا ولم نعد نسمعه اخباره وانا هنا ادعو الله القدير ان يكون بالف خير
فشكرا لك يا صديقي الاعز على هذا الاهداء
ودمت لي كما عرفتك صديقا ثابتا على العهد
ولا نامت أعين الجبناء
اتمنى من الله ان يجمعنا بخير
والى اللقاء