2009-07-30

- وللناس في الجمال مذاهبُ!!

آية.. جميلة جميلات السعوديّة

لن أعطي أيّ رأي.. سأنقل الخبر كما قرأته في موقع« don’t Miss » . فقد تمّ هذا الأسبوع انتخاب ملكة جمال السعوديّة دون أن تكشف أصلا عن وجهها. وخلال المسابقة كانت الشابة "آية" ذات الثمانية عشر ربيعا تغطي رأسها وجسدها كليّا بعباءة وحجاب أسودين التزاما بالعرف الدارج في المملكة (وهو ما يبدو في الصورة المصاحبة لهذا الخبر). وقد تمّ تقييم الفائزة ووصيفتيها على أساس ما قدّمنه للآخرين في حياتهنّ. وتأمل آية دراسة الطبّ بعد أنّ حصلت على علامات دراسيّة جيّدة. وذكر منظّم مسابقة ملكة جمال السعوديّة أنّ "الفائزات يمثلن الأخلاق الإسلاميّة السمحة".

وقد فازت آية بقلادتين الأوّلى عقد لؤلؤ والثانية مرصّعة بالجواهر بالإضافة إلى ساعة يدّ مرصّعة بالألماس ورحلة إلى ماليزيا، فضلا عن مبلغ مالي يقدّر بـ 930 أورو (حوالي 1900 دينار تونسي). وكما يُقال الجمال يصنع المعجزات...

ملاحظة هامّة : أحد المشاركين في التعليق نبّهنا إلى أنّ الاسم الحرفي لهذه المسابقة هو "ملكة جمال الأخلاق"، وأنّ الشابة التي تمّ تتويجها في المسابقة لم يتم التقاط أيّ صورة لها، أمّا الصورة الواردة أعلاه فقد نقلناها عن الموقع الذي نشر هذا الخبر. ولذا وجب مزيد التوضيح والتنويه.

2009-07-24

كيف أعادت سوزان بويل أوباما إلى حجمه الحقيقي !!

يبدو أنّ "الأوبامانيا" بدأت مسيرة التراجع

هذا ما تبادر إلى ذهني حينما قرأت خبرا نشرته وكالة "يو بي أي" أفاد أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما اضطرّ مؤخرا إلى تأجيل موعد مؤتمره الصحفي الذي يتمّ بثه عادة في قناة "أن بي سي" الأمريكيّة مباشرة لأنّه تزامن مع برنامج "توداي شو" الذي تبثّه هذه القناة بمشاركة نجمة الغناء في برنامج "Britain's Got Talent" السكوتلنديّة "سوزان بويل". وذكرت الوكالة أنّ شبكات التلفزيون الأمريكيّة عادة ما تمتثل لمطالب البيت الأبيض رغم ما قد يكلّفها ذلك من خسائر في حجم العائدات الإعلانيّة وخاصة في زمن ذروة المشاهدة، غير أنّ قناة "أن بي سي" لم ترضخ هذه المرّة للبيت الأبيض.

ما شدّ انتباهي أكثر من تصرّف القناة الأمريكيّة هو قرار البيت الأبيض تأجيل المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي، فهو يعكس مدى وعي أوباما وإدارته بقيمة وسائل الإعلام التي كان لها الدور الحاسم في صناعة ظاهرة أوباما بوصفه بطلا أمريكيّا خارقا للعادة بُعث لتغيير الواقع لا مجرّد سياسي يسعى إلى الوصول إلى البيت البيضي. يبدو اليوم أنّ تلك الظاهرة أخذت في الأفول، بما يفسّر إلى حدّ ما تراجع شعبيّة الرئيس الأمريكي في استطلاعات الرأي.

والأكيد أنّ الإدارة الأمريكيّة تدرك ذلك جيّدا، وبذلك يعود أوباما إلى حجمه الحقيقي باعتباره سياسي براغماتي يتأثر بما حوله ويستمدّ منه شرعيّته، وليس هو من يُعطي الشرعيّة لمن حوله... كتبت ورقة عند فوز أوباما بانتخابات الرئاسة عمّا سميّته بـ"الأوبامانيا.. قد لا تطول كثيرا"، ويبدو أنّ فترة زهائها أقصر ممّا يمكن توقعه.

- عن اليسار واليمين.. وموت الإيديولوجيا !!

لا يسار ولا يمين.. بل فوق وتحت

في ما يلي جانب من مقال للناشط الحقوقي التونسي محسن مرزوق بشأن ضرورة تجاوز التصنيفات الأيديولوجيّة السائدة في المنطقة. وقد نشره في صحيفة "العرب" القطريّة بتاريخ 23 جويلية 2009، ورغم ما يتسم به هذا المقال ظاهريّا من توغّل في التنظير فإنّه بدا لي جديرا بالقراءة المتأمّلة:

... في الوطن العربي حيث ما زالت السياسة عند القوى السياسية، خارج السلطة أو المعارضة، طقسا طهوريا يطمح إلى حل التناقضات على أساس نظرية «الفِرقة الناجية» والباقي في ضلالة، فما زالت الخرائط التقسيمية هي ذاتها. يسار ويمين. جماعة تملك الحقيقة المطلقة والباقي واهمون «القوميون» و«الإسلاميون» و«الليبراليون» و«الشيوعيون» كلهم باختلافات بسيطة يمارسون نفس الرياضة التصفيفية الإقصائية.

ولأنهم كذلك فهم يُقصون أنفسهم من مجال السياسة لأنهم يشتغلون نظريا وبدون أي تأثير عملي على شروط الكينونة بينما تبدأ السياسة بعد اعتماد الكينونة كونها هي -أي السياسة- طريقة إدارة الكينونة. وبينما هم أقلية، وفي حالة أزمة مستفحلة، وبينما ترزح شعوبهم تحت حكم أنظمة فاشلة في معظمها، يواصل القوم الاصطفاف على جغرافيا العدم.

نحن في قاع بئر سحيقة. فماذا تهم الاتجاهات الأفقية؟ كأن نكون على يسار قاع البئر أو على يمينها؟ فقط الاتجاه العمودي له أهمية. والمسار المطلوب هو الذي يدفعنا من الأسفل إلى الأعلى في اتجاه الخلاص. يتطلب هذا التغيير مراجعة عميقة وشاملة لن تصبح ممكنة إلا بالانخراط في السياسة الفعلية التي تطمح لإحداث التحول من خلال التنافس مع الكيانات الواقعية للقوى السياسية الأخرى.

الشرط الأول هو القبول بما هو موجود باعتباره موجودا ثم السعي لتغييره. فلن يحدث أي تغيير من خلال اللعب على رقعة شطرنج المخيلة الإيديولوجية. لا يمكن استيراد شعب مختلف ولا ثقافة مختلفة ولا قوى سياسية مختلفة وفق ما تحلم به الأفكار الخاصة.

التعامل مع الموجود هو أساس إنتاج المعقول، والمعقول هو طريق القبول، والقبول أرضية الشرعية، والشرعية تنتج الدور الفاعل الذي يفتح باب التاريخ.

هل ذهبت بعيدا؟ ربما ولكنها محاولة للذهاب إلى الأعلى، أما شمالا أو يمينا فلا أرى سوى مراوح المضيعة.

2009-07-20

- موريتانيا ترسّخ ديمقراطيّة جمهوريّات الموز...

ولد عبد العزيز إلى الأبد.. حتى يحلّ عزرائيل..

ارتسمت إذن معالم الديمقراطيّة الجديدة بموريتانيا.. فاز الجنرال محمد ولد عبد العزيز بمنصب الرئاسة كما كان منتظرا، وجاء عهد جديد هو عهد ديمقراطيّة جمهوريّات الموز. وخرجت الجماهير العريضة ترفع شعار "التغيير والبناء"، لتعبّر عن منتهى فرحها وثنائها بالسلطان المنتخب.. خطوة لازمة لترسيخ "المنقذ من الضلال" في كرسي الحكم. لا يهمّ إذن من يكون الفائز.. فحتى إن كان الرئيسُ جنرالا آخر فإنّ المتظاهرين ستحتشد بهم ساحات نواكشوط لتقديم آيات الثناء والعرفان كغيرها من جماهير بلاد العُربان..

ماذا قال الجنرال في أوّل تصريح بعد تعميده بشرعيّة الانتخابات؟، هتف بصوت الواثق من نفسه: "سنتصدّى للإرهاب بكلّ أشكاله"، يال سخرية القدر، تصوّروا رئيس دولة يتوجّه في أوّل خطاب له بعد انتخابه لا إلى شعبه المسكين، وإنما إلى الخارج وتحديدا إلى أمريكا وفرنسا، بحثا هذه المرّة عن الشرعيّة الدوليّة..

"شرعيّة" سينالها ما في ذلك شكّ ما دامت الدول الغربية أدركت رسالته بوضوح منذ قيامه بانقلابه الهادئ، وهو أنّ الجنرال الأسمر هو الضامن الوحيد لمصالح تلك الدول في موريتانيا أمنيا واقتصاديا.. وإن لزم الأمر لن يُجادل كثيرا في تحديد نسبة الفوائد التي ستستفيد بها البلاد في حالة أعلمته تلك الدول باعتزامها دفن بعض النفايات الكيميائيّة والنوويّة غير المزعجة في صحراء موريتانيا.. لا ضرر في ذلك، فأبناء الجنرال لهم الحق في تغيير صحرائهم ونصب خيامهم في موناكو أو مانهاتن أو لاس فيغاس، لا يزال لديهم طبعا الوقت الكافي للاختيار.. لديهم عهد جديد في نواكشوط لا أحد يعرف كم سيستمر، قد يمتدّ سنوات أو عقود.. لا أحد يعرف ذلك سوى عزرائيل عندما يأتي لتلاوة خاتمة ولد عبد العزيز سواء على فراشه أو على أيدي انقلابيين آخرين ربّما لم يولدوا بعد..

عاشت موريتانيا حرّة أبيّة وتحيا جمهوريّات الموز والانتخابات النزيهة...

مصدر الصورة : BBCarabic

- الأخطاء الطبيّة مجدّدا.. غول قاتل..

ملف الأخطاء الطبيّة في تونس.. متى سيُفتح؟؟؟
أعلمني صديق طبيب التقيت معه بالأمس أنّه استقبل منذ منذ أيّام مريضة تعاني من أوجاع رهيبة في مستوى البطن والمعدة، المسكينة تعاني انتفاخا ضخما جدّا في هذا المكان بجسدها وقد بدأت تلك الأوجاع تلازمها منذ خضوعها قبل أربعة أشهر لعمليّة توليد قيصريّة في مستشفى "وسيلة بورقيبة" بالعاصمة. واصل صديقي رواية "الأحجية" قائلا إنّه بمجرّد معاينة المريضة ولمس الكتلة المنتفخة اكتشف أنّ جسما أجنبيّا يمكث في بطنها وباعتماد آلة التصوير أو "الإيكوغرافي" تأكّد من وجود جسم غريب يفوق في حجمه مجرّد لفافة تنظيف (compresse).. بلا تردّد أعلم صديقي مريضته بالأمر وطلب منها العودة إلى المستشفى المذكور والطبيب الذي قام بتوليدها قيصريّا (حسب ما تنصّ عليه لوائح عمادة الأطبّاء!!!).. رفضت المريضة رفضا قاطعا العودة إلى الطبيب ذاته مخافة أن يتمّ في هذه المرّة إرسالها إلى الرفيق الأعلى وقرّرت إجراء عمليّة في إحدى المصحّات الخاصّة، ولكن بتوجيهها إلى طبيب مختصّ ثانٍ أعلم المريضة بأنّ هناك معدّات لازمة لا تتوفّر إلا في المستشفيات العموميّة وفعلا قبلت المريضة وأجرى لها الطبيب عمليّة عاجلة بمستشفى "شارل نيكول" بالعاصمة.
كم كان هول المفاجأة حين اكتشف الطبيب أن ببطن المريضة قطعتين كبريين من القماش لا مجرّد لفافة تنظيف منسيّة؟.. من يدري؟ ربّما تمّ اقتطاعهما من لحاف السرير أثناء العمليّة لمسح الدماء ثمّ "نُسيا" في بطن المسكينة قبل رتق ما فُتح من بطنها. ومن سوء حظ المسكينة أنّ قطعتي القماش أتتا على الأخضر واليابس في بطنها الذي امتلأ قيحا متعفّنا والتهم جوانب عدّة من أمعائها الغليظة منها والرقيقة حسب رواية الطبيب المختصّ، فقد تخثرت الأمعاء واختمرت وذاب بعضها وتشابك ما بقي منها وأصبحت تصبّ في بعضها البعض كقنوات الصرف الصحّي في بعض الأحياء الشعبيّة، وكادت تنتهي بالمسكينة إلى حيث الذهاب بلا رجعة...
طبعا هذا خطأ لا يُغتفر، كاد يتسبّب -بلا أدنى مبالغة- في نهاية بحجم الجريمة، ولكنّ المريضة -منكودة الحظ أولا والمحظوظة ثانيا- أنقذها طبيبان يؤمنان بنبل هذه المهنة وبشرفها، بعد أن نكبها "طبيب" لا يستحق لقبه المهني. الطبّ يبقى مهنة ذات خصوصيّة لا ينبغي أن يطأها أشخاص منعدمو الأخلاق والضمير، غير أنّ الواقع مغاير.. فالأخلاق لا يمكن اختبارها زمن الامتحان قبل التخرّج.. قال أحد الأصدقاء: لماذا هالة التقديس التي نحيط بها الأطباء؟، فقبل كلّ شيء هم جزء من هذا المجتمع بكلّ ما فيه من صالح وطالح تماما كالتجّار والمحامين والصحفيين والقضاة والمعلّمين وسائر أفراد المجتمع..
وللأسف الشديد هذا الخطأ الطبّي لا يعدّ حالة فرديّة، صحيح أنّ الأمر لا يرقى إلى درجة الظاهرة ولكنّ الحالات متعدّدة وقد تكون كثيرة. سأروي باختزال ثلاث حالات أعرفها شخصيّا، أوّلها يتعلّق بوالدتي فقد كانت منذ بضع سنوات تعاني من ضعف كبير في البصر أثّر فيه إصابتها بمرض السكّري وقمت بعرضها على طبيب مختصّ في طبّ العيون بالليزر له مصّحة بمنطقة المنزه السادس في العاصمة. وبعد التشخيص أجرى لها حصتي علاج بالليزر، وفي آخر حصّة في الأسبوع نفسه!.. ماذا أقول، كم بكيت بعد خروجها لأنّها دخلت المصحّة تنظر بعُسر وخرجت منها فاقدة تماما للبصر.. إلى حدّ اليوم ألوم نفسي فأنا من عرضها على ذلك الطبيب الجهبذ، ولا أعرف أيضا لماذا تغافلت عن تقديم شكوى بذلك المتطبّب!.. تصوّروا شخصا، بعد الستين من عمره يفقد النظر في لمح البصر، نعم أصبحت الدنيا مظلمة من حول أمّي بكلّ من فيها وما فيها بسبب سوء تقدير طبّي حسب تشخيص طبيب آخر.. منذ ذلك اليوم قرّرت أمّي عدم مغادرة بيتها بل وسريرها، فعانت ما عانت ولا تزال..
حالة ثانية رواها لي طبيب صديق آخر، كانت ترتاد مصحّته إمرأة في عنفوان الشباب، كانت جميلة ومقتدرة ماليّا حسب ما ذكره صديقي..قرّرت يوما إجراء عمليّة تجميل لتخفّف من وزنها وتزيد من رشاقتها، ذاك من حقها ولله في ما يعشقون مذاهبُ.. أجرت لها طبيبة في إحدى مصحّات العاصمة عمليّة جراحيّة لاقتطاع بعض الشحوم من بطنها.. ماذا حلّ بها؟ لم تُمض المرأة سوى يوم واحد بقوامها الجديد لتلفظ أنفاسها، والنتيجة ماذا؟ مجرّد تحقيق أمني لا نعرف ما آل إليه..
المثال الثالث يتعلّق بطفلة بريئة جميلة هي بنت أحد الزملاء الإعلاميين.. ألمّت بها حمّى كسائر الأطفال والرضع، أخذها والدها مسرعا إلى المستشفى، كيف عولجت ولماذا ماتت لمجرّد إصابتها بحمّى؟؟.. كاد والدها يفقد صوابه، كتب عن الأخطاء الطبيّة مرّة ومرّات، أثر المُصاب في مسار حياته، أدرِكُ ذلك، وماذا بعد.. رحمها الله..
ملف الأخطاء الطبيّة ملف عسير، يصعب فتحه نظرا إلى أسباب وربّما مصالح شتّى.. غير أنّ ذلك لا يحجب ما بلغته البلاد من تطوّر في أنظمتها الطبيّة، والدليل ما أصبح يُعرف في تونس بالسياحة الطبيّة أو الصحيّة التي تستقطب للعلاج الكثير من الأجانب عربا وأوروبيين. هل يعني ذلك أن نجد مبرّرات وأعذار لمن لا عذر لهم؟.. ربّما لكلّ مهنة أخطاؤها وقد يتأثر أصحابها كغيرهم بما في المجتمع من آفات وسلوكيّات مهترئة، لكنّ الطبّ مهنة تبقى لها خصوصيّتها، ومن أجل سلامة الجميع لا بدّ أن يُحاسب بعسر شديد كلّ من يُخلّ بجسامة القسم الذي أدّاه قبل أن يُباشر حياته المهنيّة، أمّا عمادة الأطباء فلا ينبغي أن تتساهل أو تتضامن مع من يرمي بعرض الحائط أغلى ما يمتلكه البشر.. هل يكون هذا النداء كصيحة في واد.. البقيّة معروفة على حدّ تعبير الكواكبي.. دامت صحّتكم بخير..
مصدر الصورة: رسم كاريكاتوري لعادل القلاف www.flickr.com