2008-08-28

- حصيلة هزيلة للعرب في بيكين (4/1)

قراءة مُغايرة لهزيمة أولمبيّة مُنتظرة ؟؟؟

(1/4)
قلّما يكون هناك إجماع عربي على موقف واحد بشأن قضيّة معيّنة، باستثناء تقاليد "مجلس وزراء الداخليّة العرب" الذي دأب على إنهاء اجتماعاته بالإجماع ولا شيء غيره، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى الصبغة الأمنيّة لاهتمامات هذه المنظمة. ومع أنّ هناك إجماعا على الفشل الذريع الذي حصده العرب في أولمبياد بيكين، فإنّ بعض الدول العربيّة قد غمرتها الفرحة والفخر مثل البحرين التي فازت بأوّل ميداليّة في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السودان المتخبّطة في الفوضى السياسيّة والعسكريّة والاجتماعيّة فقد كسرت حاجز العقم الأولمبي لأوّل مرّة في تاريخها بفوزها بميداليّة فضيّة. أمّا تونس، فهي الأخرى قد انتشت بحصولها على الميداليّة الذهبية الثانية في تاريخ مشاركاتها الأولمبية بعد مضيّ 40 عاما على أول ذهبيّة تحوزها.
هذه الانتصارات المحدودة لم تمنع العرب من الشعور بالخيبة الكاسحة تتجدّد كلّ يوم بأثواب مُختلفة وآخرها حصيلة أولمبياد الصين. كيف لا، ودولة فقيرة محدودة الإمكانيّات مثل كينيا تفوز بمفردها بأكثر من ضعف ما جناه العرب مجتمعين (14 ميداليّة منها 5 ميداليّات ذهبية) وأخرى مثل جمايكا تحصد 11 ميداليّة منها 6 ميداليّات ذهبيّة(ثلاثة أضعاف ما جناه العرب من ميداليّات عربيّة).
ماذا حدث تحديدا ؟
الأولمبياد حدث عالميّ مفتوح ومكشوف بالنسبة إلى الجميع، لا يمكن فيه حجب المعلومة، مهما كانت طبيعتها. أربع دول عربيّة لفت انتباهي بعض ما ميزّ مشاركتها في الأولمبياد وهي تونس ومصر والبحرين والمغرب، لذلك سنقتسم معا بعض المعلومات والآراء والانطباعات بشأن بعض ما التصق بمشاركة هذه الدول في الأولمبياد...
وعموما، فإنّ أكثر ما أمكن تحقيقه للـســــواد الأعظم من أفراد البعثات العربية للأولمبياد هو مجرّد التقاط صور جميلة وتصوير بعض اللقطات بالفيديو في أمكنة خلاّبة في إمبراطوريّة عظمى بحجم الصين زمن الأولمبياد.. لا شيء أكثر من بعض الذكريات الأسطوريّة ستبقى محفورة في أذهان بعض الشباب الذي لم يرْقَ للأسف إلى مستوى الأبطال، فهؤلاء هم بالفعل أبرياء رغم فشلهم الذريع.. أما المسؤولون عن هذه الهزيمة الجديدة فهو طبيعة الوضع العام في البلاد العربية، بدءا بدءا بالمسؤولين عن الاتحادات الرياضية وكذلك جيوش من الكهول والشيوخ انضمّوا إلى وفود والبعثات الأولمبية بوسائل لا تخرج عن المحسوبيّة والحسابات الشخصيّة، إذ تفوق أعداد هؤلاء عدد الرياضيين أنفسهم في معظم البعثات العربيّة. وفداحة هذا الأمر مكشوفة ولا يمكن أن تنطلي حتى على الحمقى...

ملاحظة : تسهيلا لقراءة هذا المقال آثرنا تقسيمه إلى أربعة أجزاء منشورة تباعا، وذلك حسب ترتيب الدول العربية التي اخترناها مثالا لتقييم بعض جوانب أدائها في المنديال وهي تونس ومصر والبحرين والمغرب. .

ليست هناك تعليقات: