2008-10-31

- اشمئزاز..!!

لستُ عنصريّا ودأبي التشهير بالعنصريّة والعنصريين، ولكنّني حين أشاهد هذه الصورة أشعر تلقائيّا بالاشمئزاز من هذا الوجه الحقير..
أمّا غير ذلك، فيبدو أنّ ما باليد حيلة..!!

مصدر الصورة : رويترز Reuters

- المحافظون الجدد.. وامتلاك الحقيقة..

جون ماكين.. الزعيم الجديد لرُعاة الإرهاب !!

رغم اقترابنا من الخط النهائي للانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة لا أعتقد أنّ التصريحات التي أخذ يُطلقها المرشّح الجمهوري جون ماكين تعكس تخبّطا لهذا السياسي الذي يراه البعض أخرق وأحمق وأكثر صلافة من سلفه بوش الابن.. إنّه في تقديري يحمل بجدارة لواء فكر المحافظين الجدد، وما الخطّ التصعيدي الذي يتّبعه فيما يتعلّق بالسياسات الخارجيّة لواشنطن سوى وجه آخر للعملة ذاتها التي سنّها سلفه ومعاونوه.. ولا ريب أنّ لماكين أتباعا كثيرين يقاسمونه آراءه المتعصّبة. فليس من الضرورة أن يكون الناخبون الأمريكيّون أو السواد الأعظم منهم ممن يفقهون نواميس السياسة الداخليّة والخارجيّة للولايات المتحدة الأمريكيّة.

"من ليس معنا فهو ضدّنا" هذا ما أكّده بوش الابن مرارا لحلفائه وأعدائه في داخل أمريكا وخاصّة خارجها.. وذاك الخطّ نفسه الذي يتحرّك جون ماكين في حدوده.. إنّه ببساطة تجسيد للتعصّب في أعتى مظاهره، فهو بذلك يدّعي امتلاك الحقيقة التي ينبغي أن يصطفّ وراءها الجميع، ومن لم يرضخ لهذا الفكر المرضي فهو إرهابيّ مارق سواء كان من اليمين أو اليسار.. إنّ الادعاء بامتلاك الحقيقة هو مرادف للتطرّف والتعصّب بل هو الإرهاب بعينه. وبكلّ الوضوح لا أتردّد في إدراج مدّعيّي امتلاك الحقيقة ومن بينهم ماكين في السلّة نفسها التي تضمّ مرتكبي جرائم 11 سبتمبر واحتلال العراق وتدميره.

من هذا المنطلق، طبيعي أن يعد ماكين بقاء عساكره في العراق مائة عام، وطبيعيّ أن يعتبر العدوان الأمريكي على سوريا مؤخّرا عملا وطنيّا ما كان غريمه في الانتخابات باراك أوباما ليتجرّأ على إتيانه لو كان رئيسا.

لو حالفه الحظ في ولوج البيت الأبيض فإنّ الزعيم الجديد للمحافظين الجدد لن يخذل أترابه ومريديه من الرعاة الحقيقيين للإرهاب، بل سيكون حتما في مقدّمتهم..!!

مصدر الصورة: رويترز Reuters

2008-10-30

- صور خاصّة لحادث مرور مريع على طريق مطار تونس قرطاج

اصطدام حافلة مزدوجة على طريق تونس-بنزرت

جدّ منذ نحو ساعة ونيّف حادث مرور مريع على مستوى طريق السيّارة المؤدّية إلى بنزرت وذلك بالقرب من محوّل مطار تونس قرطاج وتحديدا عند بداية تقاطع جسر ومحوّل منطقة سكّرة في طريق تونس-بنزرت. وقد اصطدمت حافلة مزدوجة تابعة لشركة "نقل تونس" بأحد الأعمدة الإسمنتيّة العملاقة الخاصّة بإرشاد مستعملي الطريق، وإذ لم يُسجّل هذا الحادث ضحايا بشريّة فإنّه قد خلّف أضرارا ماديّة فادحة في مقدمة الحافلة في الجانب المخصّص للسائق.

وحسب معلومات أولى استقيناها من أحد رجال الأمن الموجودين على عين المكان فإنّه قد أكّد عدم تسجيل قتلى من ركّاب الحافلة أو من خارجها وأنّ سائق الحافلة قد أصيب ببعض الكسور في كتفه، علما بأن المقعد المخصّص للسائق قد تهشّم بشكل شبه كليّ بما يوحي مبدئيّا بأنه -في حالة تمكّن من النجاة فعلا- فقد يكون أُصيب بأضرار بليغة. ومن باب الحق في الإعلام والتنبيه إلى خطورة السرعة ننشر الصور التالية التي التقطناها قبل محاولة منعنا من التصوير.

تجمّع بعض رجال الأمن والمارّة وبعض أعوان شركة النقل

أضرار ماديّة بالغة لحقت مقدمة الحافلة في مستوى المكان المخصّص للسائق

محاولات عديدة تمّت لرفع الحافلة وإزاحتها عن قلب هذه الطريق السريعة

أحد رجال الأمن يستعمل هاتفه الجوّال، وزميل آخر له (لا يظهر في هذه الصورة) كان بصدد تصوير الحافلة المنكوبة
بكاميرا هاتفه، في حين أمرنا أحد مسؤولي الأمن بعدم التصوير

2008-10-27

- أرق

اشتدّي أزمة تنفرجي...
هكذا يقول الشاعر العربي، وشخصيّا استحكمت بي الأزمة على غير صعيد..
طبعا لم أقنط من تجاوزها، لكنّ أمدَها قد طال وكاد يفتك أيضا بقلمي، وذاك أكبر الشرور..
وحتّى أتأبط الويل مجدّدا وأزيحه عنّي جانبا، ما عساني في اللحظة إلاّ إعادة ترديد قول ضعاف الكائنات:
اشتدّي أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلك بالبلج

-

قلم الرصاص
أحـمــد مـطــر
جسّ الطبيب خافقي
وقال لي:
هل هنا الألم؟
قلت له: نعم
فشق بالشرط جيب معطفي
وأخرج القلم؟
هز الطبيب رأسه... ومال وابتسم
وقال لي:
ليس سوى قلم
فقلت: لا يا سيدي
هذا يدٌ و فم
رصاصةٌ و دم
وتهمةٌ سافرةٌ .. تمشي بلا قدم!

2008-10-19

- أحلى الكلام : مظفر النواب

الجوع الكافر
مظفـر النـواب
لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر

فالجوع أبو الكفار

مولاي أنا في صفّ الجوع الكافر

ما دام الصفّ الآخر يسجد من ثقل الأوزار

وأعيذك أن تغضب مني

أنت المطوي عليك جناحي في الاسحار

إله نجوم البحر

لقد أبحرت إليك كآخر طير في البرّ

وكادوا يقتنصوني

إله البحر سيكتشفوني

إله البحر الست تشمّ مساحات سكاكين الدم

سيكتشفوني

سباخك يا ربّ الليل يشد على قدميّ المتورّمتين

وأقدامي تهرب في قلب عدويّ صارخة

وسيكتشفوني

أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان

فإنّ مدى المتبقين من العصر الحجري تطاردني

أنقذني من وطني

إذ ذاك التف على جسدي الواهن روح المطلق

متشحا بالقسوة والنرجس والزمن...
المصدر: جزء من قصيد - الحركة الأولى - وتريّات ليليّة

- إسرائيل والتراث الفلسطيني في القدس

وصل الصديق العزيز غسّان نمر إلى تونس بالأمس، وسيناقش أطروحة الدكتوراه حول موضوع : "إسرائيل والتراث الفلسطيني في القدس" يوم الثلاثاء القادم (21 أكتوبر) بدءا من الساعة التاسعة والنصف صباحا بكيّلة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة (9 أفريل).
الدعوة مفتوحة لأصدقاء غسّان وكلّ المهتمين بموضوع الأطروحة

2008-10-16

- كاريكاتير اليوم: الصحافة بين مقتضيات الاستقلاليّة والوصوليّة

الصحافة المُقعدَة (أو المعوقة) تدور في أطراف حلقة جهنّميّة
مصدر الكاريكاتير: ناصر الجعفري - جريدة "العرب اليوم" الأردنية

2008-10-13

- رسائل الاحتيال

خدمةُ الربّ في زمن الطمع والاحتيال
خلال الأسابيع الأخيرة تلقيت في بريدي الإلكتروني الرسالة الملحقة أدناه ثلاث مرّات، والأكيد أنّها قد أرسلت أيضا إلى الكثيرين غيري. وكما ستلاحظون فإنّ رائحة الاحتيال فيها بالغة، وهي تُعوّل بالأساس على نزعة الطمع لدى ضعاف الأنفس.. كما تعتمد أسلوب الترغيب الديني والتقرّب إلى الله، فكانت المسيحيّة في هذه الرسالة هي المحمل. وتقول صاحبة الرسالة المدعوّة "سوزان مرغان" أو "مرجان" إن زوجها الذي كان يعمل بسفارة الكويت بساحل العاج قد مات وترك لها في أحد بنوك أبيدجان مبلغا ماليا قدره 2,5 مليون دولار، وأنهما لم يُرزقا بأبناء يمكن أن يرثوهما، وأنها ترفض أن تهب تلك الثروة لأقرباء زوجها لأنهم غير المسيحيين أو كذلك لأيّ أشخاص غير مؤمنين. كما أنّها أي المدعوّة "سوزان" قد اكتشفت مؤخرا إصابتها بمرض السرطان وأنّ أيامها أضحت معدودة. ولذلك قرّرت نذر تلك الثروة (التي لا تزال جاثمة على صدرها) إلى إحدى الكنائس أو إلى شخص مسيحي مفعم بالتقوى ويخاف الربّ آملة صرفه على الأيتام وبالخصوص على خدمة دعوة الربّ ونشر كلمته النورانيّة وإذكاء حقيقته الربّانيّة...
ملاحظة: أعرف شخصا عمل نحو 25 عاما في سفارة الكويت في تونس، ولكنّ ذلك لم يشفع له لدى أرباب السفارة ببعض الراحة أو التعويض المادي خلال آخر فترة من رحلة عذابه مع مرض السرطان. فليته كان يعمل في سفارة الكويت في أبيدجان! وكما تقول "سوزان": كلّ شيء ممكن مع الربّ "With God all things are possible".
شفاكِ الربُّ ودمتِ قديسة صالحة يا "سوزان"
نــــــصّ الـرســـالـــــــــة
From Mrs Susan Morgan
N�[38 Rue Des Martyrs Cocody
Abidjan, Cote d'Ivoire
ATTN
DEAREST ONE OF GOD
I am the above named person from Kuwait. I am married to Mr.Abram Morgan, who worked with Kuwait embassy in Ivory Coast for nine years before he died in the year 2004. We were married for eleven years without a child. He died after a brief illness that lasted for only four days.
Before his death we were both born again Christian. Since his death I decided not to remarry or get a child outside my matrimonial home which the Bible is against. When my late husband was alive he deposited the sum of $2. 5 Million (Two Million Five Hundred U.S. Dollars) in the bank here in Abidjan in suspense account.
Presently, the fund is still with the bank. Recently, my Doctor told me that i have serious sickness which is cancer problem. The one that disturbs me most is my stroke sickness. Having known my condition I decided to donate this fund to a church or individual that will utilize this money the way I am going to instruct herein. I want a church that will use this fund for orphanages, widows, propagating the word of God and to endeavour that the house of God is maintained.
The Bible made us to understand that blessed is the hand that giveth. I took this decision because I dont have any child that will inherit this money and my husband relatives are not Christians and I dont want my husband efforts to be used by unbelievers. I dont want a situation where this money will be used in an ungodly way. This is why I am taking this decision. I am not afraid of death hence i know where I am going. I know that I am going to be in the bosom of the Lord. Exodus 14 VS 14 says that the Lord will fight my case and I shall hold my peace.
I dont need any telephone communication in this regard because of my health hence the presence of my husband抯 relatives is around me always I don't want them to know about this development. With God all things are possible. As soon as I receive your reply I shall give you the contact of the bank here in Abidjan. I want you and the church to always pray for me because the Lord is my shepherd. My happiness is that I lived a life of a worthy Christian. Whoever that wants to serve the Lord must serve him in spirit and Truth. Please always be prayerful all through your life.
Contact me on the above e-mail address for more information, any delay in your reply will give me room in sourcing another church or individual for this same purpose. Please assure me that you will act accordingly as I Stated herein. Hoping to receive your reply.
Remain blessed in the Lord.
Yours in Christ,
Mrs susan morgan..

2008-10-11

- قرأت لكم اليوم:

برميل النفط.. و"الفياغرا"
موعد الصباح يكتبه: كمال بن يونس
من بين العجائب والغرائب في عالمي المال والاعمال هذه الايام الصمت الاعلامي الكبير عن الانخفاض السريع في سعر برميل النفط.. عالميا.. بعد "الاغنيات" الجميلة التي روّجت عالميا عن مبررات الزيادات في اسعار كل المواد تقريبا بسبب "التهاب" سعر المحروقات..
سعر برميل النفط هبط من حوالي 150 دولارا اواسط جويلية الماضي الى اقل من 80 دولارا أمس.. وقد هبط السعر امس بحوالي 7 دولارات في يوم واحد.. وحسب بعض التقديرات فان الانخفاض سيتواصل وهو عمليا اهم بكثير.. لان قيمة الدولار انخفضت الى ادنى مستوياته منذ سنوات واصبحت تحوم حول 60 بالمائة من قيمة الأورو (حوالي دينار تونسي و200 مليم).. بينما كانت حوالي دولار ونصف قبل اعوام..؟
لماذا هذا الصمت ؟
لست ادري.. خاصة أننا تعوّدنا على عدم تخفيض اسعار البنزين والديزل ابدا.. بما في ذلك عندما بلغ ثمن برميل النفط 7 دولارات في العقد الماضي.. واصبحت حبة "الفياغرا" أغلى من برميل نفط في بعض الاسواق السوداء..
لا داعي للاحراج.. لكن من المفيد أن نستبشربهذا الانخفاض.. حتى يتوقف مسلسل زيادات اسعار "البنزين" الذي بدأ قبل 3 أعوام.. واستفحل العام الماضي.. لكن من المهم أن نستفيد من انخفاض اسعار الدولار وبرميل النفط لشراء كثير من حاجياتنا بالعملة "الخضراء".. فالتجارة فرص.. إذ لا مبرر للرهان مستقبلا على عملة واحدة.. مثل الأورو.. ورغم الصبغة الاستراتيجية لعلاقاتنا الاقتصادية مع اوروبا فلا بأس من تنويع عملات المبادلات.. مع الاستفادة من تقلبات الاوضاع الاقتصادية في الدول الصناعية الكبرى.. ورب ضارة نافعة.. وعسى ان ينخفض سعر برميل النفط دوليا مجددا الى ما دون ثمن حبّة "الفياغرا".. لان السيارات الفخمة الجديدة "تشخر".. وتستوجب مزيدا من الوقود.
المصدر: جريدة "الصباح" اليوميّة التونسية في عددها الصادر اليوم 11-10-2008

2008-10-10

- تغيّب الطلبة عن الدروس

أخيرا، عاد طلبة معهد الصحافة إلى مقاعد الدراسة...

بعد نحو 4 أسابيع من التغيّب غير المبرّر عاد معظم طلبة معهد الصحافة إلى مقاعد الدراسة. وعلى سبيل المثال لم يغب عن حصّتيْ الدرس اللتين أمّنتهما اليوم سوى طالب أو طالبين. كما لاحظت اهتماما كبيرا لدى معظم الطلبة بالمحاور العامّة للدرس. ولكن للأسف الشديد فإنهم سيعانون جرّاء تلك الحصص المهدورة، إذ سيضطرّ الأساتذة إلى الإسراع في البرنامج أو اختصار بعض المحاور. فمواعيد الامتحانات ستبقى هي ذاتها ولن تتغيّر.
وبغضّ النظر عن تزامن الأسابيع الأولى للدراسة مع رمضان وعيد الفطر، فإنّني لا أفهم كيف يُقدم الطلبة الجدد بالخصوص على التغيّب الجماعي حتى قبل أن يعرفوا بعضهم البعض، فهم قادمون من أفق ومناطق ومدن وأرياف تونسية مختلفة. ومع ذلك دخلوا في عطلة مطوّلة قبل البدء أصلا في الدراسة في الجامعة التي لم يعرفوها بعد.
ولنا أن نتساءل عن الأسباب الحقيقيّة لهذه الغيابات، لاسيّما أنّ ظاهرة التغيّب قد أضحت عامّة ولا تخصّ مؤسّسة جامعيّة دون سواها؟؟؟

- هموم المثقف العربي (2)

حول هموم المثقف و الثقافة المعلبة

- التعليق الأوّل: (مُرسله غير معرف)
المشكل يظل في الاختيار بين وضعيتين :
1/ أن تكون داخل العلبة
2/ أو أن تكون خارج العلبة. وفي كلتا الحالتين فإنك تظل مستهلكا للثقافة المعلبة... من داخل العلبة أو خارجها ...
كمثقف: لك الإختيار... قدراتك كمثقف تحملك خيارك، أن تختار الزاوية...
أن تكون داخل العلبة أو أن تكون خارج العلبة فالبضاعة واحدة ...
ثقافة معلبة ثقافة تحتسيها،،، كما تحتسي قهوتك... كأنك كمثقف تجهل... بأن احتسائك للقهوة... ممارسة ثقافية معلبة.
- التعليق الثاني: علاء الدين بن عبد الله
هل المثقّف يصنع الثّقافة أم الثّقافة تصنع المثقّف؟
- التعليق الثالث: معز زيود
إثراءً للحوار أودّ مناقشة التعليقين السابقين، أبدأ بالتعليق الثاني لعلاء الدين عبد الله، فهو لئن ورد في شكل سؤال عمّن يصنع الآخر: المثقف أم الثقافة، فإنّني أراه متصلا شديد الاتصال بالتعليق الأوّل. فالمثقف مهما كان "حجمه" وتميّزه ينتمي بالضرورة إلى ثقافة كاملة هو جزء منها أو أحد إفرازاتها. ومن ثمة، فإن الثقافة بكلّ عواملها وتقاطعاتها هي التي تصنع إلى حدّ ما المثقف لأنّه لم يأت من فراغ. وقياسا على ذلك فإنّ الثقافة المعلّبة قد لا تصنع أو تُهيء الظروف إلاّ لصنع مثقف يُنتج ثقافة معلّبة، أي عمليّة إعادة إنتاج للمنظومة الثقافيّة ذاتها بالمفهوم الماركسي.
ومع هذا ينبغي تجنّب إطلاق الأحكام الموغلة في الإطلاقيّة والتعميم، فكلّ عصر أنتج مثقفين أبحروا ضدّ التيّار الجارف. وفي هذا مشروع إجابة على التعليق الأوّل (لصاحبه غير المعرّف)، فالنظريّة الحتميّة déterminisme قد لا تصحّ في هذا الباب، بل وتنسف في تقديري أيّ فكر تقدّمي وتجديدي. أراني مع القول بأن احتساء القهوة يعدّ ممارسة ثقافيّة مُعلّبة، ولكن من وجهة مّا لا في المطلق.
وسعيا إلى التفكير في الموضوع سأكتفي بطرح بعض الأسئلة: ماذا عن مفهوم "المثقف العضوي" لدى غرامشي؟ هل انتفت مسوّغات هذا المفهوم في مجتمعات اليوم في رأيك؟!! كيف يمكن بلورة قيم إنسانوية وأخلاقيّة إذا ما استندت إلى وسائط ثقافة معلّبة وحسب؟ أن تكون خارج العلبة، ألا يُتيح ذلك للمثقف الحق -أي المثقف الملتزم بقضايا مجتمعه- بعض القدرة على نقد تلك الثقافة السائدة، حتى وإن كان هو نفسه تحت طائلة إشعاعها؟
عموما، يبدو لي أنّ الدائرة الجهنّمية التي سجنتَ في نطاقها المثقف على أنّه إحدى تعبيرات الثقافة المعلّبة لا يمكن أن يُؤديّ إلاّ إلى "انتحار المثقف" الفاقد الثقة في الثقافة السائدة هنا وهناك والآن...

2008-10-09

- هموم المثقف العربي!!!

الثقافة المُعلّبة
(المصدر : كاريكاتير خالد - جريدة "الوطن" السعودية)

2008-10-05

- المراهقة.. هذا المفهوم النمطي..

من أوهام التنشئة!!
كثيرا ما نكتشف أنّ العديد من المفاهيم التي نعايشها تخضع لأحكام مُسبقة توارثناها أو أنّها وليدة البيئة الاجتماعية المحيطة بنا، كما قد تتراكم بالخصوص عبر التنشئة التربوية التي تـُفرض على الفرد سواء في البيت أو الشارع أو المدرسة.. وقد جالت في ذهني هذه الأفكار بشأن المفهوم السائد للمراهقة في مجتمعاتنا العربيّة بل ربّما في مختلف المجتمعات البشريّة عموما.
فممّا يُعرف لدى الجميع أنّ المراهقة فترة حياتيّة حرجة يعيشها كلّ إنسان بمشاعر فيّاضة، تختلط فيها الأهواء والأحاسيس والمواقف والممارسات إزاء كلّ شيء. فهذه الفترة العمريّة تـُتيح للفرد -حسب ما تذهب إليه العديد من الدراسات السايكولوجيّة- اكتشاف ذاته ماديّا ومعنويّا. فبعد أن يشهد الإنسان آنذاك تحوّلات فزيولوجيّة عميقة يلامس جسده حسيّا ويُكيّف أحاسيسه وفق المتغيّرات التي يعيشها بمقتضى ذلك. وفي مرحلة المراهقة، غالبا ما يعيش الشخص أوّل حبّ في حياته، وقد يستمرّ هذا الشعور أو ينقطع ويتكرّر إزاء أشخاص آخرين، وكثيرا ما يتزامن ذلك باضطرابات نفسيّة تكون ذات تأثير بالغ في شخصيّة الإنسان...
هذه
عموما ملامح الصورة التي نرسمها للمراهق، وهي لئن كانت صورة معقّدة تعكس الوعي بأهميّة هذه المرحلة العمريّة الحاسمة، فإنها تبدو صورة نمطيّة ومقولبة للغاية (artefact). إنّها صورة سلبيّة بكلّ المقاييس يتمّ إلصاقها بالفرد الذي يمرّ بهذه المرحلة على اعتبار أنّه مترّدد ويعوزه الثبات والوضوح والاستقرار في كلّ شيء. ولذلك قد يتمّ رمي الآخرين بتهمة مضحكة في أنهم مراهقون لا لشيء سوى أنهم قد بدت عليهم بعض أعراض المراهقة. والأعراض بطبيعة الحال هي من علامات الإصابة بمرض معيّن، ومن ثمّة يتمّ اعتبار ما يُسمّى بالمراهقة مرضا نفسيّا يُصيب الإنسان في مرحلة معيّنة من حياته وذلك دون تسميته علنا بالمرض. وهذا لا يخرج حسب رأيي عن النفاق الاجتماعي الذي يستوطننا ويرابط في مخيّلاتنا دون أن نُفصح عنه لاعتبارات ذاتية معروفة أساسها أنّ الكلّ قد مرّ بهذه المرحلة. ولذلك عادة ما يتمّ تسمية "المراهقين" بالشباب بهدف التنصّل من المسؤوليّة وعدم السقوط في جلد الذات...
المراهقة في رأيي مفهوم هُلامي لا يعدو أن يكون سوى تركيب أو تصوّر ذهني (construction mentale) غير موجود على أرض الواقع، لأنّه ليس هناك إثبات علمي بأنّ هذه المرحلة العمريّة تُعاش بالكيفيّة نفسها بالنسبة إلى الجميع. كما أنّ العلامات الموسومة بأنّها من أعراض المراهقة تُعدّ مجرّد ممارسات مبثوثة في مختلف المراحل العمريّة للإنسان منذ أن تجاوز مرحلة الطفولة. فالاضطرابات النفسيّة ليست مقصورة على مرحلة ما بين الإثني عشرة سنة والعشرين، وكذلك الحبّ الذي يمكن ألاّ يعرفه الفرد إلاّ في سنّ الستين أو أكثر أو أقلّ. كما أنّ هذه المشاعر يمكن أن تتجدّد أو تنقطع في كلّ مراحل الحياة. أمّا مسألة النضج والاستقرار النفسي وما إلى ذلك من صفات لما بعد مرحلة "المراهقة" فهي مجرّد قوالب جاهزة تفرضها نواميس التنشئة الاجتماعيّة السائدة في كلّ مجتمع وفق القيم والثوابت السويّة وغير السويّة التي يستبطنها...

2008-10-03

- ردّا على الردّ... جورج عدّه وخيانة الشعب اليهودي !!!

تعقيبا على تعليق zied tarek tounsi...
استرعت الورقة التي كتبتها بشأن وفاة المناضل التونسي جورج عدّة اهتمام أحد المبحرين في المدوّنة، فكتب تعليقا موجزا بدا لي في غاية الإثارة، وبمجرّد انتباهي إليه كتبت تعقيبا على هذا التعليق، ثمّ رأيت إعادة نشره حتى يكون أكثر مقروئيّة.
أمّا تعليق "zied tarek tounsi" فجاء حرفيّا كالآتي : georges adda est un tritre pour le peuple juif، وقد رأيت وجوب التوضيح وكتابة التعقيب التالي:
يبدو أنّ الخطأ الطباعي الذي وقعت فيه قد أضفى بعض الغموض على المعنى الذي تقصده، فهل أردت بكلمة tritre معنى titre أم traître لأنّ الفرق شاسع بين معنى اللفظين. وبما أنّ مواقف جورج عدّه واضحة بشأن مُعاداته المُعلنة للصهيونيّة ولوجود دولة إسرائيل أصلا باعتبارها قد انبنت على الاحتلال وتأسّست بتواطئ ودعم واضح ومعلن من القوى العظمى (ولك مثلا أن تطّلع على أيّ كتاب جغرافيا أو تاريخ فرنسي صادر قبل سنة 1948 حول منطقة الهلال الخصيب فستجده يتحدّث عن فلسطين ولا يستعمل كلمة إسرائيل إطلاقا) يبدو أنّك تقصد إذن أنّ جورج عدّة خائن للشعب اليهودي فهذا رأيك وقد يُشاطرك فيه بعض اليهود وربّما من بينهم بعض اليهود التونسيين، ولكنّه رأي في تقديري ضعيف جدّا لأسباب عديدة:
- أولا: أنت لا تـُفرّق بين يهودي وإسرائيلي. وهذا خطأ ثابت يُعدّ من جهة إجحافا في حق اليهود أنفسهم، كأن تعتبر مثلا يهود جربة وحلق الوادي يهودا إسرائليين وليسوا تونسيين وذلك بما يتنافى مع منطق أنّ الوطن للجميع والدين لله. ومن جهة أخرى يبقك زعمُك تحريفا وإجحافا في حق جورج عدّه نفسه الذي يبقى تونسيّا أوّلا وأخيرا.
- ثانيا: وقعت من حيث تدري أو لا تدري في فخّ ترويج الدعاية الصهيونيّة القائلة بأنّ اليهود شعب واحد ومتّحد أي "شعب الله المختار" وهذا تصوّر لا عقلاني يخلط بين التفكير السياسوي والتوجّه الأسطوري المتعصّب والذي تكمن وراؤه أيضا مقولة الإسرائيليين بأنّ فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض... علما أنّ مواقف جورج عدّه من القضيّة الفلسطينيّة ومناصرته الكليّة للشعب الفلسطيني في استرداد كلّ حقوقه التاريخيّة وحقه في تقرير مصيره هي مواقف مُعلنة ومعلومة من كلّ متابع.
- ثالثا: جورج عدّة يعتبر أنّ جذوره بربريّة بالأساس وأنّ بعض البربر من أجداده قد اعتنقوا اليهوديّة في زمن مّا ثمّ تمسّك أبناؤهم بها، إذ يقول بهذا الشأن ما يلي: Les Berbères, mes ancêtres, ont connu les Phéniciens, les Romains, les Vandales, les Arabes, les Normands, les Turcs et les Français qui ont successivement occupé mon pays et dominé mon peuple, devenus réellement indépendants et souverains il y a seulement un demi-siècle, il y a cinquante ans. Certains de ces Berbères, mes ancêtres, ont quitté le paganisme pour se convertir à la religion de Moïse et leurs enfants ont su résister aux harcèlements des nouveaux chrétiens puis à ceux des soldats d’Okba Ibn Nafaa. En gardant leurs traditions, coutumes, cuisine, musique, ils ont adopté la langue arabe qui est devenue la langue de tous.** ويعتبر جورج عدّة نفسه تونسيّا لحما ودما، وهو صادق صدوق في ذلك. وهو يقول في ذلك: تونس بلدي والشعب التونسي شعبي، غير أنّ قناعاتي الفلسفيّة (يقصد العلمانيّة) ليست تلك التي تتبناها أمّي وأبي. La Tunisie est mon pays et le peuple tunisien est mon peuple, mais mes convictions philosophiques ne sont pas celles de ma mère et de mon père. ومع أنّه لا يحقّ لنا مناقشة مدى وطنيّة بعض الأشخاص بغض النظر عن الاعتبارات السياسيّة، فإنّ جورج عدّة يُعتبر مناضلا تونسيّا بارزا من أجل تحرير البلاد من الاحتلال الفرنسي، فقد كابد معاناة السجن والمعسكرات الفرنسية زمن الاحتلال. ولذا من غير الأخلاقي إطلاقا وصف جورج عدّه بالخائن وهو المناضل من أجل التحرير والعدالة والمساواة.
- رابعا: اسمك المُعلن هو زياد طارق التونسي، وإذا ما قدّمت اللقب على الاسم (وفق العادة الفرنسية لوصف أبناء الطبقات الشعبية المسحوقة Tiers état) أضحى إسمك طارق زياد. ومعلوم أنّ طارق بن زياد هو قائد بربريّ من جبال الأطلس تبنّى الحضارة العربيّة الإسلاميّة الوافدة. وقد تدفعك هذه العلامة المشتركة مع جورج عدّه إلى إعادة التفكير في أصول الأشياء وتجاوز تناقضاتك قبل وسم الآخرين بالخيانة أو اللاوطنيّة أو رميهم بالانتساب الجزافي والمغلوط لأيّ كان...

** مقال نُشر لجورج عدّة في العديد من الدوريات التونسية والعربية والأجنبية في أوت 2006، كان في الأصل مداخلة اعتزم جورج عدّه إلقاءها في "المؤتمر العربي الدولي للتضامن مع حق العودة للاجئين الفلسطينيين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره" كان يُفترض أن يُعقد في بيروت يومي 15 و16 ماي 2006 ثمّ تمّ تأجيله.

2008-10-02

- عِيدٌ بأيّ حَالٍ عُدْتَ يَا عِيدُ

عيد سعيد وعمر مديد وكلّ عام وأنتم بخير