2008-08-26

- إعفاء ضريبي لـ13 منظمة أمريكيّة تساعد المستوطنين في الضفة الغربية

واشنطن.. راعي الاستيطان..!!
كشفت بعض المصادر الإعلاميّة مؤخرا أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة قد منحت إعفاءات ضريبيّة لثلاثة عشرة منظمة أمريكيّة متخصّصة في جمع الأموال لمساعدة المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربيّة المحتلّة. وهو ما يجعل موقف واشنطن المعلن بشأن معارضتها لتوسيع المستوطنات الإسرائيليّة في فلسطين المحتلّة مُفرغا من أيّ معنى.
وتـُبرّر هذه تلك المنظمات الأمريكيّة حصولها على إعفاءات ضريبيّة هامّة من حومة واشنطن بكون عملها في المستوطنات الإسرائيليّة هو عمل إنسانيّ وليس عملا سياسيّا. ولذلك فهي ترفض مقارنتها بالجمعيات الخيريّة الفلسطينيّة التي يُواجه العديد منها عقوبات أمريكيّة بسبب اتهامها بإقامة علاقات مشبوهة بتنظيمات مسلّحة مثل حركة حماس المصنّفة منظمة إرهابيّة بالمنظور الإسرائيلي والأمريكي.
وقد أوردت وكالة رويترز تصريحا للمتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك اعتبر فيه أنّ مثل هذه المسائل الضريبية والقانونية ليست من اختصاص وزارة الخارجية، غير أنّه أكّد في التصريح ذاته أنّ "السياسة الأميركية بشأن المستوطنات واضحة، إنها السياسة الصائبة، وهي أن تحاول المساعدة في التوصّل لتسوية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين". وهنا يبرز التناقض الجسيم في حديث هذا المسؤول الأمريكي عن وضوح سياسة واشنطن بشأن المستوطنات، فهي تـُعلن عكس ما تـُضمر بل وتـُضمّن خطابها السياسي المُوجّه للعرب أنظمة وشعوبا مواقف تتناقض مع ما تقوم به على الأرض من تشجيع عينيّ مباشر لمن يُساعد على تثبيت المستوطنات القائمة والتشجيع على إقامة أخرى. فتلك المستوطنات هي نفسها التي عارضت واشنطن إقامتها منذ سنوات عند الإعلان عن البدء في تشييدها، وهي اليوم تـُعنى بمساعدة مستوطنيها على العيش في أمان ورفاهيّة على حساب أصحاب الأرض الأصليين.
ومن الواضح أنّ اللوبي الصهيوني في أمريكا هو من يقف وراء دعم تلك التنظيمات التي يمكن أن نصفها هي في حدّ ذاتها بالتنظيمات الاستيطانيّة. ولا ريب أنّ ذاك اللوبي الصهيوني يعرف حق المعرفة من أين تـُؤكل الكتف في بلاد العمّ سام، فهو يُجيد لعبة الانتخابات في أمريكا، ويُتقن أساليب التأثير على قرار المؤسّسات الأمريكيّة الهامّة، ويُدرك أنّ الخطاب الرسمي الأمريكي بشأن معارضة توسيع المستوطنات هو للاستهلاك الإعلامي لا غير..
وبعيدا عن أيّ قول بنظريّة المؤامرة فإنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة التي اعترفت قبل ستين عاما باستقلال دولة إسرائيل ووحدة أراضيها وبعاصمتها القدس وذلك قبل انقضاء أربع وعشرين ساعة على إعلان قيامها، لا يُمكن أن يصدر عنها موقف بشأن الصراع العربي الإسرائيلي دون الاتفاق على تفاصيله مع إسرائيل... أمّا بقيّة ما يُصاغ ويُعلن لوسائل الإعلام وللساسة العرب فهو من الإكسسوارات الثانويّة أو اللازمة لملهاة السلام والحرب في المنطقة..!
(مصدر الصورة: موقع واب اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم www.pncecs.org)

ليست هناك تعليقات: