2008-12-28

- ظلام المتخاذلين

دون تعليق
مصدر الصورة: khaleelstyle.com

2008-12-17

- قرأت لكم : ...Opinion, audience et politique

Opinion, audience et politique : limites et dérives
Par Jacques Bille
En démocratie, dit-on, l’opinion publique est reine. Et depuis quarante ans, l’art de gouverner passe par une double maîtrise, celle de la perception des attentes et des réactions de l’opinion et celle de l’influence des médias. Pourtant la période récente révèle les limites de cette évolution et laisse apparaître d’étonnants paradoxes.
1- On constate ainsi : premier paradoxe, que les techniques de mesure de l’opinion, comme celle des médias, ont progressé mais que pourtant leur fiabilité tend à diminuer.
Ainsi, malgré les progrès de la statistique, les techniques d’échantillonnage sont plutôt mises en cause : limites de la catégorisation par CSP, tri par les proximités politiques menacé par l’instabilité («le zapping électoral » du citoyen français.. Le mode de passation des questionnaires a souvent changé : du sacro-saint face à face, pourtant enrichi de méthodes CAPI, on est passé au téléphone qui assurait une meilleure pénétration, puis la généralisation du mobile bouleverse la donne. Les redressements sont devenus objet de polémique et de suspicion. On en vient, pour travailler « sérieusement » à des techniques très différentes en revenant aux focus groups et en redonnant la « primauté au quali » ou bien à ne s’en tenir qu’à des séries longues et à des indicateurs récurrents.
Même interrogation s’agissant de la mesure d’audience des médias, notamment en France où elle avait pourtant atteint un degré élevé de sophistication, mais où elle n’a pas anticipé les évolutions de la « consommation-médias » (multi-accès, multiplication des plates-formes, consommation différée..)
2- Le second paradoxe :
est que les mesures de l’opinion ou d’audience sont souvent utilisées comme des instruments de communication destinés à orienter l’opinion, qu’ils sont supposés refléter !. Les sondages –souvent simplifiés - sont devenus des produits de presse et des événements politiques. Questionnaires orientés, présentations simplistes, commentaires incitatifs : on assiste à une dégradation du « statut » des sondages, qui deviennent des outils d’influence. C’est le monde à l’envers.
3- On débouche sur un constat
C’est bien la gouvernance qui est en question. Le rapport du politique à l’opinion change en profondeur. Si l’instrument de connaissance de l’opinion devient un outil de formation de l’opinion, on est face à une perversion. Si c’est un instrument de pilotage, ce qui est sa nature, c’est la décision politique qui est en cause : est-elle éclairée ou dictée par la connaissance de l’opinion ? Quelle marge se donne le politique si attentif aux évolutions de l’opinion ?
Répondre aux attentes des citoyens est le fondement de la démocratie. Cependant n’agir qu’en fonction de ces attentes n’est pas gouverner, c’est la dérive vers la démagogie ou vers l’inaction. La voie de la gouvernance moderne est étroite.
Source : http://www.leaders.com.tn/article.php?aid=156

- عن "التحريف" في الإستراتيجيّة الواهية...

وصلتني رسالة من الأستاذ بمعهد الصحافة الدكتور جمال الزرن تتضمّن بدورها رسالة أخرى وصلت إليه من زميل الدراسة والصديق معز بن مسعود أستاذ الإعلام بجامعة البحرين يردّ فيها على ورقة كنت نشرتها في هذه المدوّنة وأشرت فيها إلى بعض مضامين مداخلة ألقاها في ملتقى معهد الصحافة حول الإعلام والرأي العام. بطبيعة الحال أنا لا أتردّد في نشر أيّ تعليق أو ردّ في نطاق التفاعل والجدل العلمي أو الثقافي المبني على أسس الاحترام المتبادل. وأودّ فقط الإشارة إلى أنّني لم أقم للأسف بتغطية شاملة للملتقى المذكور رغم اعتزامي آنذاك القيام بذلك، وربّما يُتيح ردّ الصديق معز بن مسعود الفرصة للعودة إلى موضوع الملتقى باعتبار الأهميّة التي تكتنفه.. إذن أشكر الأستاذين الصديقين على التفاعل، وآمل أن تكون للموضوع بقيّة (في قادم الأيّام) لتعميق الحوار ولتبيان أنّنا أبعد ما يكون عن ممارسة التحريف..
وفي ما يلي نورد نصّي الرسالة والردّ:
إلى الأخ الفاضل معز زيود
تحية إحترام وتقدير
لقد وصلتني رسالة من الأخ الفاضل الدكتور المعز بن مسعود ترد على تغطيتكم لمداخلته في ملتقى معهد الصحافة حول الرأي العام، فهل يمكن نشرها في مدونتك باعتبارها ردّ لك من أجل تفعيل الجدل ومعاكسة تيار النكوص.
الأستاذ جمال الزرن
عندما يكون الإدراك انتقائيا، يغدو كل شيء قابل للتحريف!
الأخ معز زيود المحترم
أشكركم على الاهتمام الذي شملتم به مداخلتنا، وإن بدا اهتمامكم سطحيا في تعامله مع بعض عناصر المداخلة، وانتقائيا إلى أبعد الحدود في تحليله لعنصر واحد على حساب عناصر أخرى، مما أساء إلى المضمون العلمي الذي أردنا التواصل من خلاله مع المتلقي، و سبب تحريفا لأبعاده.
بادئ الأمر أريد أن ألفت انتباهكم إلى أن العنوان – الذي لم يأت أقل طولا من عناوين بعض المداخلات الأخرى- والذي أدرجتم – بعض الملاحظات حوله ضمن تعليقكم- لم يكن عنوان مداخلتنا البتة، فقد كان العنوان الصحيح كالآتي: في غياب سياسة مواجهة الإعلام العربي لـ"ديكتاتورية الغرب الاتصالية": المعادلة الصعبة بين حيادية وسائل الإعلام وحرية الرأي العام؛ وقد حملنا العنوان دلالات كثيرة تخدم إشكالية بحثنا، وأهدافه، - مع الأسف الشديد- لم يتوقف قلمكم عندها.
لقد تحدثتم عن تطرقنا لعناصر "إستراتيجية واهية" وضعتموها كعنوان لتعليقكم، بل وعرفتموها بالألف واللام، في حين أن مداخلتنا تعرضت إلى مجموعة من المقترحات ترسم ملامح إستراتيجية إعلامية عربية وليس إستراتيجية قائمة الذات - كما أشرتم إلى ذلك في تعليقكم-؛ وكنا أكدنا على هذا التمشي لأحد المتدخلين - خلال الملتقى- عندما طرح سؤال عن مدى فاعلية وجود إستراتيجية إعلامية عربية، فوضحنا له حقيقة طرحنا مؤكدين له بأن الأمر يتعلق بمجموعة من المقترحات نسعى من ورائها إلى "رسم ملامح إستراتيجية إعلامية عربية تبقى- في حاجة إلى توافر الجانب الإجرائي فيها، ومتسمة بالنسبية". أما أن نكون منبهرين بفكر المؤامرة – كما تشيرون إلى ذلك في تعليقكم- من خلال "عرضنا لمجموعة من الاستنتاجات التي تبدو من قبيل الملاحظات العامة" تقر بتفوق الإعلام الغربي على الإعلام العربي، فإننا نود إحاطتكم علما بأن الاستنتاجات التي قدمناها تقوم على أساس معطيات إحصائية علمية تبين احتكار وكالات الأنباء العالمية للمعلومة (أكثر من 80% من التدفق الإعلامي الدولي مصدره وكالات أنباء غربية)، وتفوق المؤسسات الغربية العاملة في مجال صناعة المضامين الإعلامية، والاتصالية التي جعلت من الأسواق العربية مجرد مستهلك آلي لما يصنعه الغرب (وقد وضحنا ذلك من خلال عرضنا - بالأرقام- هيمنة المؤسسات الأمريكية على هذا المجال).
ومما يؤكد قراءتكم المتسرعة نوعا ما لمداخلتنا، هو عدم تعرضكم إلى عنصر تأرجح الإعلام العربي والرأي العام بين بناء القدرة على التأثير ومواجهة واقع التبعية للغرب الذي بات واقعا يتجاوز ما تسمونه بالملاحظات العامة. كما لم تتعرضوا إلى مجموعة التساؤلات التي طرحناها -والتي تعتبر من أهم عناصر إشكالية بحثنا- حول الأيديولوجيا الناعمة" -كما يسميها بيير بورديو- التي تمارسها بعض وسائل الإعلام العربية على الرأي العام.
إننا نستغرب أيضا طريقة قراءتكم لمداخلتنا التي اختصرتموها في مصطلح "إستراتيجية" - (التي لم تكن في نهاية الأمر سوى مجموعة من المقترحات ترسم ملامح إستراتيجية، - كما أكدنا ذلك آنفا- تحاول تجاوز وضعية الإعلام العربي الحالية المتأرجحة بين تأكيد الحضور، وتداعيات المواجهة)-، بينما أهملتم كل التساؤلات التي تطرحها إشكالية البحث الرئيسية عن واقع الإعلام العربي الذي لا يقرأ العالم وتطوراته إلا بعد حين، ولعل إدراككم الانتقائي هذا، وطرحكم للأشياء بهذه الطريقة، هو الذي أدى إلى تحريف كبير لمقاصد مداخلتنا الأساسية.
وما أثار دهشتنا حقا هو عدم وقوفكم عند بعض "المسلمات" التي أتت بها بعض المداخلات، وسُمعت لها رنات، قُدمت خلال الملتقى وجاءت باللغة الفرنسية، والتي تحتاج حقا إلى وقفة مطولة، هذا إن أردتم -طبعا- أن تعطوا لقراءتكم -لمداخلات الملتقى عموما- رؤية أكثر شمولية، فيها تعامل يتسم بالتجرد، والموضوعية.
إن ملاحظاتنا هذه تأتي في إطار تقديم بعض التوضيحات عن المحاور الرئيسية التي تضمنتها مداخلتنا العلمية، رفعا لكل لبس، خاصة وأن مهنة الصحفي تتطلب - أولا وقبل كل شيء- التعامل مع ما يقرأ، أو يسمع، أو يشاهد بتجرد، ومصداقية، وموضوعية، وأرجو أن نكون قد وُفقنا في ذلك.
مع أجمل تحيات معز بن مسعود

2008-12-16

- دلالات حادثة الحذاء

الصحافة بين أخلاقيات المهنة والنضال السياسي

لا شكّ أنّ صور حادثة رَمْي الصحفي العراقي منتظر الزيدي بجوزي حذائه نحو الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء مؤتمر صحفي في بغداد قد جابت بين الأمس واليوم أرجاء العالم برمّته. وقد حصدت تلك الحادثة ملايين التعليقات والنوادر وردود الفعل المختلفة، بل وبلغ الأمر حدّ ابتكار ألعاب إلكترونيّة توظف ذاك الموقف الفريد من نوعه وتتهكّم بشكل من الأشكال على رئيس أكبر دولة في العالم بما يمكن اعتباره عمليّةّ إذلال وإهانة غير مسبوقة بشهادة الإعلام الأمريكي نفسه. كما أصدرت العديد من الجمعيات والمنظمات ونقابات الصحفيين بيانات تتضامن فيها مع الصحفي المذكور وتطالب السلطات العراقية بالإفراج عنه فورا، وهذا أمر منتظر وطبيعي بالنظر إلى دورها في الدفاع على الحرمة الجسدية والمعنوية للصحفيين.
هل ينبغي الاضمحلال في هذه الموجة العاتية من ردود الأفعال دون التوقف برهة للتفكير في دلالات تلك الحادثة لا فقط في مستواها السياسي وإنما خصوصا في بعدها المهني ذي الصلة بدور الصحفي والمعادلة بين الالتزام بضوابط المهنة أو الالتزام السياسي. هنا يكمن في رأيي بيت القصيد.
هذه الحادثة مثيرة بكلّ المقاييس... وللخوض في دلالاتها أراني ملزما بإعادة طرح الأسئلة التالية:
- كيف أنظر إليها، هل بمنظار الصحفي الذي يَعنِيه احترام أخلاقيّات المهنة؟ أم بمنظار المواطن العراقي أو العربي المغلوب على أمره والمحروم من أبسط حقوقه في التعبير عمّا يُخالج نفسه من ظلم وغبن وكبت متراكم؟
- هل أنخرطُ في الموجة الجماهيريّة العارمة من التمجيد والتهليل للحركة التي أتاها الصحفي منتظر الزيدي؟ وبذلك أمارس وجوبا الرقابة الذاتية، ومن ثمّة أركنُ للنفاق الاجتماعي الذي يُخيّم على جلّ ممارساتنا العامّة أم أقول رأيي بصراحة بغض النظر عن ردود الفعل التي قد ترميني بالتذيّل للغرب الإمبريالي؟
دون تعقيد للمسألة، ينبغي أن نُقرّ أولا بأنّ تصرّف منتظر الزيدي يُجسّد ممارسة سياسيّة نضاليّة، فهو بإيجاز يعكس حركة احتجاجيّة ضدّ أحد أكبر رموز عنف الدولة العظمى وضدّ سياسة الاحتلال والتقتيل والتدمير وإرهاب الدولة الذي مارسته الولايات المتحدة الأمريكيّة ضدّ الشعب العراقي وعدد من الشعوب الأخرى. ومن هذه الوجهة السياسيّة لا يمكن من موقعنا وانتمائنا إلاّ نتضامن مع الشخص الذي أذلّ رئيس أكبر نظام متخصّص في إذلال الشعوب الأخرى..
أمّا بالنسبة إلى تصرّفه بوصفه صحفيّا أثناء أداء واجبه المهني، فالأمر في تقديري وفي أعراف المهنة مختلف كلّ الاختلاف. فمن الأبجديات البسيطة لأخلاقيات المهنة الصحفيّة أن يُحافظ الصحفي على حياديّته أثناء قيامه بواجبه المهني وألاّ يحشر التزامه السياسي في أدائه الصحفي. أن نتضامن مع منتظر الزيدي ونطالب بإطلاق سراحه باعتباره مواطنا عبّر عن احتجاجه ضدّ رمز لسلطة قامعة فذاك أمر لا خلاف فيه.. أمّا أن نُهلّل لسلوك نزعم أنّه عين الصواب في ممارسة المهنة الصحفيّة ونعتبر صاحبه بسرعة البرق "رائد الصحافة العربية" فهذا مبالغة سطحيّة من جهة وإخلال فاضح بأخلاقيات المهنة وزيغ عن مبادئها وأعرافها من جهة أخرى، فالصحفي المذكور لم يكن في مهمّة سياسيّة أو نضاليّة وإنّما تمّ تكليفه بأداء عمل صحفي بغض النظر عمّا يكون، فما كان منه إلاّ أن لبس عباءة المناضل السياسي...
ما أريد إيضاحه هو أنّ لكلّ مقام مقال وسأروي حادثتين للتمييز بين الأمرين. تعود الأولى إلى بضع سنوات حين قام الصحافيون التونسيون بتجمّع أمام مقر إحدى الصحف الأسبوعيّة وقاموا برشق بوابتها بأقلامهم تعبيرا منهم عن السخط تجاه مدير تلك الصحيفة بسبب ممارسته الهرسلة الجنسيّة إزاء صحفيّة تعمل بالجريدة التي يمتلكها،. أما الحادثة الثانية فقد شارك خلالها الكثير من الصحافيين التونسيين سنة 1991 في مظاهرة كبرى للتنديد بالعدوان الأمريكي ضدّ العراق وتمّ فيها حرق العلمين الأمريكي والإسرائيلي... وفي كلتا الحادثتين كان تحركّ الصحافيين يعبّر عن عمل نضالي بتنسيق من جمعيّة الصحافيين التونسيين، أي أنه لم يتمّ أثناء أداء الصحافيين لعملهم الذي يخضع لضوابط مهنيّة ينبغي احترامها مهما اختلف السياق...
والإشكال المطروح اليوم هو أنّ هذه "البطولة" التي أتاها الصحفي العراقي وإن كانت قدّ نفّست بعض الكبت والغبن وأذلّت رئيس دولة أوغل بسياساته المتصلّبة في قمع الشعوب وتدمير مقدّراتها وإعاقة نموّها ونهب ثرواتها، فإنّ عواقبها على حريّة ممارسة المهنة الصحفيّة ستكون رهيبة لا في الدول العربية وحسب وإنّما في العالم بأسره... لا أشكّ لحظة أنّ الصحافيين العرب بشكل خاص والصحافيين في العالم عموما سيكتشفون بأنفسهم شيئا فشيئا حجم التضييقات التي ستمارس عليهم مستقبلا سواء في مثل تلك المؤتمرات أو في غيرها من الأنشطة التي يُشارك فيها كبار المسؤولين. ومن ثمة ستكون النتيجة وخيمة على الجميع، إذ ستنتهي بتعميم ممارسة الحجب والتعتيم وانتهاك الحق في الإعلام وفي كشف التجاوزات السائدة...

- الحلم العربي.. والحذاء "الصحفي"!!!

أنظروا إلامَ كُتب على هذا الحذاء!! الحلم العربي!! يعني أنّ البؤس الفكري قد بلغ بالبعض منّا درجة تمثيل الحلم العربي في حذاء.. أخذت هذه الصورة من مجموعة في فيس بوك تحمل اسم Oscar des chaussures
لنا أن نتساءل هل أنّ التضامن مع الصحفي العراقي منتظر الزيدي يُوجب السقوط إلى هذا المنحدر؟ في هذه المجموعة تمّ وصف الصحفي المذكور بكونه "رائد الصحافة العربية".. لا لأنّه قد قام بعمل صحفي متميّز يجعله يجلس في صفّ محمد حسنين هيكل والهادي العبيدي وسعيد مقبل وصلاح الدين حافظ وغيرهم من كبار الصحافيين العرب، وإنّما لأنه قام بعمل ذي صبغة سياسية أثناء أداء واجبه المهني...
أنا لا أرى مانعا أن أسير ضدّ التيّار الجارف للتعبير عن رأيي مهما كانت ردود الفعل... وهو ما سأخصّص له الورقة المقبلة...

- الاتحاد الدولي للصحافيين يدعم المطالبة بإطلاق سراح الصحفي العراقي منتظر الزيدي

La FIJ soutient l’appel à la libération du journaliste iraquien qui protesta en lançant ses chaussures

16 décembre 2008
La Fédération Internationale des Journalistes (FIJ) déclare que le reporter qui lança ses chaussures au Président des Etats-Unis, George Bush, pour protester contre les actions de l’Amérique en Irak, doit être relâché. Sa protestation, selon la FIJ, ne fait que refléter la colère profonde pour le traitement subi par les civils irakiens pendant quatre ans d’occupation américaine dont les journalistes ont été des victimes majeures.
Muntadar al-Zeidi, correspondant de la chaîne de télévision irakienne Al-Baghdadiya, jeta ses chaussures au Président George Bush à Bagdad. Son action a été un geste symbolique de dégout envers la politique des Etats-Unis : montrer les semelles des chaussures est considéré comme une forme d’irrespect en Irak.
"Ce journaliste voulait exprimer ses propres convictions et même si nous ne pouvons pas excuser ses actions”, a dit Aidan White, Secrétaire Général de la FIJ, “après des années d’intimidation, mauvais traitements et d’assassinats non élucidés de la part des soldats états-unisiens, nous ne sommes pas surpris de cette colère et du ressentiment des journalistes”.
Ce n’est pas une coïncidence, dit la FIJ, de voir que cette protestation arrive seulement quelques jours après le refus de la part des Etats-Unis de relâcher un journaliste détenu malgré l’ordre en sa faveur d’un tribunal irakien. «Quand les Etats-Unis défient la loi en Irak, nous ne pouvons pas nous étonner de voir les journalistes utiliser d’autres formes de protestation contre l’injustice », a remarqué White.
La FIJ met en garde contre les menaces que ce journaliste pourrait subir pendant son arrestation si on tient compte des cas de mauvais traitements des journalistes qui ont été détenus préalablement par les forces des Etats-Unis. Nous soutenons notre affilié, le Syndicat Irakien des Journalistes (SIJ), qui a appelé à la libération de Muntadar al-Zeidi pour garantir sa sécurité. La FIJ fait aussi appel au gouvernement d’Irak pour qu’il respecte ses promesses d’enquêter en profondeur sur toutes les morts de journalistes irakiens depuis le début de l’occupation. Le SIJ compte 284 journalistes morts en Irak dès avril 2003.
Pour plus d’information veuillez contacter la FIJ au: +32 478 258 669
La FIJ représente environ 600 000 journalistes dans plus de 120 pays

2008-12-12

- كاريكاتير اليوم: الصحافة مهنة المتاعب!!!

رسالة.. ورسم.. ورأي.. عن مهنة المتاعب..
سُعدت اليوم بتلقي رسالة إلكترونيّة من الرسّام الكاريكاتوري بجريدة "الوطن" السعوديّة عبد الله بصمه جي الذي كنت نشرت له في المدوّنة رسمين مميّزين عن "الإعلام المُضلّل" و"الرقابة الذاتيّة". وقد تكرّم بتزويدنا بهذا الرسم المُرفق عن "مهنة المتاعب". ويُسعدني أن أنشر في ما يلي الرسالة المذكورة، شاكرا للزميل تفاعله وموهبته في مجال فنّ الكاريكاتير:
الاستاذ معز زيود المحترم تحية وبعد
بالمصادفة اطلعت على مدونتكم الالكترونية وكان سروري عندما رأيت رسمين لي وتعليقكم عليه. فشكرا لكم وبالنسبة للاستبيان: هل الصحافة مهنة المتاعب؟ طبعا لم اصوّت لكني سأصوّت برسمة كاريكاتيرية نشرت منذ فترة بجريدة "الوطن" السعودية.
وكل عام وانتم بخير ولكم جزيل الشكر والمحبة
عبد الله بصمه جي
التعليق عن الرسم:
قد يذهب الجمهور أو النقاد أحيانا بعيدا في تأويل العمل الفنّي بما قد لا يتبادر إلى ذهن الفنّان وخاصّة إذا كان بعيدا عن الأسلوب المباشر الذي يحدّ من قيمة الفنيّة لذاك الأثر.. وفي رأيي المتواضع فإنّ أهميّة العمل الفني تكمن في هذا الانفتاح والامتداد العابر للحدود الذي يتيح لفئات مختلفة من الناس فهم العمل الفنّي واستساغته دون الحاجة إلى معرفة الخلفيّات أو الظروف المحيطة به. فالفنّ لا يمكن سجنه في قفص مثل بعض الطيور.. إنّه كما يقول يوسف شاهين كـ"الأفكار لها أجنحة تخترق الحدود".. هذه فقط مقدّمة تبادرت إلى ذهني قبل أن أذهب إلى تأويل الرسم الكاريكاتوري لعبد الله بصمه جي.
"مهنة المتاعب"، حقيقة أنا لا أعرف من يكون أوّل من أطلق هذه الصفة على الصحافة رغم دراستي لهذا المجال وتدريسي فيه.. وقد دفعني هذا الرسم الكاريكاتوري لإبداء رأيي في الموضوع، فضلا عن كوني قد قرأت بالأمس تعليقا للزميل كمال الحجلاوي في "فيس بوك" يقول فيه: "غير صحيح أن (الصحافة مهنة المتاعب) فكل المهن مهن متاعب وإلا فكيف يمكن اعتبار مهنة الحداد وكسار الحصى والحلاق والخباز والحارس وغيرها مهن الراحة والاستجمام؟"
أقولها بوضوح أنا أوافق الرأي القائل بأن الصحافة مهنة المتاعب، وعلى خلاف ما ذهب إليه الزميل فإنّ الصحافة مهنة لها خصوصيّات تميّزها عن سائر المهن.. فليس المقصود بالمتاعب التعب الجسدي تحديدا، بل هو الأرق الذهني، بل هو أيضا التمزّق بين السائد والمنشود، بل هي كذلك المسؤوليّة الاجتماعيّة والأخلاقيّة التي يحتكم إليها الصحفي في عمله، فالصحافة في نهاية المطاف هي صناعة المعنى. وفي تونس هناك مثل يتداوله معظم الصحافيين مفاده أنّ "الصحفي أُقتله يُصبح حيّا" فالصحفي الحقّ لا يُعيد إنتاج نفسه أو أعماله أو مقالاته، إنّما يعتصر ذهنه وتتوقّف أنفاسه طيلة يوم حتى حتى يتنفّس الصعداء باكتمال عمله دون خيانة جمهوره.. وفي الغد يُعيد الكَرّة.. فهو يخوض ولادة فكرة جديدة كلّ يوم.. فالصحفي هو بمثابة ذاك المبدع المقيّد أو المحكوم بضمير مهني وفنيّات خاصة بالعمل الصحفي.. ولذلك نقول إنّ الموضوع أكبر بكثير من مجرّد أعمال يدويّة نكنّ لها ولمحترفيها كلّ الاحترام..
وكما يبدو في الرسم الكاريكاتوري المصاحب -حسب قراءتي الشخصيّة- فإنّ دواء الصحفي من "المتاعب" هو الحبر الأسود أي المزيد من المتاعب، ولكنّها متاعب ليس الصحفيّ في غنى عنها، إنّها رأسماله اليومي.. ونلاحظ في هذا الرسم أنّ الطبيب النفساني الذي التجأ إليه الصحفي لم يكن في -حدّ ذاته- قادرا على مداواته إلا بالحبر القاني، ذاك الحبر الذي قد يُفقد الصحفي نعمة النظر ولكنّه لن يَكِلّ وسيواصل.. ومع ذلك فبالحبر تكتمل صفة الصحفي وتعيد له توازنه الذي قد يفتقده أحيانا.. فهل أكثر من كلّ ذلك متاعب؟!!
هذا رأيي في مسألة مهنة المتاعب وتلك قراءتي لهذا الرسم الكاركاتوري الذي أوجّه جزيل الشكر إلى صاحبه الزميل عبد الله بصمه جي..

2008-12-11

- مجلّة الآداب تنشر ملفّا عن محمود درويش

شاعر المقاومة في جميع الأزمان**
فيصل درّاج - مجلة الآداب - 10-11/2008
لماذا أراد محمود درويش أن يكون "شاعرَ المقاومة الفلسطينية" في بداية مساره، وأصبح لا يميل إلى هذا اللقب في فترةٍ لاحقة؟لم يبتعد الشاعرُ عن قضيته الوطنية، كما يظنّ الوعيُ القاصرُ وأنصارُ النميمة. لكنه تعلّم أنّ التجربة الفلسطينية، الموزَّعةَ على النجاة والغرق، تتطلّب أشكالاً مختلفةً من المقاومة.
في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، أَطلق غسّان كنفاني على أدب فلسطين المحتلة صفةَ "أدب المقاومة،" الذي اشتُقّتْ منه صفةُ "شعراء المقاومة،" وصولاً إلى "شاعر المقاومة الفلسطينية: محمود درويش." وقد ارتضى هذا الشاعرُ الشابُّ بلقبه، الذي عبّر آنذاك عن قصيدةٍ تبشيريةٍ تَعِدُ بتحرير الحاضر من قيوده، وعن شاعرٍ غاضبٍ اشتهى مستقبلاً لا شذوذَ فيه. كَتب الشاعرُ عمّا كَتب عنه غيرُه من "شعراء المقاومة،" لكنه لم يكن منهم تمامًا، بسبب نجابةٍ مبكّرةٍ لا تخطئُها العينُ النافذة.
في الديوان الأول، أوراقُ الزيتون، وهو ليس الأولَ تمامًا، أَعلن درويش عن موضوعاته التي تقترحها فلسطينُ المحتلّة، وعن القارئ الذي تتوجّه إليه قصيدةٌ مقاتلة. تحدّثت الموضوعاتُ عن ولاءٍ، وأملٍ، ومرثيةٍ، وعن رسالةٍ من المنفى، وعن الصمود، والبكاء، والحزن، والغضب، وعن بطاقةِ هوية، وعن الصاحب "الذي مضى وعاد في كفن،"... أمّا القارئ، فعيّنه الشاعرُ بجملةٍ قصيرة: "أجملُ الأشعار ما يَحْفظه عن ظهرِ قلْب كلُّ قارئ،" قاصدًا قارئًا عاديّاً، يذهب إلى قصيدةٍ منتظرةٍ، وتأتي إليه القصيدةُ سهلةً مُقْنعة. هكذا اعتبر الشاعرُ القصيدةَ الأولى في الديوان الأول (وعنوانُها "إلى القارئ") بيانًا شعريّاً مضمَرًا، يساوي بين الشاعر والقصيدة والغضب، سائلاً القارئَ ألاّ يرجو منه الهمسَ وألاّ ينتظرَ الطربَ: "غضبٌ يدي/غضبٌ فمي/ودماءُ أوردتي عصيرٌ من غضب!/يا قارئي!/لا تَرْجُ مني الهمسَ/لا تَرْجُ الطربْ!"...
كان محمود يَعرف أنّ "الشعر الجماهيري" اليسير يسطو على الأفكار الجميلة، وينتزع منها شرعيةً زائفة. فآثر الالتزامَ بـ "الشعر الجميل،" الذي ينتمي إلى تاريخ الشعر، ويَحترم القصيدةَ والقارئَ في آن...
عرف الشاعر، المتعدّدُ في أطواره الشعرية، دلالةَ المقاومة المتعددة. وأَدرك وعيُه، المهجوسُ بالتعدّد، أنّ هوية الإنسان المقاوم محصّلةٌ لأشكال التحدّي والردّ عليه. قال في مقابلة معه بمناسبة احتفال فرنسا بتجربته الشعرية عام 2006: "الحاضر يَخْنقنا ويمزّق هويّاتنا. ولذلك لن أجدَ أنايَ الحقيقة إلاّ غدًا، عندما أستطيع أن أقول شيئًا آخر، وأن أكتبَ شيئًا آخر. الهوية ليست إرثًا، بل إبداع. إنني أسعى لأن أربّي الأملَ كما نربّي طفلاً، وحتى أكونَ ما أريد أن أكون، وليس ما يريد غيري أن أكون.
"المقاومة وعيُ الضرورة، وهي البحثُ عن غدٍ يحقّق الهوية. والمقاومة هي السعي إلى هوية متطورة تُشتقّ من التجربة، وهي الفعلُ الحرّ الذي يَنْشد غدًا قوامُه ذاتٌ تكون كما تريد أن تكون. وما الأمل، الذي يحتاجه مقهورون صُودِرَ وجودُهم، إلاّ ذلك الطريقُ الشائكُ الطويلُ الذي يتلامح في نهايته شيءٌ يدعى: الحرية.
رَحَلَ محمود درويش على غير انتظار. لكنه أَنجزَ ما ينبغي إنجازُه؛ فكأنه ـ وهو القلِقُ المجتهدُ المتطلّب ـ قد استعدّ للرحيل قبل ساعةِ الرحيل.

** ملاحظة : هذه بعض مقتطفات من مقال مُطوّل، يمكن الاطلاع على بقيّته في موقع مجلة الأداب : http://www.adabmag.com/node/148

2008-12-10

- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

الحريّة.. المساواة.. الكرامة.. الديمقراطيّة.. السلام.. الحياة.. التنمية.. العمل.. التربية..

تلك حقوق.. لا يمكن تجزئتها في منظومة الحقوق الإنسانيّة**

حيث يُوجد البؤس تُنتهك حقوق الإنسان

** لماذا نقول حقوق إنسانيّة (Droits Humains) وليس حقوق إنسان (Droits de l'Homme).. ذاك تقليد وخيار اتبعته منظمة العفو الدوليّة سعيا إلى تجنّب التمييز ضدّ المرأة حتّى وإن كان ذلك على المستوى الاصطلاحي واللغوي..

- كاريكاتور اليوم : دون تعليق

المحراب في "خدمة" السياسة والعنف!!!
(المصدر : خالد الهاشمي جريدة "الأيام" البحرينية)

- عيد سعيد وعمر مديد

2008-12-06

- بؤس التعصّب

صورة معبّرة جدا، تعكس جمال المرأة ذات الخمار الأسود !!! عفوا التصوير حرام م م م م!!!

2008-12-02

- قصيدة جديدة للشاعر أحمد مطر عن العرب وأوباما

هذه قصيدة جديدة للشاعر الكبير أحمد مطر يتصوّر فيها أنّ العرب قد بعثوا رسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما يستعطفونه فيها الإحاطة بهم وحلّ قضاياهم وتحقيق آمالهم، ويتصوّر الشاعر في الرسالة كذلك ردّ أوباما..
مِن أوباما لِجَميعِ الأَعرابِ شُعوباً أو حُكّاما
قَرْعُ طناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأَطارَ صَوابي..
(افعَلْ هذا يا أوباما..
اترُكْ هذا يا أوباما..
أَمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما.
وَفِّرْ لِلعُريانِ حِزاما!
يا أوباما.
خَصِّصْ لِلطّاسَةِ حَمّاما!
يا أوباما.
فَصِّلْ لِلنّملَةِ "بيجاما!"
يا أوباما..)

قَرقَعَةٌ تَعلِكُ أَحلاماً
وَتَقِيءُ صَداها أوهاما.
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى.
وَأنا رَجُلٌ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتِكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أَحظى بالعُذْرِ ختاما:
لَستُ بِخادِمِ مَن خَلَّفَكُمْ
لأُساطَ قُعوداً وَقِياما.
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إنْ أَنَا لَمْ أَصِلِ الأَرحاما.
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأِكونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما.
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
وَأنا ما اختَرتُ الإسلامَ!
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أَبَداً أيتاما!
أنَا أُمثولَةُ (شَعْبٍ) يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدٌ غَصبْا..
و(نِظامٍ) يَحتَرِمُ الشَّعب.
وَأَنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أَنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أَنغامي
فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. أَلغاما!
فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما.
أَمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أَنعاما
تَتَسوَّلُ أَمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلٌ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي أَن أَرعى، يوماً، أغناما!
ملاحظة: في ما يلي مجموعة في فيس بوك تُعرّف بأحمد مطر وتتضمّن العديد من قصائده:

http://www.facebook.com/profile.php?id=526183198&ref=profile#/group.php?gid=30828317937

2008-12-01

- السيدا في صور

اليوم العالمي لمكافحة مرض السيدا
قد لا نقوى على التعبير عن مواقفنا من مرض السيدا أفضل من الصور التاليّة:

2008-11-29

- كاريكاتير اليوم

الإعلام المضلّل
أثبتت التجربة أنّ الإعلام المضلّل قد أصبح عملة رائجة، لا في الدول النامية والمتخلّفة وحسب وإنّما أيضا في الدول الغربيّة ذات التقاليد العريقة في حريّة الصحافة والتعبير..
ومن بين الإشكالات القائمة أنّ الحرفيّة الحقيقيّة (le professionnalisme) التي يتّسم بها إعلامها أضحت تُوظّف -من حين إلى آخر- لأغراض سياسيّة وخاصّة حينما يتعلّق الأمر بدول من العالم الثالث...
ولكن قبل هذا وذاك ينبغي أن نُحدّد معنى "الإعلام المضلّل" حتى لا نقع في الخلط؟؟؟ وفي تقديري فإنّ الإعلام المضلّل هو باختزال شديد إعلام يفترض سوء النيّة مع سبق الإصرار، أي أنّه لا فقط يقع في أخطاء في تقدير الأمور وإنما يهدف أساسا إلى تضليل الجمهور وتوجيه الرأي العام نحو وجهات معيّنة مناقضة لواقع الأمور ولحقائق الأرض، وذلك سعيا إلى خدمة أصحاب مصالح معيّنة سواء كانت سياسيّة أو اقتصاديّة...
(مصدر الكاريكاتير : عبد الله بصمه جي - جريدة "الوطن" السعودية)

2008-11-26

- أوباما والإعلام

"الأوبامانيا".. قد لا تطول كثيرا !!
لم تكن وسائل الإعلام -في تقديري- حليفة أو منحازة لباراك أوباما بقدر ما كانت أسيرة للحالة السوسيونفسيّة التي أحدثتها حملته الانتخابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة وفي العالم بأسره. كانت حملة من نوع خاص جدّا، عاشتها شعوب معظم بلاد العالم وكأنّها تحدث فيها بل وكأنّ أوباما مرشح ليكون رئيس كلّ من تلك البلدان، لا رئيس الولايات المتحدة وحسب. وقد طالت هذه "الحمّى" لا فقط دول العالم الثالث وإنّما أيضا الدول المصنّعة دون استثناء.
ولا ريب أنّ ظروفا عديدة قد كان لها أثرها البالغ على وسائل الإعلام في العالم لتشكيل صورة كاريزمائيّة لأوباما، ومن بينها تراكم أوجه الفشل على سياسة الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش الابن سواء على المستوى الداخلي في الولايات المتّحدة أو على الصعيد الدولي بدءا بالتململ من الحرب على العراق وما رافقها من فضائح شوّهت صورة أمريكا، ومرورا بانكشاف أكاذيب إدارة بوش والامتعاض المتصاعد ممّا تسميه بالحرب على الإرهاب الذي تحوّل إلى ممارسة إرهاب متبادل مع الجماعات المتطرّفة ولكن أيضا ضدّ الأبرياء العزّل، ووصولا إلى أزمة الرهن العقاري في أمريكا وما أحدثته من أزمة ماليّة خانقة طالت انعكاساتها معظم بلاد العالم. كلّ هذه الجوانب عرف أوباما كيف يستثمرها في حملته وتلميع صورته إعلاميّا بوصفه حاملا لواء التغيير وباعتباره سيردّ لأمريكا قيمتها الاعتباريّة كدولة ديمقراطيّة. وكأنّه بذلك قد أضحى المنقذ من الضلال بتعبير الغزالي أو المهدي المنتظر بالتعبير الشيعي.
ولا ينبغي أن ننسى أنّ أوباما قد تبنّى إستراتيجيا اتصاليّة وإعلاميّة ذكيّة جدّا، فتجنّب الخوض في مواضيع محرجة، وقدّم نفسه على أنّه شخصيّة جامعة لن تُقصي أيّ فئة من المجتمع الأمريكي بما في ذلك الفئات المهمّشة. فقد جاء محمّلا بإرث من دعاة التغيير في أمريكا ليُحقّق حلمها المهدور. ولذلك ما فتئت وسائل الإعلام تبثّ قوله : "لقد جئت على أكتاف كينيدي ولوثر كينغ". كما أنّ السجل المظلم لأمريكا في ممارسة التمييز العنصري إزاء السود قد أفاد أوباما الأسود ذي الأصول الإفريقيّة شعبيا وإعلاميّا. ويُذكر، في هذا المضمار، أنّ موقع "موف وان" على شبكة الإنترنت قد تمكّن في بداية الحملة الانتخابية الأمريكيّة من جمع نصف مليون توقيع أرسلها إلى تلفزيون "فوكس" يدعوه إلى وقف الهجوم العنصري ضدّ أوباما.
أوباما ركّز حملته الانتخابيّة على تحقيق "التغيير" الجذري، فأضحت صورته داخليّا وخارجيّا مرادفا لهذا المعطى. وانخرطت وسائل الإعلام في هذا المنطق فجعلت منه مثالا للزعيم الشابّ الذي يلهب الجماهير حيثما حلّ، في حين أنّ غريمه جون ماك كين سيناتور عجوز قضى في الكونغرس زهاء أربعين عاما وربّما لطّخته أيضا صورة المحارب المزهوّ بماضيه العسكري في حرب فيتنام وهي حرب أساءت لسمعة أمريكا في الداخل والخارج، حتى أصبحت هناك قناعة واسعة بأنّ ماك كين في حالة فوزه سيجترّ رصيد إدارة الرئيس جورج بوش التي غذّت بؤر التوتّر فرسّخت صورة لأمريكا سئم العالم عنجهيّتها المتزايدة.
التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال من مواقع واب ومدوّنات ومنتديات وشبكات اجتماعيّة افتراضيّة أسهمت بدورها في نحت شخصيّة رجل التغيير التي يختزلها أوباما. ومن ثمّة دفعت تجاه إلزام وسائل الإعلام بمسايرتها والخضوع لرمزيّة شخصيّة أوباما وجاذبيّتها، فالأمر يفوق مجرّد الانحياز السياسي لهذا التيار أو ذاك. يقول لي كوان أحد كبار الصحافيين في محطة "أن بي سي" التلفزيونيّة الأمريكيّة "ليس سهلا أن أكون محايدا، أوباما مثل مرض مُعدٍ". وقد أفاد سبر أراء أجراه مركز راسموسين للاستفتاءات الأمريكي أنّ نسبة 50 بالمائة من الصحافيين كانت تريد فوز أوباما في حين لا تتجاوز نسبة من يريد فوز ماك كين 15 بالمائة، وهي نسبة لم يتم تسجيل مثيل لها في أمريكا من قبل حتى في عهدي كيندي وريغان اللذين كانا يتمتّعان بشعبيّة عالية.
ومع كلّ ذلك، فإنّ الآتي لن يكون هيّنا بالنسبة إلى الرئيس الجديد. ومن الصعب أن يحافظ على الهالة الإعلاميّة الأخّاذة التي يتمتّع بها اليوم، إذ سيواجه إرثا شائكا ستتركه له إدارة الرئيس بوش. وفي صدارته الصعوبات الاقتصاديّة المرتبطة بأزمة ماليّة وعقاريّة مستفحلة في الولايات المتحدة يصعب تجاوز انعكاساتها في فترة وجيزة. ولا شكّ أن وسائل الإعلام سواء في أمريكا أو خارجها لن تبقى على تحالفها الطوعي مع أوباما بل سترصد مدى نجاحه في الوفاء بتعهّداته الصعبة التحقيق. وقد تنطفئ آنذاك شعلة الأوبامانيا وربّما نشهد لها نظيرا آخر..
ملاحظة: هذا النصّ كتبته بطلب من الزميل الصحفي أمين بن مسعود الذي اقتبس منه بعض الأجزاء وظفها في مقالة عن "أوباما والإعلام" من وجهة نظر بعض الإعلاميين التونسيين. وقد نشرها في العدد الأخير من صحيفة "الأنوار" التونسيّة. وها أنا أنشر مقالي في المدوّنة كاملا.
(مصدر الصورة: رويترز Reuters)

2008-11-21

- رئيس الحكومة العراقية يُرشّح نفسه لجائزة نوبل للسلام!!

جائزة أضحت بلا مصداقيّة، فلِمَ لا تُضاف "جائزة نوبل للدعاية".. !!
أعلنت الأمانة العامّة لمجلس الوزراء العراقي مؤخرا عن ترشيح نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية لنيل جائزة نوبل للسلام. ومن المضحكات أنّ هذه الأمانة العامة قد وجّهت مذكرة لكلّ وزارة تدعو كلاّ منها إلى تسمية مرشح يُمثلها لنيل هذه الجائزة !!
والأكثر من ذلك أنّ أحدهم اقترح ترشيح علي السيستاني كبير مرجعيّات الشيعة في العراق لنيل الجائزة، فهو بلا شكّ شخصيّة مُحبّة للسلام بما أنه برهن طيلة سنوات على التزامه الثابت بالضوابط والأوامر الأمريكيّة وسكت عن الدعوة إلى مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق مادام الشيعة هم حكام العراق اليوم بتفويض أمريكي.
هل نستغرب ذلك !!
رغم أنّ التطلّع إلى الفوز بهذه الجائزة لا يعدو أن يكون سوى مهزلة بالنسبة إلى سيّاسيّ مورّط حتى الأخمصين في الاقتتال الطائفي في عراق ما بعد صدام حسين، فإنّ لا شيء يدعو إلى الاستغراب سواء من الإقدام على الترشح لهذه الجائزة أو حتى احتمال منحه إيّاها.
الأمر إذن من مأتاه لا يُستغرب. وعموما فإنّ الجائزة لم يعد لها معنى منذ سنوات طوال، بعد أن انكشفت توجّهات القائمين عليها في معهد نوبل في النرويج. فنوري المالكي قد يبدو أقل دمويّة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين الذي كان قد حصل على هذه الجائزة (قبل أن يغتاله أحد مواطنيه) رغم أنه معروف بكونه مُكسّر أيادي وأرجل الكثير من الفلسطينيين العزّل. يعني ذلك ببساطة أنّ هذه الجائزة سبق أن مُنحت لجلاّد إرهابي. فماذا يمكن أن يُنتظر ممّن يُسند هذه الجائزة.
وبكلّ صراحة أنا لا أثق إطلاقا في مصداقيّة جوائز نوبل برمّتها فقد مُنعت مثلا عن محمود درويش -الذي تُرجمت أشعاره ودواوينه إلى مُعظم اللغات الحيّة- رغم ترشّحه لهذه الجائزة الاعتباريّة أكثر من مرّة، وقد نال الجائزة من هو أقلّ من درويش إبداعا وتجربة فنيّة وإنسانيّة..
جائزة نوبل بكلّ فروعها أضحت رهينة للسياسة، ممّا أفقدها بريقها وقيمتها على الرغم من الدعاية الكبرى التي تحظى بها. وهذا بالضبط ما وعى به رئيس الوزراء العراقي، إذن فلماذا لا يرنو إلى الفوز بها وخاصّة بعد أنّ وافق على الاتفاقيّة الأمنيّة مع الولايات المتحدة الأمريكيّة التي تتيح للجيش الأمريكي استباحة سيادة العراق على أرضه. فبذلك فقط أصبح المالكي داعية سلام..
هذه الجائزة لا يمكن أن نصفها إلاّ بالمشبوهة، ولم يعد ينقص سوى إضافة فرع آخر إلى فروعها لتخصيص جائزة جديدة توسم بـ"جائزة الدعاية"، بما أنّها أضحت أحد مسالك الترويج للأطروحات الأمريكيّة في المنطقة والعالم بأسره..

2008-11-20

- ماذا بعد تعيين أوّل وزيرة للإعلام والثقافة في البحرين والخليج؟؟

مي آل خليفة.. ترسيخ الخيارات التنويريّة ومواجهة التيّارات الرجعيّة!!
تمّ أمس الأوّل تعيين مي آل خليفة وزيرة للثقافة والإعلام في البحرين. وتُعدّ المسؤولة البحرينيّة المذكورة أوّل إمرأة تُعيّن على رأس وزارة الإعلام في البحرين والمنطقة الخليجيّة بأسرها. وقد تضمّن القرار الملكي بتعيينها تعديل مسمّى الوزارة لتشمل الثقافة. وهذا في حدّ ذاته تطوّر نوعي لأنّ الثقافة في الدول الخليجيّة كانت دائما تقتصر على مجرّد إدارة أو قطاع تابع لوزارة الإعلام أو وزارة التربية، الشيء الذي لا يزال قائما إلى اليوم في معظم الدول الخليجيّة. وبغض النظر عن هذه الملاحظات التأريخيّة فإنّ تعيين مي آل خليفة يطرح أكثر من استفهام عن دور المرأة في صنع القرار في الخليج وعن دقّة المهام التي ستضطلع المسؤولة البحرينيّة الجديدة.
وتُعدّ وزارة الإعلام في البحرين كما في سائر الدول الخليجيّة أهمّ وزارة بعد وزارات السيادة ووزارة النفط وربّما تسبق أحيانا تلك الوزارات أهميّةً. وكما هو واضح فإنّ مي آل خليفة تنتمي إلى الأسرة الحاكمة ولذلك تُلقّب بـ"الشيخة" مثل أيّ بنت أو ولد ينتسب إلى الأسرة الحاكمة في الإمارات الخليجيّة، فهي في مقام الأميرة ممّا كان بلا شكّ أحد دوافع اختيارها لهذا المنصب الدقيق.
ومع ذلك تشهد مسيرة المسؤولة المذكورة باستحقاقها لهذا المنصب، وخاصة في ما يتعلّق بالثقافة فقد شغلت منصب الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني التابع لوزارة الإعلام، قبل أن تُعفى من منصبها ذاك بعد خلافات مع ثلاثة وزراء إعلام متعاقبين حول الصلاحيات الموكولة لها. كما كانت صاحبة المبادرة في إحداث عدد من المراكز والمؤسّسات الثقافية في البحرين. وقد عُرفت بالخصوص بالإشراف على مهرجان ربيع البحرين. وفيما نالت شهادات الاستحسان عربيّا ودوليّا على دورها في خدمة الثقافة في البحرين فإنّها تعرّضت لانتقادات التيّار الديني المتشدّد واتهامها بكونها تسمح بتمرير بعض المواقف ذات الايحاءات الإباحيّة في بعض الأعمال المسرحيّة والفنيّة التي تُعرض في المهرجان البحريني الشهير.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مي آل خليفة سبق ان اختارتها مجلة فوربس الأمريكيّة من ضمن أقوى 50 شخصية عربية رائدة، كما حصدت جوائز عديدة منها جائزة المرأة العربية المتميزة في مجال القيادة الإدارية من مركز دراسات المرأة في باريس، ولكنّ تلك الشهادات تبدو في اعتقادي بروتوكوليّة اعتبارا للمقاييس الاعتباطيّة التي يتمّ اعتمادها في تلك التصنيفات. ولذا فإنّ الأهمّ من تلك الشهادات الفخريّة ومن شهادة الماجستير الحاصلة عليها هو مدى قدرة مي آل خليفة على إنجاز مشروع تنويري يسهم في إخراج المجتمع البحريني من دائرة نفوذ القوى السلفيّة التي تكاد تُهيمن حاليّا على البرلمان.
مي آل خليفة هي ثالث إمرأة تحتل حقيبة وزاريّة في البحرين، ونأمل أن تلقى النجاح في إحداث بعض التغيير المنشود والخروج بالمجتمع البحريني من مجتمع ذكوري وقبلي وتتنازعه بعض الانتماءات الطائفيّة إلى مجتمع منفتح ومتجانس في تعدّديته وقبوله للاختلاف، لاسيّما أنّه يُعدّ دون أدنى مقارنة المجتمع الأكثر انفتاحا في دول الخليج..

- قرأت لكم اليوم: حادثة غريبة في بطولة العالم للكاراتي باليابان !!!

مصارع تونسي ينهزم بالغياب بسبب استغراقه في النّوم !!
منية الورفلي (جريدة "الصباح" 20 نوفمبر 2008)
كنا أشرنا في عدد سابق إلى المشاركة الهزيلة للمنتخب الوطني للكاراتي في بطولة العالم التي دارت مؤخرا باليابان من 13 الى 16 نوفمبر حيث عاد ممثلونا العشرة في هذا الموعد العالمي فارغي اليدين ولم يحرزوا ولو ميدالية واحدة مقابل حصد مصر لـ 5 ميداليات كاملة. ونعود اليوم لهذه المشاركة لنشير وحسب اخر الاخبار القادمة من اليابان بأن وسام العرفاوي (وزن أقل من 80 كلغ) لم يتمكّن من خوض أيّة منازلة في منافسات الفردي ولم يحضر فوق البساط وخسر منازلته الاولى في هذه البطولة العالمية بالغياب (التي كان من المنتظر أن يخوضها ضد الارميني كاشاتريان مثلما جاء على الانترنات). أتدرون لماذا؟؟؟؟ لأنه غرق في النوم في النزل ففاته موعد المنازلة؟؟؟ مما كلّفه الهزيمة بالغياب (0ـ8).. إنه حقا من المضحكات المبكيات أن نسمع بمثل هذا في بطولة عالمية فإذا كان هذا المصارع «مشات عليه نومة» أين رئيس الوفد التونسي الذي تحوّل إلى اليابان وأين بقية المشرفين على المنتخب الذين كانوا على عين المكان حتى يقوموا بايقاظ العرفاوي وتذكيره بموعد منازلته وبأنّه من العناصر التي كانت تحمل آمالنا في هذه الدورة العالمية؟؟؟؟ ولو أننا علمنا بأنّ رئيس الوفد كان أقام في اليابان خلال بطولة العالم في نزل غير الذي أقام به منتخبنا ؟؟؟؟؟
حادثة غريبة حرمت وسام العرفاوي من خوض منافسات الفردي واقتصر حضوره في اليابان على المشاركة في منافسات الفرق..؟؟

2008-11-18

- السياسيّون القدامى وتحريف التاريخ

اطلعت على مقال نشرته جريدة "الصباح" أمس الأوّل يتضمّن تصريحات للوزير التونسي الأسبق محمّد مزالي.. وقد لاحظت أنّه يتضمّن دعاية مبالغ فيها لشخصه، بما يمكن وصفه بتحريف للتاريخ وتنصّل من مسؤولياته..
طبعا لنا عودة إلى هذا الموضوع

2008-11-17

- قتيلة و13 جريحا في اصطدام حافلتين وسيارة صباح اليوم في العاصمة

(الخبر كما أوردته حرفيّا "وكالة تونس إفريقيا للأنباء" وات) :

حادث مرور فى مستوى حي الرمانة بالعاصمة
تونس 17 نوفمبر 2008 (وات) جد حادث مرور أليم يوم الاثنين فى حدود الساعة السابعة والنصف صباحا فى مستوى حى الرمانة بتونس العاصمة تسبب فى وفاة شخص وجرح ثلاثة عشر آخرين.
وتتمثل صورة الحادث فى انزلاق حافلة خالية من الركاب تابعة لشركة نقل تونس باتجاه حافلة أخرى تحمل ركابا وتابعة لشركة نقل خاصة.
وقد حاول سائق الحافلة الثانية تجنب الارتطام فانزلق إلى حافة الطريق وصدم فى الأثناء سيارة خفيفة توفيت سائقتها على عين المكان وأصيبت مرافقة لها بجروح. كما أصيب اثنا عشر راكبا بالحافلة بجروح متفاوتة الخطورة.
وحضرت الى موقع الحادث فى الإبان وحدات من مصالح المرور والحماية المدنية لتقديم الإسعافات الأولية على عين المكان ونقل المصابين لتلقى العلاج حيث بارحوا المستشفى فيما تم الاحتفاظ بالمرافقة المصابة تحت المراقبة الطبية.
التعليق: ما لم يتم ذكره في هذا الخبر هو أنّ الحافلة التابعة لشركة نقل تونس (العموميّة) قد خرجت عن طريقها (شارع 7 نوفمبر -Route X- في مستوى حيّ الرمانة) وتجاوزت المعبر الفاصل إلى الطريق المعاكس حيث صدمت الحافلة الثانية التي صدمت بدورها سيارة خاصّة ذهبت سائقتها ضحيّة هذا الحادث المريع. ويبدو أنّ ابتلال الطريق بفعل المطر وسرعة الحافلة الأولى هي التي أدّت إلى انزلاقها والتسبّب في هذه المأساة، ومن الألطاف أنّها لم تكن تحمل ركابا آنذاك.

2008-11-16

- الملتقى الدولي لمعهد الصحافة حول الإعلام والرأي العام

الرأي العام العربي وإستراتيجيّات الوهم!!

أمران تسبّبا في تأخّري عن مواصلة تغطية الملتقى الدولي لمعهد الصحافة. أولا: الكسل "قتله الله"، وثانيا: التزامي بإعداد تغطية متكاملة عن الملتقى لإحدى الدوريّات يفترض أن أسلّمه لرئيس التحرير غدا الاثنين، وخشيت أن أكرّر المضمون ذاته الذي سأنشره في مدوّنتي بغض النظر عن الاختلاف الطبيعي لأسلوب الصياغة في المحملين. على كلّ سأحاول الاجتهاد أكثر حتّى لا أخلّ بالتزامي لا هنا ولا هناك.. وسأكتفي بعرض أهمّ مضامين بعض المداخلات..

الخواء النظري
كان يُفترض أن يلقي الأستاذ يوسف بن رمضان مداخلة أولى خلال الجلسة الأولى للملتقى تحمل العنوان الاستفهاميّ التالي "هل يمثل الرأي العام مشكلا اجتماعيّا أساسيّا بالنسبة إلى المجتمعات العربية المعاصرة؟"، والواضح من هذه عنونة هذه المداخلة أنّها كانت مؤهّلة لتحديد النطاق النظري العام للملتقى. ولكنّ الأستاذ بن رمضان تغيّب لأسباب عائليّة حسب ما أعلن رئيس الجلسة العلميّة الأولى الأستاذ رضا النجار. والنتيجة إذن قد تبدو معلومة، فقد غابت البوصلة العلميّة العامّة للملتقى فبدا وكأنّه بلا رأس، غير أنّ ذلك لا يعني أنّ الملتقى قد فشل في تحقيق أهدافه. فهو نتاج رصيد متراكم من التجربة الحاصلة لمعهد الصحافة عبر سنوات عديدة. وقد ألقيت مداخلات قيّمة جدّا رغم قلّتها ورغم الضعف النظري الحادّ الذي اتّسمت به مداخلات أخرى. وعموما فإنّ موضوع الملتقى المتعلّق بالرأي العام يبقى على أهميّته إشكاليّا، ولذلك لا يمكن الحسم في القضايا التي طرحت أثناءه.
وسأجمل حديثي فيما يلي عن مداخلتين وحسب:

الإستراتيجيّة الواهية
تحدّث أكثر من محاضر عن حالة التشرذم الذي يتّسم بها الإعلام العربي عموما، وهذا أمر معلوم لاعتبارات عدّة، غير أنّ البعض قد ربط ذلك بغياب إستراتيجيّة إعلاميّة عربيّة موحّدة. ومن بين هؤلاء يمكن أن نذكر الأستاذ معز بن مسعود الذي يُدرّس حاليّا بمملكة البحرين. وقد ألقى مداخلة: "المعادلة الصعبة بين حياديّة وسائل الإعلام وحريّة الرأي العام: هيمنة الغرب الاتصاليّة وإشكاليّة المواجهة". وهو إذن عنوان مطوّل وطنّان، ولكن كيف كان المضمون؟؟.
بسرعة شديدة عرض المحاضر عددا من الاستنتاجات تبدو من قبيل الملاحظات العامّة المنبهرة بنظريّة التأثير وبفكر المؤامرة، إذ أقرّ دون تعليل علمي أنّ التفوّق الإعلامي الغربي يعني تهديدا للهويّة وتضليلا للرأي العام. واعتبر أنّ ذلك يُجسّد تبعيّة الإعلام العربي للإعلام الغربي. والحلّ في رأيه يكمن في مواجهة الهيمنة الاتصاليّة للغرب عبر إقرار إستراتيجيّة إعلاميّة عربيّة..
ورغم تقديم الأستاذ معز بن مسعود بعض المقترحات ضمن ما يُسمّيه بالإستراتيجيّة الإعلاميّة العربيّة، أجد نفسي مستغربا مثل هذا الطرح غير الواعي بخصوصيّات البلاد العربيّة. فالعارف يُدرك أنّ بعض المجتمعات العربيّة لا تشترك سوى في الديانة السائدة واللغة الرسميّة، أيّ أنّ هذه المجتمعات غير متجانسة على مختلف الأصعدة، ومن ثمة فإنّ أي إستراتيجيّة مشتركة ستبقى حبرا على ورق إلاّ إذا كان الهدف منها مزيد تكميم الأفواه. حقيقة لا أفهم وجود إستراتيجيّة يمكن أن تُحدّد توجّهات الرأي العام، هذا إن عُرفت توجهاته أصلا !!

المهاجرون الجدد
هذا هو العنوان الفوقي لمداخلة الأستاذ جمال الزرن، وعنوانها الكامل هو: "المهاجرون الجدد: الإرهاب والإنترنت: الفتنة الكبرى: تجليّات رأي عام إلكتروني". لن أركّز على العنوان فقد أحسن المحاضر تهجينه، وأراني لا أقوى على فهم أسراره. المهمّ أنه انطلق في بحثه بعرض نتائج سبر للآراء أنجزه موقع "الجزيرة.نت" منذ فترة تعلق بالتفجيرات التي استهدفت مكاتب الأمم المتحدة في الجزائر وأدّت هناك إلى قتل عدد من موظفيها. وقد تضمّن هذا "الاستفتاء" سؤالا ملغوما عن مدى الموافقة على تلك التفجيرات، وكانت الفاجعة بأن أجاب نحو 54 بالمائة من المشاركين بنعم للتفجيرات أي نعم للقتل. ورغم هول ما جاء في سبر الآراء هذا فإنّه من المبالغ جدّا أن يعتبر المحاضر أنّه استفتاء سيتمّ التأريخ به لبدايات تشكل رأي عام افتراضي عربي. فالكثير من المواقع تكتظ بالاستفتاءات المشابهة وبالفتاوى التكفيريّة والدعوة إلى هدر الدماء التي تجد استحسان روّاد تلك المواقع.
ومن جانب آخر رأى المحاضر أنّ شبكة الإنترنت قد أضحت ملاذا للمهمّشين، وفي مقدّمتهم المتطرّفون والمتعصّبون الذين أُغلقت أمامهم الفضاءات العامّة فتوجّهوا إلى الفضاءات الافتراضيّة للتعبير فيها بأكثر شراسة واستخدام كلّ الوسائل التي تتيح لهم تنفيذ مخطّطاتهم الإرهابيّة. وقد لقّبهم المحاضر بالمهاجرين الجدد نظرا إلى أنّ الإنترنت لا وطن له، على غرار سائر الإرهابيين الذين يطلقون اليوم على أنفسهم لقب المهاجرين وذلك تبرّكا بالمهاجرين مع النبي، فهم أيضا قد تمّ تهجيرهم من أوطانهم إلى أرض أخرى أضحت فيما بعد منطلقا لممارسة "للجهاد الأعظم". ومن ثمّة رأى المحاضر أنّ شبكة الإنترنت أضحت رهينة أو "سبيّة حرب للإرهابيين" يرتعون فيها بحريّة بسبب اعتبارهم "افتراضيين" غير موجودين على أرض الواقع.
وعموما يبقى هذا رأيا شخصيّا أكثر منه تحليلا واقعيّا لأنّ شبكة الإنترنت أوسع بكثير من إمكانيّة سبيها من قبل فئة معيّنة رغم خطورة هؤلاء. ومن ثمة لا يمكن لهؤلاء تحديد مواصفات رأي عام إلكتروني محتمل. كما أنّ مواقع الواب المحسوبة على هؤلاء تخضع لرقابة مشدّدة من قبل سائر الأنظمة السياسيّة والمخابراتيّة في العالم. ومن التبسيط غير الواقعي أن نعتبر أن الشبكة العنكبوتيّة قد تحوّلت اليوم إلى محظيّة للإرهابيين يوظّفونها كما يريدون. وقد ينطلي علينا هذا الحكم إذا كنّا لا نعرف كيف نمسك فأرة الحاسوب.
ملاحظة: أنا بصدد إعداد تغطية متكاملة ومهيكلة وذات عمق نظري عن الملتقى المذكور، سأدرِجُها في المدوّنة بعد نشرها في إحدى الدوريّات بعد أيّام. وهي فرصة من الآن إلى ذاك الحين كي تشهد المدوّنة بعض التنوّع من حيث المواضيع والمضامين.

2008-11-13

- أمّـة مُهـنّــد.. في ملتقى معهد الصحافة حول الإعلام والرأي العام..!

ماذا جاء في مداخلة وزير التعليم العالي.. وهل سنقرأ ذلك في صحف الغد..؟

لدى افتتاحه صباح اليوم الملتقى الدولي لمعهد الصحافة وعلوم الإخبار حول "الإعلام والرأي العام في مرآة العالم العربي" أكّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا السيّد لزهر بوعوني أنّ الرأي العام لا ينبغي أن يكون ضحيّة التلاعب السائد اليوم في شبكة الإنترنت، مشيرا إلى أنّ من إفرازات الثورة التكنولوجيّة بثّ الإشاعات ونشر الأكاذيب بهدف توجيه الرأي العام إلى أغراض ليست بالضرورة علميّة. كما قال بوضوح إنّنا "لا نقبل برأي عام منقاد"، مُطالبا المؤسّسات المختصّة في سبر الآراء بعدم الزيغ عن الأهداف الأساسيّة ذات العلاقة بقياس توجّهات الرأي العام، ومؤكّدا كذلك على ضرورة ضبط القواعد والأسس الأخلاقيّة المتعلّقة بهذا المجال الهام. كان هذا إذن بيت القصيد أو الرسالة الأساسيّة في كلمة وزير التعليم العالي عند افتتاحه ملتقى معهد الصحافة.
وبما أنّ لهذا الطرح علاقة -مباشرة أو غير مباشرة- بما يدور في الساحة الافتراضيّة في تونس هذه الأيام والأسابيع، فإنّنا لا ندري إن كانت الصحف التونسيّة ستنشر في الغد هذه المضامين مع إعطائها الأولويّة التي تستوجبها الحرفيّة وقواعد الكتابة الصحفيّة أم أنّها ستكتفي بعرض ما ستبثّه وكالة تونس إفريقيا للأنباء التي لا تأبه إطلاقا بقاعدة "الهرم المقلوب" في التحرير الصحفي وستهمّش المضامين الأساسيّة مقابل إعطاء الأولويّة للمسائل البروتوكوليّة.
المسألة الثانية التي أودّ الإشارة إليها لها دلالاتها رغم طرافة أسلوب طرحها. فمن بين أبرز المحاضرين في اليوم الأوّل لملتقى معهد الصحافة نذكر الأستاذ فؤاد بن هلّة*، وقبل أن نعود في ورقة لاحقة إلى أبرز ما جاء في مداخلته القيّمة نروي طرفة ذكرها تدليلا على دقّة دور بعض الفضائيات العربيّة في توجيه الرأي العام في البلاد العربيّة نحو اهتمامات معيّنة قد تكون بعيدة كلّ البعد عن قضاياه الحيويّة. فقد ذكر أنّ الانتشار الواسع خلال الفترة الأخيرة للمسلسل الدرامي التركي الذي تشغل دور البطولة فيه شخصيّتا نـور ومهنّـد أدّى إلى القول التالي: "نحن لم نَعُد أمّـة محمد وإنّما أصبحنا أُمّـة مهنّـد".. !!
(هذه الورقة ليست تقريرا صحفيّا عن الملتقى الدولي لمعهد الصحافة لأنّ الملتقى يتواصل غدا وليس من الموضوعي مهنيّا إنجاز تقرير منقوص، وقد نقلت فقط هذه المشاهدات الأولى المنتقاة والمختزلة)
* فؤاد بن هلّة، حاصل على الدكتوراه في القانون، وهو صحفي ورئيس تحرير ثمّ مدير الإعلام والبرامج في إذاعة فرنسا الدوليّة (RFI)، كما ترأس قناة فرنسا الدوليّة عند إحداثها، إلى جانب مهام عديدة أخرى. وله كتابان هما:
« La guerre radiophonique » (1983) et « Le choc de la communication globale : pouvoirs et sociétés Arabes face au défi » (2005).

2008-11-12

- عن حقوق الإنسان وحقوق الحيوان هنا وهناك..!!

التشهير بارتكاب مجازر للحيوانات في دنمارك هل يُناقض إثارة قضايا حقوق الإنسان في البلدان العربية؟!
* لماذا هذا التقديس للدول الغربيّة؟!
ما دفعني إلى كتابة هذه الورقة هو اهتمامي بتعليق كتبه أحد المبحرين في المدوّنة بشأن الورقة السابقة المعنونة بـ"الدنمارك ومهرجان العار"، وقد فضّلت عدم الاكتفاء بجرّد تعقيب عن التعليق نظرا إلى أهميّة الموضوع. أمّا التعليق فقد طرح فيه على حدّ ما فهمت "مسألة الخلط الذي وقعت فيه بين الحديث عن مسألة احترام الحريّات والحقوق ومسألة حقوق الحيوان، خاصّة وأنّنا في حدّ ذاتنا متورّطون -حسب رأيه- في ممارسات مماثلة مثل أساليب صيد التن في سيدي داود وكذلك اجتماع المسلمين على ذبح الخرفان في عيد الأضحى". ومن ثمّة يعتبر أنه "من الأجدر بنا أن نهتمّ بإصلاح مجتمعنا لا مجتمعات الآخرين، لاسيّما أنّ دنمارك تتفوّق علينا حضارةً وحريّةً ثمانين عاما" على حدّ رأيه الذي ورد بالدارجة التونسيّة. بطبيعة الحال، الإيجابي في كلّ هذا هو التفاعل الذي يُحدثه النقاش والجدل في نطاق الاحترام رغم تباعد وجهات النظر بل وتناقضها أحيانا.
ومن البديهيّ أن أقول إنّ منظومة حقوق الإنسان قد شهدت تطوّرا كبيرا عبر السنين والعقود، ولكنّ ما أصبح محلّ إجماع في الساحة الحقوقيّة هو أنّ منظومة حقوق الإنسان شاملة متكاملة لا يمكن تجزئتها، ومن بينها ما يُعرف بالجيل الرابع لحقوق الإنسان الذي يضمّ الحقوق البيئيّة أو الحقّ في بيئة سليمة بما في ذلك حقوق الحيوان. والأكثر من ذلك أنّ الحقوق البيئيّة أصبحت أحد المقاييس المعتمدة في الأمم المتحدة والمنظمات المتفرّعة عنها في تحديد درجات النمو والتنميّة في مختلف المجتمعات بما يُسمّى التنمية المستديمة. وميزة الحق في بيئة سليمة هي أنّه حق كوني مشترك مهما تباعدت الدول بحكم التأثير والتأثّر المتبادل في هذا الشأن، فمثلا الإشعاعات النوويّة التي أفرزها انفجار مفاعل تشرنوبيل لم تقف عند حدود الاتحاد السوفياتي السابق أو جمهوريّة روسيا الاتحاديّة وإنّما انتشرت مضارّها متجاوزة الفضاءات التي انطلقت منها إلى بلدان بعيدة أخرى.. من هنا إذن تتبيّن مسوّغات ضرورة التشهير بتلك الانتهاكات البيئيّة وإن حدثت في دول معروفة بسجلّها النظيف في مجال حقوق الإنسان مثل دنمارك...
وأعود إلى الأمثلة التي تمّ ذكرها في التعليق بخصوص صيد التن وذبح الخرفان في عيد الأضحى، إذ وإن اختلفنا في طريقة التعامل معها فإنه من المنطقي ألاّ نختلف عن الهدف من وراء ذلك وهو تخصيص لحومها للغذاء، علما بأنّ العرب والمسلمين ليسوا أبدا في مقدّمة من يتناولها غذاءً. فاليابان هي مثلا أكبر مستهلك للتنّ، كما أنّ أستراليا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكيّة هي أكبر دول تستهلك شعوبها اللحوم بمختلف أصنافها. وهذا ببساطة ما تُبيّنه الإحصائيّات العالميّة.
أمّا مسألة الحقوق والحريّات، فإنّه لا يسعني إلاّ العودة إلى التساؤل الذي طرحته في عنوان هذه الورقة وهو: هل أنّ التشهير بارتكاب مجازر للحيوانات في دنمارك يُناقض إثارة قضايا حقوق الإنسان في البلدان العربية؟؟ يتضمّن هذا الطرح تعارضا مفاهيميّا قد لا يمكن الأخذ به على أساس أنّ لكلّ مقام مقال، فهذا لا يُطرح -في تقديري- مع ذاك على الرغم من عدم وجود تناقض بين الأمرين. فمثلا بالنسبة إلى دنمارك ولئن تتميّز بسجلّ ناصع في مجال حقوق الإنسان والحريّات وفي مقدمتها حريّة التعبير فإنّ ذلك لا يعني أن نلتزم الصمت إزاء انتهاكها أو تجاهلها لشروط البيئة المستديمة وتورّط بعض الفئات من مواطنيها في مجازر مرعبة ومخزيّة تلحق بالحيوانات. وهنا نتساءل أيضا: هل علينا كذلك السكوت عن ممارسات دول متشبّعة بالتقاليد الديمقراطية في انتهاك حقوق أساسيّة لدول وشعوب أخرى كالرمي فيها مثلا بمخلّفاتها النووية أو الكيميائيّة بدعوى أنّ تلك الدول والشعوب متخلّفة وأنظمتها مستبدّة.؟!!!
وما ينبغي التأكيد عليه في هذا السياق هو أنّنا نعيش اليوم في حضارة معولمة كونيّة لم يعد من الممكن التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان باختلافها سواء جدّت في الدول العربيّة وهي كثيرة وصارخة في أحيان عديدة أو في الدول الغربيّة التي لها نصيبها من تلك الانتهاكات الحقوقيّة سواء في ما يتعلّق بالتنمية المستديمة أو ما يخصّ ممارستها المنهجيّة لإرهاب الدولة في إخضاع شعوب بأكملها للاحتلال والحرب والتشريد، وفي تورّط دول ديمقراطيّة أخرى في الممارسات ذاتها عبر غضّ الطرف عن تلك الانتهاكات الجسيمة أو الموافقة على ارتكابها..
ومن هنا نأتي إلى بيت القصيد وهو أنّ دولا ديمقراطيّة مثل دنمارك وغيرها صحيح أنّها تفوقنا تطوّرا واحتراما لحقوق الإنسان وينبغي أن نقوم بكلّ مستطاعنا للنسج على منوالها في مجال احترام حقوق الفرد والجماعات، ولكنّ علينا في الآن ذاته نزع هالة القداسة التي نُحيطها بها. فنحن -رغم ما يُقال عن الخصوصيّات- فإنّنا ننتمي إلى حضارة كونيّة واحدة، وعلينا ألاّ نخجل من التشهير بانتهاكات غير مبرّرة تورّطت فيها تلك الدول.

(مصدر الصورة: تدمير الطبيعة - نقلا عن موقع بيت الكرتون)

2008-11-11

HONTE AU DANEMARK

دنمارك ومهرجان العار..!!
هذه صور وجدتها في شبكة فيسبوك تجسّد بشاعة المجازر المتكرّرة كلّ عام في دنمارك وتحديدا في جزر الفيروي (Les Iles Féroé) التابعة لهذا البلد الأوروبي "المتحضّر"، ويذهب ضحيّتها عشرات وربّما مئات الدلافين وبعض أنواع الحوت الذي يُفترض منع صيده. وقد أضحت هذه الممارسات المتوحّشة على ما يبدو بمثابة مهرجان سنوي لتقتيل تلك الحيوانات البريئة..
أمّا السبب الكامن وراء هذه الدمويّة المفرطة فهو نزوع شباب تلك المناطق إلى إثبات بلوغهم سنّ الرجولة والفحولة، والطريقة "المثلى" هي إبراز قدراتهم القتاليّة الفائقة في تذبيح ذاك النوع من الدلافين، ومن يقتل أكثر قد يُعتبر أكثر "رجولة" بالمفهوم الدنماركي بل والمجتمع الدانمركي أصلا الذي بلغ من التحضّر والتقدّم درجات هائلة لم تُتح له بعد التخلّص من جذوره القروسطيّة الموغلة في الممارسات والعادات الدمويّة المتوحّشة على غرار العديد من الدول الأوروبية الأخرى..
الكالدرون (CALDERON) هو نوع فريد من الدلفين معروف بوداعته واقترابه الشديد من الشواطئ والإنسان رغبة منه في الاطلاع حسب ما يُذكر، ولذلك يقع فريسة فئة من البشر المتوحشين مازال القانون الدنماركي غير مؤهّل لمساءلتهم، ربّما أيضا في نطاق حريّة التعبير عن الفحولة... إنّه الوجه الآخر لحضارة دنمارك.

MEDIAS et OPINION PUBLIQUE au Miroir du Monde Arabe 3

1
2
- لقراءة نص هذا التقديم العام للملتقى بشكل واضح يُرجى النقر على هذا النص الوارد في شكل صورة *
- هذا الملتقى سينتظم يومي الخميس والجمعة 13 و14 نوفمبر 2008 بفندق رجنسي (رونيسونس سابقا) قمرت. والدعوة مفتوحة أمام كلّ المهتمّين بمجالي الإعلام والاتصال.

2008-11-10

MEDIAS et OPINION PUBLIQUE au Miroir du Monde Arabe 2

* Ce texte est sous format photo JPEG, cliquer là-dessus pour pouvoir le lire convenablement.
* 13 -14 Novembre 2008 - Hotel REGENCY (ex Renaissance) GAMMARTH

MEDIAS et OPINION PUBLIQUE au Miroir du Monde Arabe 1

الملتقى الدولي لمعهد الصحافة وعلوم الإخبار حول:
وسائـل الإعـلام والـرأي العـام فـي مـرآة العالـم العربـي

الخميس والجمعة 13 و14 نوفمبر 2008 - فندق رجنسي (رونيسونس سابقا) قمرت

13 -14 Novembre 2008 - Hotel REGENCY (ex Renaissance) GAMMARTH

2008-11-08

- رسالة لا تخصُّ جُبناء التدوين...

إلى زياد الهاني...
تعرف أيّها الزميل أنّني من المتمسّكين دائما بموقعي كمستقل رغم الثمن الذي أدفعه كغيري لقاء ذلك الخيار، وأنت أكثر الخبيرين بذلك سواء في الماضي أو الحاضر..
وبفطنتك غير المشكّك فيها، ربّما فهمت أنّني لم أودّ الردّ على التعاليق الواردة في مدوّنتي على تلك الورقة سواء على من اعتبر أنّي أنشط في شعبة أو من راق له ما جاء في تلك الورقة أو كذلك من خالفني الرأي مناصرا إيّاك أنت في ما ذهبت إليه.. نتفق على أنّ لكلّ الحق في التعبير عن رأيه، وبما أنّني لا أكتب حرفا إلاّ حاملا توقيعي فقد تمسّكت بحقي في عدم الردّ على مجهوليّ الهويّة أو على الأقل من أرادوا ذلك..
أما بالنسبة إلى التجريح فأنت تعرف كذلك أنّني أرفض السقوط في الابتذال الذي يُمارسه البعض.. كما أنّك أنبه من الاعتقاد بأنّ ما كتبته يندرج في الانخراط عن وعي أو غير وعي في حملة ضدّ شخصك... وأخالك كذلك أعرف منّي بمن يكون "ولد بيرسا".. صديقك هذا و"ولد حومتك" صنّفني ضمن "النبّارة والمرتزقة" فأشدت بخصاله وأصالته في القيام بالواجب، واجب السقوط في منحدر الثلب والبذاءة الرخيصة.. وقد كال لي أصناف السباب، غير أنّ شخصه مكشوف ولا يحتاج في نظري للتبصّر، فالتزلّف سمته وانفصام الشخصيّة مُصابه.. وهذا ما يمنعه من التصرّف كالرجال الأحرار ممّن لا يقولون من الكلام إلا ما يتحمّلون وطأته دون تخفّ خلف أقنعة لا تليق إطلاقا بمن يروم الدفاع عن الحريّات العامّة..
ذكرتَ في الخبر المنشور في مدوّنتك أنّ "هيئة المحكمة تلقت طلبا باستدعاء رئيس الدولة بصفة شاهد في القضيّة" فلم تتخفّ أوّلا، وأنا اعتبرت -دون ذكر اسمك- أنّ ذلك تهريجا غير منطقي لا يتناسب مع الوضع القائم وإنما ينزع إلى الإحراج السياسي الذي لن يفيد -حسب التجربة- تطوير واقع الحريّات ببلادنا في شيء.. وأنت عارف أيضا بأنّ ذاك المنهج المعتدل والمستقل كان نهجنا ومشروعنا المشترك في جمعيّة الصحافيين التونسيين في زمن في غاية الصعوبة.. وإن أعدت قراءة الورقة فستجد أنّني انتقدت أساسا هذا التصرّف لا شخص القائم به في حدّ ذاته.. ربّما تضمّنت الورقة مصطلحات غامضة وأخرى مبالغ فيها.. لكنها حملت رأيا لا أزال مُتمسّكا به من موقع الدفاع على الحِرفيّة والمِهنيّة التي ينبغي أن يستند إليها الصحفي في عمله، في حين تعوز للأسف الشديد الكثير من صحفيينا وأنت أعلم بهذا. فالصحافة النزيهة لا تُعوّل -في تقديري- على الفرقعات أو البالونات الإعلاميّة، كما أنّ البحث عن الجدوى والفاعليّة يفترض عدم المطالبة بأشياء من المعروف مسبقا استحالة تحقيقها..
وإذا كان الكثير من الصحفيّين يفتقدون للحدّ الأدنى للحرفيّة، فإنّني لا أستغرب إطلاقا أن يختلط الحابل بالنابل بالنسبة إلى السواد الأعمّ من المُدوّنين لا كلّهم، فيسقط العديد منهم في الثلب والإيغال في البذاءة أحيانا إزاء أناس قد لا يعرفونهم أصلا، مُعتقدين أنّهم يُمارسون حريّة التعبير في أبهى صورها.. ولا أدلّ على ذلك من الطرح الانتقاميّ من قبيل ما مفاده أنّ "من أدخل يده إلى عشّ الدبابير.. فلينتظر ما يكره"، هي مُمارسة بلورها "صديقك" و"ولد حومتك" بلغته الركيكة، ومع أنّك أنعمت عليه شكرا ومدحا فإنّني أربأ بنفسي الردّ على هكذا كلام لأنّه ينبع من شخص يعاني أعراض انفصام مرضي ويحرمه جبنه من قول كلمة واحدة دون التخفّي وراء كناية أو تقية مكشوف للعارفين قيمة صاحبها الموهوم..
ملاحظة: كما تعرف لن أتوقّف اليوم أو غدا عن كتابة ما يعكس قناعاتي ولكنّني أفضّل عدم الردّ أو التعقيب مستقبلا.

2008-11-05

- أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكيّة.. على خطى لوثر كينج !!!

I have a dream Martin Luther King (le 28/08/1963)
« I say to you today, my friends, so even though we face the difficulties of today and tomorrow, I still have a dream. It is a dream deeply rooted in the American dream.
I have a dream that one day this nation will rise up and live out the true meaning of its creed: “We hold these truths to be self-evident: that all men are created equal.”
I have a dream that one day on the red hills of Georgia the sons of former slaves and the sons of former slave owners will be able to sit down together at a table of brotherhood.
I have a dream that one day even the state of Mississippi, a state sweltering with the heat of injustice, sweltering with the heat of oppression, will be transformed into an oasis of freedom and justice.
I have a dream that my four little children will one day live in a nation where they will not be judged by the color of their skin but by the content of their character. I have a dream today!
I have a dream that one day down in Alabama, with its vicious racists, with its governor having his lips dripping with the words of interposition and nullification; one day right down in Alabama little black boys and black girls will be able to join hands with little white boys and white girls as sisters and brothers.
I have a dream today.
I have a dream that one day every valley shall be exalted, every hill and mountain shall be made low, the rough places will be made plains and the crooked places will be made straight and the glory of the Lord shall be revealed and all flesh shall see it together. »

- مكانة المستقل في العالم الإطلاقي

في معاني المناوءة والموالاة
بئسا لك أيّها المستقل، لا مكان لك في هذي البلاد،،،
لا تحاول أن تختار لك مكانا، فهناك دائما من يُفوّض نفسه لهذه الخدمة دون مقابل، لا تتعجّب قد يكون تلميذا أو طالبا بدأ يشق طريقه، أو مسؤولا عليه أن يُحبّر تقريرا أو معارضا انتهازيّا، النتيجة سواء.. القاسم المشترك بين هذا وذاك أنّ كلاهما لا يجد ضيرا أن يُنكّل بك.. لا مكان لك إن أردت أن تكون مُستقلاّ.. وليس لك أن تُعلن رأيك صراحة سواء بشأن هذه الجهة أو تلك.. كيف يمكن أن يتمّ تصنيفك إن تمسّكت بموقع المستقل.. لا تحاول تعقيد الأمور وتغيير المسمّيات، فأنت إمّا مُخبر وكاتب تقارير أمنيّة ومجرّد وصولي أو على العكس مجرّد مقاول انتهازي للمعارضة السياسيّة ومرتبط بمصالح أجنبية...
أليس هذا نسخةً مطابقة لذاك الخطاب الإطلاقي الذي لقّنه جورج بوش للعالم قبل أن يرحل: "من ليس معي فهو ضدّي"..
لا ألوان في هذا العالم سوى الأبيض والأسود.. فأنت إمّا مناوئ أو موالٍ.. أمّا أن تحافظ على حدّ أدنى من الاستقلاليّة، فتقول ما تراه صائبا، وأن يُسمح لك بأن تكون كائنا بشريّا يُخطئ ويُصيب في التقييم أحيانا، فذاك من المحظورات الأُوَل!!
قد نكون ممّن لم نفهموا شيئا بعد من منطق هذا العالم، وربّما أصاب الشاعر نزار القبّاني منذ زمن حينما قال: لا توجد منطقة وسطى بين الجنّة والنار!! قد يكون ذلك صائبا!!
ومع ذلك يُطرح السؤال مجدّدا: كيف السبيل لمقاومة هذا الفكر الإطلاقي البائس المتزلّف؟، هل عليك أيّها المستقلّ أن تستقيل تماما وتنزوي في إحدى المناطق النائية أم ترحل عن هذا العالم كليّا أم حريّ بك أن تعتنق الإلحاد السياسي والفكري، فتفعل مثل مخلوقات شبيهة بالإنسان حُبست في حدائق الحيوان واعتُبرت أنّها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلّم...؟؟؟