2009-06-28

- العبوديّة الجديدة في دول الخليج..

نظام الكفيل عبودية بشعة

عبد الباري عطوان - "القدس العربي" اللندنيّة – 27 -06 - 2009

يعتبر اللواء ضاحي خلفان قائد شرطة امارة دبي من اكثر الشخصيات الخليجية، بل والعربية، صراحة في تناوله لبعض القضايا المتعلقة بالصالح العام، فبعد تصريحاته الشهيرة التي حذر فيها من تزايد العمالة الأجنبية، و'استيراد' الشعوب وتوطينها على حساب الهوية الخليجية العربية، (قال نخشى ان نفقد الامارة ونحن نبني العمارة)، فجر يوم امس قنبلة اخرى لا تقل أهمية، عندما طالب بالغاء نظام الكفيل البغيض، معتبراً انه بات مثل الحجر الثقيل على كاهل الدولة ومواطنيها. تصريحات السيد خلفان الاولى حول استيراد الشعوب لاشباع جشع شركات البناء والاعمار في حمأة الطفرة العقارية، لم تغير من واقع الحال شيئاً، فقد تناسلت هذه الشركات، وأثرى اصحابها وسماسرتها ثراء فاحشاً، وكان الضحية هو المواطن البسيط، من اهل البلد او المغامرين العرب والأجانب الذين حلموا بالثراء بدورهم، عندما خسروا كل مدخراتهم بسبب انهيار البورصات وانفجار 'فقاعة' دبي العقارية. المأمول ان لا تكون تحذيراته من مخاطر نظام 'الكفيل' مثل سابقتها، وتظل في اطار الاستهلاك المحلي، وامتصاص غضب بعض منظمات حقوق الانسان الغربية التي تضغط في هذا الاتجاه، بعد ان حددت منظمة العمل الدولية حزيران (يونيو) من العام الماضي (2008) موعداً لالغاء نظام العبودية هذا دون ان تتم الاستجابة لطلبها.

دولة البحرين كانت سبّاقة في الحديث عن الغاء هذا النظام قبل ثلاثة اشهر، حيث خرج علينا وزير العمل فيها الدكتور مجيد العلوي ببيانات تؤكد عزم حكومته اغلاق هذا الملف، لنفاجأ بعدها بالتراجع بشكل مؤسف عن هذا الالغاء، ربما لضغوط مكثفة من دول الخليج الأخرى التي فوجئت بالقرار. الدكتور العلوي الذي عاش في بريطانيا عندما كان يعمل في صفوف المعارضة كان يضغط دائماً لاصلاح اوضاع العمال الاجانب في دول الخليج، لأنه يدرك جيداً كيف يعامل نظراؤهم في الدول الاوروبية، ابتداء من اعانات البطالة والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي، وانتهاء بالحصول على الجنسية بعد خمس سنوات من الاقامة القانونية. ولا نفهم كيف قَبِلَ بهذا التراجع عن قرار اشاد به الجميع بمن فيهم نحن في هذه الصحيفة. فالدول الخليجية تكاد تكون الوحيدة في العالم التي تطبق هذا النظام على اكثر من 13 مليون عامل أجنبي، نسبة كبيرة منهم من العرب، وترفض كل الضغوط لالغائه تحت حجج وذرائع عديدة غير مفهومة، بل غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين.

الذين عاشوا او عملوا في منطقة الخليج يجدون ان وصف العبودية لنظام الكفيل يبدو مخففاً للغاية، لأنه اكثر اجحافاً من ذلك بكثير. فبمجرد وصول العامل الى ارض البلاد يفقد ارادته بل وآدميته في معظم الأحيان، فالكفيل يستولي فوراً على جواز سفره ويضعه في خزانة محكمة الاغلاق، ويصبح محظوراً عليه التحرك من مدينة الى أخرى دون موافقة الكفيل، وليس من حقه الشكوى من ضعف الراتب، او طول ساعات العمل، وممنوع عليه الانتقال الى عمل آخر، واذا سمح له سيده بذلك فعليه ان يدفع مبلغاً نقدياً كبيراً، او يتذلل طلباً للصفح عن هذه الخطيئة، وفي معظم الأحيان يتعرض المطالبون بحقوقهم او اصلاح احوالهم المادية للتسفير، حيث يُحظر عليهم العودة الى البلاد الا بعد خمسة اعوام في افضل الاحوال. هذا النظام اللاانساني الذي يعود الى زمن اهل الكهف، سمح بازدهار تجارة بغيضة اسمها تجارة 'الفيز' و'الاقامات' في دول الخليج، حيث يقوم بعض 'الهوامير' الجشعين بالمتاجرة بظروف هؤلاء المعيشية السيئة وحاجتهم الى العمل، باستصدار مجموعة من تصاريح العمل من وزارة العمل، ويبيعونها الى مجموعة من العمال، الهنود والبنغاليين خاصة، ويطلقونهم في سوق العمل مقابل دفع مبالغ شهرية لهم، ومن يتخلف عن الدفع يتعرض للتسفير. وقالت رابطة العمل الاجتماعي الكويتية ان نسبة هؤلاء تصل الى 22' من مجموع العمالة في البلاد.

اكتب عن هذا الموضوع من خبرة طويلة امتدت لسنوات، فقد كان محظوراً على اي موظف او عامل ان ينتقل من جدة الى الرياض داخل المملكة العربية السعودية الا بورقة من الكفيل، مصدقة من دوائر الجوازات، والشيء نفسه اذا اراد الذهاب الى الطائف التي تبعد اقل من مئة ميل عن جدة. صحيح ان العقد شريعة المتعاقدين مثلما يكرر بعض المسؤولين في الدول الخليجية، ولكن لا بد من التذكير بأن بعض العمال يتعرضون لخديعة كبرى عندما يوقعون هذه العقود، ويقبلون بأجور متواضعة اقل من مئتي دولار في الشهر، تعتبر كبيرة في بلدانهم، ومتواضعة جداً في بلد مثل دبي يضاهي غلاء المعيشة فيها لندن وباريس ونيويورك، ان لم يكن اكثر.

فعندما انتفض عبيد نظام الكفيل في منطقة الجميرة في دبي قبل عام وأقدموا على اعمال عنف واغلقوا الشوارع، لم يكونوا يطالبون بالاقامة في منازل او شقق فاخرة، وانما بأن ينقلوا الى مكان العمل في باصات وليس في شاحنات مثل البهائم، وان لا يتكدسوا في غرف ضيقة لا تتوفر فيها ابسط الحاجات الضرورية للبشر. اما ما تتعرض له الخادمات الآسيويات فحدث ولا حرج، فساعات العمل مفتوحة طوال الليل والنهار، والاهانات متواصلة تصل الى حد الضرب والتجويع بل والاغتصاب. أذكر انني في إحدى زياراتي الى مدينة جدة (لم ادخل المملكة منذ عشرين عاماً) لقضاء العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك مع شقيقي الاكبر، اننا ذهبنا الى مسجد في منطقة الحمراء قرب البحر، لصلاة الجمعة، وكان الامام يدعى حسن ايوب، وهو خطيب مفوّه، لا يتردد في قول الحق، يتناول معظم المواضيع، وروى في تلك الخطبة قصة خادمة آسيوية ذهبت الى المخفر تشتكي وضعها السيئ، فقالت للضابط انها حامل، فعندما سألها عن أب جنينها قالت لا تعرف، فقد اغتصبها الأب والابن الاكبر والمتوسط والاصغر.

أمر مؤسف ان تنحدر صورة العرب الى هذا الدرك، وتصبح على هذه الدرجة من السوء في الشرق والغرب، وفي اوساط شعوب اسلامية من المفترض ان تمثل القدوة بالنسبة اليها، باعتبار ان الرسالة المحمدية صدرت من ارضنا الى مختلف اصقاع العالم. من العيب ان يمارس معظم الاعلام العربي، والخليجي منه خاصة، كل انواع التعاطف مع المظاهرات الاحتجاجية في طهران تحت ذريعة دعم الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان، وتزوير الانتخابات، بينما تمارس حكوماته ابشع انتهاكات حقوق الانسان، ولا تعرف شعوبها، باستثناء الكويت، شيئاً اسمه صناديق الاقتراع.

نظام الكفيل هو احد أبشع انواع انتهاك الحريات وحقوق الانسان ويجب ان يلغى فوراً، ليس لأنه حجر ثقيل على صدر المواطن الخليجي، وانما لأنه يثير أحقاد شعوب العالم بأسره ضدنا ويشوّه صورتنا كعرب ومسلمين، ويلصق صفة العبودية والعنصرية فينا، ونحن اتباع عقيدة كانت اول من حررت الانسان وألغت العبودية والرق وساوت بين البشر.

إقرأ مقالنا عن الموضوع نفسه بتاريخ 12-05-2009 : http://m-s-f.blogspot.com/2009/05/blog-post_8598.html

2009-06-23

- الإعلام والرقابة..

من دلالات الأحداث الأخيرة في إيـران

إعلام المواطنة في مواجهة تصعيد الرقابة

طلب منّي الزميل جمال العرفاوي مراسل موقع "مغاربيّة" بالأمس رأيّا في ما يتعلق بالتغطية الإعلاميّة للأحداث الأخيرة في إيران، وقد كتبت الورقة التالية في حدود حجم النص المطلوب :

أظهرت التغطية الإعلاميّة للأحداث الأخيرة في إيران أنّ الأنظمة الشموليّة في المنطقة بأسرها مازالت غير واعيّة بأنّ تصعيد الرقابة على التكنولوجيّات الحديثة للإعلام والاتصال يفرز نتائج عكسيّة. ففي الماضي كان بالإمكان محاصرة الفئة القليلة من الإعلاميين السائرين ضدّ التيّار المهيمن، أمّا اليوم فقد أضحى من السهل أن يشارك الناس العاديّون في إنتاج المضامين الإعلاميّة المختلفة بشكل يُصعّب إمكانيّة محاصرتهم (في ما أضحى يُسمّى بإعلام المواطنة Journalisme citoyen). فقد أصبح من المستحيل أن تصل أعين الرقابة إلى الجميع، لاسيّما أنّ وسائل بثّ المعلومات تنوّعت إلى درجة كبيرة بدءا من الهاتف المحمول ووصولا إلى شبكة الانترنت بما توفّره من وسائط ناقلة لمختلف المضامين الإعلاميّة من بريد إلكتروني ومدوّنات وشبكات اجتماعيّة وغيرها.

أهمّ أبرزته وسائل الإعلام الإقليميّة والدوليّة خلال الأحداث الأخيرة -ولو بشكل ضمني- هو أنّ السلطات الإيرانيّة بدت مرتبكة إزاء اهتزاز صورتها في العالم وإبرازها بوجه المزوّر للانتخابات والقامع للحريّات. وهذا الارتباك واجهه النظام الإيراني بتوتّر شديد، فقد أدّى تصعيده وتيرة الرقابة على وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الإلكترونيّة منها إلى ترويج صورة أكثر قتامة عن الأوضاع في إيران. كما أنّ تعمّد السلطات إغلاق مواقع الشبكات الافتراضيّة الاجتماعيّة مثل يوتيوب وتويتر ودايلي موشن وفايسبوك لا يمكن أن يقبله عموم الشباب الإيراني بما في ذلك من لم ينخرطوا أصلا في المظاهرات لأنّ تلك المواقع أضحت جزءا هامّا في حياتهم الاجتماعيّة، ويبدو أنّ النظام الإيراني يكابر في إدراك هذه المتغيّرات.

- خبر رسمي.. أنفلوانزا الخنازير وصلت إلى تونس..

إصابة تونسيين اثنين بفيروس أنفلونزا الخنازير

تونس 22 جوان 2009 (وات) أعلن مصدر مأذون من وزارة الصحة العمومية أن مصالح المخبر المرجعي الوطني أكدت إصابة مواطنين تونسيين اثنين عائدين من الولايات المتحدة الأمريكية بفيروس "اى اتش1 ان1".

وأضاف أن السلط الصحية المعنية قد اتخذت لفائدتهما ولذويهما كل التدابير الوقائية والعلاجية المنصوص عليها ضمن الخطة الوطنية لمجابهة جائحة الأنفلونزا، موضحا أن المواطنين المذكورين يخضعان لمتابعة طبية وهما في صحة جيدة. بيّن نفس المصدر أن اكتشاف هاتين الحالتين يؤكد نجاعة المنظومة الوطنية للترصد والمراقبة الوبائية التي تم تركيزها منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن أولى الحالات في العالم.

تعليق مختزل :

من المؤكّد أنّ هذا الخبر قبل إعلانه بشكل رسمي قد مرّ بمراحل عديدة من التفحّص والتمحيص، ولئن كان قد صدر عن وزارة الصحّة، فلا شكّ أنّه صياغته وإقرار نشره قد تمّ بالتنسيق مع جهات مختصّة أخرى.. وهذا في تقديري أمر مشروع نظرا إلى التداعيات المحتملة عن نشر خبر مماثل. ويبدو أنّ الخبر تنقصه بعض المعلومات الأساسيّة وهي منذ متى تمّ اكتشاف حالتي الإصابة المذكورتين؟، ومتى وصل هذان الشخصان إلى تونس؟ وهل أنّهما يقيمان بالولايات المتحدة الأمريكيّة أم تحوّلا إليها في زيارة عابرة؟

وعموما فإنّ نشر هذا الخبر يُعدّ أمرا إيجابيّا في حدّ ذاته، لأنّه يتجاوز منطق التعتيم الإعلامي عن هكذا أخبار كما كان ساريا في التسعينات. وحسب ما علمنا، فإنّ السلطات المختصّة تقوم فعلا بإجراءات حازمة لترصّد هذا الوباء في المطارات والموانئ البحريّة والحدود البريّة. على كلّ لي صديق سيصل إلى تونس غدا قادما من الولايات المتحدة الأمريكيّة والأكيد أنّه سيخبرني بالمعاملة الخاصّة التي سيلقاها في المطار، أرجو له السلامة من كلّ الأمراض...

- عُـدنـا.. وماذا بعد..

عُـــــدْنَـــــــا
ولا نعرفُ كيف سيكون العَوْدُ...
وبالفرنسيّة يُقال : !!! Parler pour ne rien dire
وإذا أردنا أن نتوهّم أنّنا نفهم، نُردّد عنوان نصّ لعالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو :
!!! Ce que parler veut dire
أي ماذا يريد الكلام أن يقول

2009-06-11

- أوهام الواقع..

لنـــــا "الـــــــوهــــــــم" حـتــــى لا تـُـمــيــتــنـــــــا الحـقـيـقــــــة
نـيـتـشـــة

2009-06-05

- في فوضى الكلام

الغريبُ مَنْ في وطنه غريبُ، يقول التوحيدي
وأنا أقول بالدارجة التونسيّة :
فَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدِّيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتْ
وربّما أعود إلى المدوّنة بعد أسابيع أو أكثر إذا ما تغيّرت هذه الحال، وقد يكون من أضغاث الأحلام أن تتغيّر أحوال ممتهني حرفة السوء...

- صحافة بودورو.. واستغياء القارئ..

عنوان مقال ورد يوم الثلاثاء الماضي في غلاف صحيفة "الشروق" (اليوميّة الأولى انتشارا في تونس) كالآتي :

للمقبلين على الامتحانات : "السردينة" و"السكمبري" يُنمّيان الذكاء

هكذا كان عنوان مقال حاز نصف صفحة في جريدة "الشروق" حول ندوة لم يُذكر عنوانها، وتتناول إجمالا ما يُعرف بصناعة الذكاء لدى الأطفال. وقد ورد (في سطرين لا أكثر) أنّ الدكتورة لمياء بن سلاميّة المختصّة في طبّ الأعصاب "تنصح بتناول السمك وخاصّة السردينة و'السكمبري".. واستنتج كاتب المقال الجهبذ (الذي أشكّ أصلا أنّه يفقه شيئا في الصحافة وفنون تحريرها وأخلاقيّاتها) أنّ هذين النوعين من السمك يُنمّيان الذكاء لدى الطفل.. ولم يكتف بذلك بل عمد إلى تعميم النصيحة على المقبلين على الامتحانات التي تعيش تونس هذه الأيّام على وقعها.. كما احتفت الصحيفة هذا العنوان لتنشره على صفحة غلافها الرئيسي.

إثارة.. تفاهة.. إفراط في استغفال القرّاء ولاسيّما منهم ضعاف النفوس والفكر ممّن يُقبلون على هذه الجريدة... ليس لي أن أقول أكثر من ذلك، فقد أصاب العرب القدامى حينما قالوا "شرّ البليّة ما يُضحك"..

- المال والكرة!!

تسبقة ماليّة للاعبي المنتخب التونسي لكرة القدم على حساب ترشّح "افتراضي"

خبر دون تعليق...

حصل لاعبو المنتخب التونسي لكرة القدم مساء الأربعاء مباشرة إثر الحصة التدريبية على منحة بستّة آلاف دينار لكلّ لاعب على أن يتمّ خصم قيمتها من منحة الترشّح إلى نهائيات كأس العالم 2010. هذا الكرم جاء من منطلق رفع المعنويّات والتشجيع بعد أن لُوحظ تململ وفتور لدى بعض اللاعبين بسبب غياب منحة الفوز الودّي على السودان.

جميل أن يقع تحفيز اللاعبين وشحذ عزائمهم بالمال قبل كلّ شيء، لكن ماذا -لا قدّر الله- لو سقط مشروع الترشّح في الماء؟ هل سيعيد اللاعبون ما أخذوه من منح حول ترشح افتراضيّ!؟

(نقلا عن موقع "التونسيّة" www.attounissia.com.tn)

2009-06-04

- فظيع جدّا في القرن الـ21 - فظيع جدّا في القرن الـ21 - فظيع جدّا في القرن الـ21

هذا شريط فيديو أرسلته إليّ صديقة، هل أشكرها على إحاطتي نظرا إلى مثل هذه الفظاعة، أنا أكاد أُجنّ أصلا ممّا يأتيه البشر العاديّون من ممارسات وحشيّة فما بالك بهذا الشيء الذي لا أجد له وصفا.. حتى وأد البنات قبل الإسلام لم يكن يتسم بمثل هذه الممارسات الجنائزيّة القاتلة..
عذرا لم أفهم شيئا هل أصدّق أنّ "الإنسان" يمكن أن يكون بمثل هذه الوحشيّة التي فاقت كلّ أصناف التطرّف البشع، ثمّ إن كان الأمر حقيقيّا كما يبدو، كيف يمكن قبول تصوير تلك الاحتفاليّة البرابريّة والقول علنا أنّها تتكرّر سنويّا دون أن تحرّك الدول الغربيّة ساكنا لوقف تلك المجازر خاصة أنّ مناطق الأمازون على مرمى حجر من الولايات المتحدة الأمريكيّة التي لا تغيب عنها كشف جرثومة خنزير فما بالك والأمر مستمرّ في الزمن في نطاق الحزام الإستراتيجي لأمريكا؟؟ هل هذه الفظاعات باسم المحافظة على التراث وحماية الخاصيّات الأنثروبولوجيّة لتلك القبائل الأمازونيّة؟؟
لا يمكنني أن أقول سوى بئسا للعلم وللتقدّم وللتراث وللشعوب الأصليّة إذا كان الثمن إزهاق حياة طفل واحد، فما بالك والأمر يُمارس بشكل منهجي أمام أقمار صناعيّة وأجهزة مخابراتيّة لأنظمة قادرة على كشف أثر حذاء جندي معادٍ ولا تفعل شيئا إزاء هذه المجازر ثمّ تسم نفسها بالمتقدّمة والديمقراطيّة.
بئسا للأمازون وللبيئة القاتلة وللتقدّم المتواطئ...