2008-08-29

- حصيلة هزيلة للعرب في بيكين (4/2)

قراءة مُغايرة لهزيمة أولمبيّة مُنتظرة ؟ (4/2)
تونس.. الملولي أكبر من تجاوزات المسؤولين!!
ضمّت البعثة التونسيّة للألعاب الأولمبية 53 فردا برئاسة المنصف شلغاف، وقد شكّل عدد الرياضيين المشاركين المشاركين في الألعاب الأولمبيّة أقل من نصف هؤلاء. 26 رياضيّا لم يحصدوا سوى الفشل، فعلى أيّ أساس تمّ اختيارهم لاسيّما أنّ معظمهم يحتلّ مراكز متأخّرة جدّا في البطولات العالمية السابقة للأولمبياد. قد يكون تضخيم عدد هؤلاء مبرّرا لإقحام عدد من المسؤولين في الوفد المشارك دون حاجة فعليّة لخدماتهم..
ولنأخذ مثالا على الأداء الذي تميّز به رياضيّو تونس. فالعداء حسنين السباعي مثلا وهو من أفضل العناصر الرياضيّة في الوفد التونسي لم يكن مطلقا من كبار الأبطال فالانتصارات الإقليميّة التي حققها خلال الألعاب العربية بمصر والبطولة العربية بالأردن 2007 جرت مع فرق هزيلة، بما أنّ كلّ الفرق العربيّة أهزل ممّا نتصوّر. ولذا فإنّ حجم هذا العدّاء لا يتجاوز مستوى تلك المناسبات المتواضعة، وربّما لا يُعدّ إرساله إلى بيكين سوى تكريم أو مجاملة مُستحقّة لتلك الإنجازات السابقة. أمّا مراهنة كبار الأبطال فذاك أمر آخر. فقد كان فشل حسنين السباعي مكشوفا بل ومنتظرا بما أنّه لم يحصل قبل الأولمبياد سوى على المركز الـ23 في بطولة العالم الأخيرة. وهذا في الحقيقة ينطبق أيضا على معظم الرياضيين التونسيين المشاركين، وربّما كان من الأفضل الاكتفاء بوفد من الرياضيين لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة..
أمّا العلامة الفارقة في المشاركة التونسيّة فهي بكل تأكيد مشاركة أسامة الملولي الذي تمكّن بصعوبة من معالجة العقم الأولمبي التونسي بحصوله على الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر سباحة حرة. وقد شدّني حديث رئيس الدولة خلال تهنئته للملولي (وهو ما نشرته معظم الصحف التونسية) حينما أكّد للسباح الفذ "دعمه له وحرصه على توفير كل الظروف الملائمة لاستعداده الجيّد للمواعيد الدولية المقبلة". فلا ريب أنّ الرئيس بن علي قد وجّه للملولي وللتونسيين بذلك رسالة، أوّلها أنه أعلم التونسيين بالصعوبات التي واجهها الملولي خلال الفترة السابقة للأولمبياد، وكذلك الموقف السيئ الذي جوبه به الملولي من قبل رئيس الوفد التونسي إلى ألعاب بيكين بعد إخفاقه في سباق 400 متر سباحة حرّة التي تـُعدّ اختصاصه الأوّل، وثانيها أنّ من لا قدرة له على تشريف البلاد ورفع رايتها لا يستحق أن تـُبذل من أجله موارد ماليّة هامّة ما أحوج التونسيين إليها.

ملاحظة : تسهيلا لقراءة هذا المقال آثرنا تقسيمه إلى أربعة أجزاء منشورة تباعا، وذلك حسب ترتيب الدول العربية التي اخترناها مثالا لتقييم بعض جوانب أدائها في المنديال وهي تونس ومصر والبحرين والمغرب. .

ليست هناك تعليقات: