2008-08-14

إلى روح والدي في ذكرى ميلاده..

حبّ وذكرى وحنين...
والدي العزيز، منذ أقّل من شهرين رحلت عنّا.. مساء يوم 23 جوان الماضي واصلت سفرك إلى أفق بعيد..
في غيابك نحتفل هذه الليلة 14 أوت بعيد ميلادك... لأوّل مرّة منذ ما يُقارب أربعة عقود لا أراك في هذه الذكرى بيننا...
الناجح زيّـود، بابا، اليوم عيدك يا أغلى ما فيّ...
منذ وَعيْتُ بتلك الاحتفالات الجميلة في بساطتها، والعميقة في دلالاتها، كنتُ أراك ولا أزال ألمع تاجٍ على رؤوس أفراد عائلتك.. كنّا نلتفّ من حولك، فتحضنُنا أمّي بحذوك كصغار الطيور في عشّ يَعلو نخلة سامقة...
بابا.. أبكيك اليوم شوقا، أبكيك ظمَأً وحاجةً للانزواء في حضنك الدافئ...
أفتقدُ كلّ شيء فيك.. أفتقدُ نظرتك الحالمة، لمساتك العطوفة.. أفتقدُ سيجارةً، علا دُخانها، أراها تشتعل بين أصابعك، نعم أعشقها من أجلك، ومن أجل جزء منك فيّ...
قبل رحيلك بأيّام حرصتَ، أبي الغالي، أن أسترخيَ إلى جانبك في فراشك، أشعرتني بمعنى حقيقيّ للأبوّة، أحسستني بطفولةٍ غابرة وقد عادت بما كنت له متعطّشا من لحظات حُلوة.. بعثتَ في نفسي طفولةً جديدةً، عذبةً، حالمةً، فرويتني من ينابيعها بكبير عطفك، وغمرتني بفيضٍ من الحُبّ لا ينضب...
بابا.. لا أخَالُني سوى جزءٍ منك.. فأراني اليوم من دونك، منهوكا، مهزوزا، تائها في أمكنةٍ متصحّرةٍ بلا بوصلة.. عزائي أنّني جزء منقوص قد يكتمل يوما، في ذاك الأفق، بلقياك...
(مصدر الصورة: التقطتها في عيد ميلاد عمر ابن أختي)

هناك تعليقان (2):

الإعلامية ألفة الجامي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
الإعلامية ألفة الجامي يقول...

الله يرحمه

اليوم وجه آخر لمعز زيود يوضع امامنا على شاشة الكمبيوتر ويخفيه يوميا علينا في ثنايا الحياة وروتينيتها وصخبها
ومن الحزن ما يكشف لنا عن وجه آخر لناس نخال انفسنا نعرفهم
لا ضير علينا ان احسسنا يوما بالالم أو بكينا، ولا ضعفا منا إن صرحنا يوما بذلك,,,في دنيانا اليوم اصبح الاحساس والبكاء امورا تقاس بها مدى انسانية الانسان في عالم طغت عليه المادة والاتجار بالانسان
بكاؤنا اليوم علامة على تميزنا ورقينا الانساني،
اليوم لا ادعوك للبكاء ولا احرضك عليه فقط اقول لك تمسك ببكائك اي تمسك بادميتك، وتمسك يالتصريح باحاسيسك فذاك يميزك عن بقية الادميين الذين لا يفقهون معنى الاحساس والبكاء
دمت مُحسّا مصرّحا ,,,