قبل غيره من "المسؤولين" العرب، تحوّل الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى إلى نواكشوط لمعرفة حقيقة الأوضاع في موريتانيا على إثر الانقلاب الأخير. وفي مثل هذه الظروف الغامضة، يبدو التوجّه إلى نواكشوط ولو عن اضطرار تحرّكا يُحسب له..
واقتصر ما أعلنه بن يحيى لوسائل الإعلام وتحديدا للوكالة الموريتانية للأنباء AMI على ما يلي: "كلفت من طرف الأخ القائد معمر القذافي رئيس مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي بمهمة التعرّف والاطلاع على الأوضاع في موريتانيا والاطمئنان كذلك عليها، بما فيه الخير والأمن والاستقرار والانفتاح لشعب موريتانيا وقيادتها". ولا نرى في الحقيقة أنّ الأمين العام لاتحاد المغرب العربي قد قال غير ذلك، وإلاّ لأعلن ما يراه مناسبا لوسائل إعلام أخرى دون أن يتورّط بشكل مباشر فيما جاء في التصريح الأوّل للوكالة الموريتانية التي تركّز كلّ أخبارها اليوم على مشروعيّة ما تسمّيه "حركة تصحيح المسار الديمقراطي"!!!
الحبيب بن يحيى لم يقل شيئا إذن وربّما في ذلك لبّ القول والخطاب، فالصمت سمة مطلوبة لدى كبار المسؤولين.. ومع ذلك لا نعتقد أنّ قادة دول المغرب العربي قد حدّدوا له سلفا الكلمات التي سيقولها لوسائل الإعلام في نواكشوط أو حتى بعدما يعود إلى مقر الأمانة العامّة في الرباط. فلننظر مثلا إلى تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فهي من فصيلة أخرى تماما. وبغض النظر عن تقييمنا لهذه الشخصيّة وللجامعة العربية عموما فإنّ عمر موسى يُعطي الانطباع بأنّه مسؤول له مكانة اعتباريّة تتيح له الإفصاح بالمواقف الضروريّة (والشعبوية أحيانا). وهذا لئن اعتبرناه ميزة فإنّه قد أدّى كذلك إلى انتقاده بشكل لاذع جدّا من قبل كبار المسؤولين الخليجيين المتنافخين في أكثر من مناسبة.
الحبيب بن يحيى موظف كبير يعمل في صمت، وكبار الموظفين في بلاد العرب غالبا ما تقتصر آمالهم على الفوز براتب مناسب آخر كلّ شهر وبعض المزايا الوظيفيّة الأخرى، لذلك يبدو من غير المناسب مطالبتهم بما هو أكبر من نطاق خدمتهم...! * العنوان تمّ تعديله في نطاق الرقابة الذاتيّة التي يُمكن أن يُمارسها الصحافيّون في كلّ مكان، وقد تمّ استلهامه من عنوان فيلم "صمت الخرفان" Le silence des agneaux, un film américain réalisé par Jonathan Demme, avec Anthony Hopkins et Jodie Foster
(مصدر الصورة: موقع الواب التابع اتحاد دول المغرب العربي. تُلاحظون أن الصورة صغيرة جدا ولو تمّ تكبيرها لساءت أكثر، فهي غير صالحة للاستعمال وهذه هي نوعيّة الصور الموجودة بهذا الموقع، سنعود إليه تأكيدا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق