2009-05-31

- عيد الأمّ.. والمعادون للفرح..

عيد الأمّهات.. ولو كره "الكرهون"..
يتمّ الاحتفال بعيد الأمّهات في بلاد المغرب العربي آخر يوم أحد في شهر ماي، أمّا في بلاد المشرق العربي فيتمّ الاحتفال بهذا العيد يوم 16 مارس من كلّ عام، وإن قمنا ببحث وجيز على شبكة الانترنت لوجدنا أنّ هناك تواريخ أخرى كثيرة يتمّ خلالها الاحتفال بعيد الأمّ باختلاف البلد والموروث الثقافي.. والمهمّ أنّ هناك إجماع على الاحتفاء بالأمّ دائما وتخصيص يوم لإحياء هذه المناسبة الرمزيّة الرائعة، باستثناء بعض شيوخ المنع والخلع والخرف والمقت ومعادة الفرح بتعلّة أنّ المسلمين ليس لهم سوى عيدين وأنّ عيد الأمّ من البدع مثل أعياد أخرى ابتدعها الغرب وعمل على ترويجها في كلّ مكان...
أقول ليس في دنيانا أكثر منكم بدع تُشرّع لثقافة المنع، وللحزن الدائم، وللعنف الرمزي منه والمادّي، ولأوهام التقوى...
المصدر: علاء اللقطة - جريدة المدينة السعودية
المصدر: رائد خليل - موقع الجمل السوري

2009-05-25

- الاقتصاد في الطاقة القاتل.. انتبهوا !!!

Faire du fric au détriment de la santé
بئسا للاقتصاد في الطاقة إذا كان على حساب صحّتنا وصحّة أبنائنا..
عن طريق الصدفة تيسّر لي منذ حين مشاهدة هذا الفيديو في شبكة فايسبوك، وهو يُوضّح إلى حدّ كبير الأضرار الصحيّة الجسيمة التي قد يتسبّب فيها استعمال الفانوس المقتصد للطاقة من قبيل الأمراض السرطانيّة، وهذا بشهادة المنظمة العالميّة للصحّة حسب ما جاء في هذا التسجيل.. وأنا الذي أنهكتني فواتير الكهرباء والغاز فبادرت بتغيير كلّ فوانيس بيتي بأخرى مقتصدة للطاقة، متصّرا أنّني أقلّص من الأضرار الماديّة، فأسقطني هذا التسجيل بالضربة القاضيّة..
في من يمكن أن نثق مستقبلا؟؟؟ أليس من الخطر أن يتمّ تنظيم شهر الفانوس المقتصد للطاقة سنويّا في تونس، دون التأكّد من الأعراض الجانبيّة لهذا المنتَج التي يمكن أن تكون قاتلة..
ماذا تفعل هذه المنظمة التي نسميها في تونس "منظمة الدفاع عن المستهلك"؟ والتي تصمّ آذاننا يوميا بحكاية الاقتصاد في الطاقة، أليس من واجبها الانتباه إلى هذه الكارثة التي ما انفكّت تدعونا إلى "الاستفادة" من هذا الوهم القاتل، وأيّ فائدة تُرتجى غير احتمالات الإصابة بأمراض خبيثة!! فلتكفّ إذن عن استغفالنا..

2009-05-24

- تونس بعدسة أحد زائريها..

Tunis by night

النافورة الضوئيّة في شارع الحبيب بورقيبة في قلب تونس العاصمة ليلا

Fountain in downtown Tunis at night

- إسلاميّو البرلمان الكويتي والمرأة والتفكير "الهايف"..

سُفور نائبتين سيثير الجدل في البرلمان الكويتي!!!
رجحت أوساط برلمانية أن يكون سفور النائبتين أسيل العوضي ورولا دشتي موضوعا لأوّل صدام داخل مجلس الأمة، مؤكدة أن عددا من النواب الإسلاميين سيحتجون على أداء النائبتين للقسم في المجلس لـ"عدم التزامهما بالضوابط الشرعية" حسبما أوضحت المصادر. وأعاد النائب الكويتي محمد هايف التأكيد على موقفه السابق، وقال في تصريح صحافي "نحن مازلنا على موقفنا الشرعي ونرى أن عضوية مجلس الأمة ولاية عامّة لا تجوز للمرأة وعلى الأخيرة أن تلتزم بالضوابط الشرعية"، معتبرا أنّ "وجود المرأة في مجلس الأمة لن تكون فيه إضافة جديدة". وكانت أربع نساء أسيل العوضي ورولا دشتي (غير محجبتين) إضافة إلى سلوى الجسّار ومعصومة المبارك (محجبتان)، حققن فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية الكويتية لتدخل بذلك المرأة مجلس الأمة للمرّة الأولى في هذا البلد المحافظ منذ انطلاق الحياة البرلمانية في 1962 ومنذ إعطاء النساء حقوقهن السياسية في 2005.
التعليق: أودّ أن أقول فقط إنّ الشيء من مأتاه لا يُستغرب.. اسمه "محمد هايف" وهو فعلا "هايف" بالمعنى الذي نسمعه في المسلسلات المصريّة، وهو مثل العديد من أقرانه في مجلس الأمّة الكويتي غريب كلّ الغرابة عن الفكر الديمقراطيّ وغير مؤمن به، وإنّما يتعامل مع الآليّات التي تستخدمها الديمقراطيّة مثل الانتخابات لضرب الديمقراطيّة في حدّ ذاتها، ويراها مسلكا لممارسة الانتهازيّة السياسيّة حتى يتمكّن هو وأمثاله من الهيمنة ثمّ الدخول في المزايدات الرخيصة مع السلطات لتحقيق مصالح معلومة في الداخل الكويتي.
قال إنّ وجود المرأة في مجلس الأمة الكويتي ليس فيه إضافة جديدة، هذا ليس برأي وإنّما مجرّد خزعبلات لشخص متطرّف غير سويّ، وهاكم الجواب :
أوّلا : هل أصبحت يا "هايف" تعلم بالغيب، وعملا بالحديث "كذب المنجمون ولو صدقوا" فأنت كاذب وبما أنّك من الإسلاميين المتعصبين فحتما تعرف هذا الحديث، ومن كذب مرّة لا يُقاس بعد ذلك على كلامه.
ثانيا : كيف ليس في دخول المرأة للمجلس إضافة ؟ هل كان البرلمان كلّه نساء متحجّبات قبل الفوز التاريخي لهؤلاء!!!
ثالثا : هناك على الأقل إضافة وحيدة، وهي أنّ دخول أيّ إمرأة إلى البرلمان قد يعني انسحاب أحد الرجعيين مثل الهايف المذكور، وهذا فوز عظيم في حدّ ذاته..
أمّا "الديمقراطيّة" الكويتيّة فربّما سأخصّص حيّزا كبيرا للحديث عن خوارقها في مناسبة قادمة...

مصدر الخبر : عن صحيفة "القدس العربي"

2009-05-23

- تناسل الجماعات التكفيريّة...

أيادي بعض أجهزة المخابرات العربيّة والغربيّة ملوّثة بدعم التيّارات الظلاميّة!!
"السلفية الجهادية تطرح نفسها بديلا لحماس في الأراضي الفلسطينية، ولن يمرّ وقت طويل حتى تصبح لاعبا كبيرا هناك"...
هذا ملخّص مقال نشره موقع "middle-east-online" ويتحدّث عن رسالة مركزيّة وجّهها شخص يدعى "أبو محمّد المقدسي" وهو يُعدّ -حسب ما جاء في المقال- أحد منظّري السلفيّة الجهاديّة في العالم وله العديد من المؤلّفات تُعتبر من أبرز أدبيّات التيّار السلفي الجهادي في العالم، وقد أفرجت عنه السلطات الأردنيّة منذ نحو سنة. وحسب ما قرأت عن آرائه يمكن اعتباره زعيم التكفيريين على الإطلاق، إلى درجة أنّ هذا الحكم لا يُعدّ تهمة متسرّعة بالنسبة إليه بل أهمّ مفاخره. كما أنّ كلّ من يخالفه طريقته يُلحق بالكفّار ووجبت مقاتلته، حتى أنّ حركة حماس مثلا تعتبر تنظيما تحريفيّا في تصنيف المقدسي، بصفته صاحب الحقيقة الربّانيّة. وإن كان ما جاء في هذا المقال صحيحا، وأنا لا أستغرب ذلك، فإنّها كارثة جديدة تُضاف إلى الشعب الفلسطيني وللعرب عموما. ولا أعلم إن كانت بعض الأنظمة التي لا تريد حلاّ للقضيّة الفلسطينيّة متورّطة في رعاية هذا التيّار العبثي. وعليه، مثلا أتساءل عن مبرّرات تعمّد السلطات الأردنيّة الإفراج عن زعيم للمتشدّدين، إن لم يكن ذلك وفق شروط معيّنة وبالتنسيق التامّ مع المخابرات الإسرائيليّة والأمريكيّة. ولذا لا أعتقد أنّ من حظي بالحريّة بضوء أخضر من تلك الأجهزة المخابراتيّة أو بتخطيط محكم منها أصلا يمكن أن يُهدّد مصالحها في المنطقة أو يخدم قضيّة الشعب الفلسطيني.
يقول المثل التونسي : "بَاهِتْ فِي عْجَبْ رَبِّي"، ولو أنّ هذا الزمن أضحى مرتعا للعجائب والغرائب.. لكم إن شئتم أن تقرؤوا عن رسالة المقدسي في الرابط التالي الذي يحمل عنوان الرسالة: بيت المقدس في القلب

- كلمة حق.. لوزيرة المرأة والطفولة..

وزيرة المرأة وسفيان شوهه
قرأت خبرا في موقع "التونسيّة" الإلكتروني أنّ الوزيرة التونسية لشؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنّين السيدة سارّة كانون الجرّاية أعربت علنا عن رفضها التامّ لبرنامج "سفيان شو" الذي يُعرض في قناة "تونس7"، مُعتبرة -خلال ندوة صحفيّة حول واقع الطفولة الأولى والمبكّرة- أنّ البرنامج المذكور يمثل تهديدا وتأثيرا سلبيّا في الأطفال. كما أكّدت الوزيرة أنّها بمجرّد مشاهدتها لبعض اللقطات منه، رفعت مذكّرة للفت النظر لهذا البرنامج الذي يضرب سلامة الطفل العقلي والسلوكي. وأردفت قولها -حسب موقع "التونسيّة" أنّ حريّة التعبير واحترام الرأي الآخر حال دون إيقاف البرنامج، حيث لم تتخذ سوى بعض التعديلات على البرنامج. ثمّ انتهت الوزيرة إلى الإعراب عن أسفها لتشجيع بعض المسؤولين لأبنائهم على المشاركة في هذا البرنامج الذي لو كانت كلّ الأسر تعي خطورته على أبنائها لاختلف الأمر وتمّ إيقاف البرنامج وهو القرار الذي تراه السيدة الوزيرة في صال الطفل والأسرة عموما.
التعليـق : الحقيقة، أنا لا أملك سوى أن أحترم هذه المسؤولة التي عبّرت عن رأيها بدرجة عالية من الصراحة وربّما يعكس ذلك أيضا بنوعا من المرارة لأنّها لم تتمكّن من إيقاف مهزلة تبثّها أسبوعيّا الفضائيّة الوطنيّة التونسيّة، وهذا بغض النظر عن الأسباب التي قدّمتها بشأن رفض مذكّرتها.
وبما أنّ المعنى واضح وضوح الشمس في النهار، سأمارس الرقابة الذاتية لأكتفي بالقول: ماذا نريد لأطفالنا أن يكونوا إذا أوكلنا أمر رعايتهم إعلاميّا لمجموعة من الأميّين استحوذوا على التلفزة بطرق لا يستوعبها عاقل!!
مصدر الخبر : www.attounissia.com.tn

2009-05-13

- عندما تتحوّل الرياضة إلى مستنقع للعنصريّة والكراهيّة المتبادلة!!!

تتويج موسم الكراهيّة في تونس
الفائز بالبطولة ثمّ بالكأس يبقى -على الأقل بالنسبة إليّ- مجرّد تفاصيل، أمّا الخطر الداهم فهو أن يتحوّل التعاطف مع أحد فرق كرة القدم إلى عنوان بارز للهمجيّة وانحدار الأخلاق العامّة بين صفوف الكبار والصغار، وآلة لإطلاق البذاءات وبث الفرقة والكراهيّة العمياء بين أبناء البلد الواحد.. خلال الأيّام السابقة انتابني غيض وحنق شديدان من هول ما شاهدت في عدد من تسجيلات الفيديو في شبكة فايسبوك، آباء يلقنون أبناءهم ممّن لم تتجاوز أعمارهم أربع سنوات فنون البذاءة والشتم والسباب باعتماد الألفاظ الجنسيّة إزاء الفرق الرياضيّة المنافِسة وإزاء أهل مناطق أخرى من البلاد.. 
بذاءات تحطّ بقيمة الإنسان ويرفض استعمالها حتى في وجه الأعداء، فما بالك والأمر يتعلّق بأبناء البلد الواحد.. أطفال ضحايا آباء وإخوة جهلة تربّوا على الكراهيّة والعنف اللفظي والجسدي...
تعصّب أحمق فاق تطرّف بعض الجماعات المتشدّدة غير المؤمنة بالحق في الاختلاف والتسامح. ولم يعد ينقصنا سوى حمل الجماهير الهائمة للسلاح ضدّ بعضها البعض بسبب تفاهات تسبّبت في مآس كثيرة.

- اختراع قمعي جديد في اليمن : إنشاء محكمة خاصة بالصحفيين

إجراءات غير مسبوقة في اليمن : نحو إنشاء محكمة استثنائية لقضايا الصحافة وإيقاف سبع صحف!!!

اعتصم عشرات من الصحفيين وممثلي أحزاب سياسيّة ومنظمات من المجتمع المدني أمام مقر الحكومة اليمنية بصنعاء احتجاجا على الإعلان عن إنشاء محكمة استثنائية للنظر في قضايا الصحافة والصحفيين. ورفع المعتصمون شعارات تشكك في دستورية المحكمة المختصة بقضايا الصحفيين التي أعلن عنها الاثنين الماضي وزير العدل غازي الأغبري.

واعتبرت تلك الجموع في كلمات ألقيت خلال الاعتصام أن إقرار إنشاء المحكمة مصادرة لحق المواطنين في التساوي أمام القضاء، وهو ما يتناقض جملة وتفصيلا مع عدد من المبادئ والأعراف القضائية الخاصة بإنشاء المحاكم والتقاضي أمامها. وأشار المعتصمون إلى أن المحكمة ستكون شبيهة وقريبة من المحاكم الأمنية والعسكرية التي يحرم فيها المتهمون من حقوقهم في المحاكمة العادلة والطبيعية. كما استغربوا انصراف القضاء والحكومة إلى اختراع آليات ووسائل جديدة لمعاقبة الصحف ومحرّريها بدلا من رعاية حرية الصحافة وتعزيزها.

وكانت وزارة الإعلام اتخذت إجراءات بإيقاف سبع صحف الأسبوع الماضي. وأشار المعتصمون إلى أنه كان متوقعا أن يقوم النائب العام ومجلس القضاء الأعلى بدورهما في إلغاء الإجراء "الظالم" الذي قام به وزير الإعلام، مجددين رفضهم لقرار إنشاء المحكمة ومؤكدين استمرار ا عتصامهم أمام مقر الحكومة كل ثلاثاء حتى إلغاء قرار المحكمة وإعادة الصحف المصادرة. كما طالبوا كافة أنصار الحرية والصحافة الحرة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنخب السياسية والاجتماعية، بالوقوف صفا واحدا لإجبار مجلس القضاء الأعلى على العودة عن قرار إنشاء محكمة خاصة بالصحفيين.
المصدر : الجزيرة نت - 12 ماي 2009

2009-05-12

- نظام الكفيل في الخليج.. نظام للعبوديّة الحديثة..

قرار ريادي للبحرين بإلغاء نظام الكفيل يكشف بشاعة الممارسات العنصريّة في دول الخليج
قرأت في موقع "BBCArabic" أنّ مملكة البحرين قرّرت إلغاء "نظام الكفيل" المعمول به في جميع الدول الخليجيّة، وأرجأت دخول هذا القرار حيّز التنفيذ إلى شهر أوت/أغسطس المقبل. وبالنظر إلى بشاعة هذا النظام الاستعبادي فإنّ خطوة البحرين تُعدّ إيجابيّة للغاية لأنّها ستحدّ من توظيف أرباب العمل في البحرين لهذا الإجراء القانوني المتنافي مع كلّ المعايير الدوليّة للعمل بهدف استنزاف العمال الوافدين وابتزازهم وإذلالهم بكلّ الوسائل الممكنة. 
ومع أنّه ينبغي تجنّب التعميم نظرا إلى وجود رجال أعمال يحترمون إنسانيّة الإنسان في الخليج كما في بقيّة بلدان العالم، فإنّ نظام الكفيل المتداول بشكل شائع في الخليج يعطي للكفيل أو صاحب العمل حقّ افتكاك جواز سفر الأجير الأجنبي على غير وجه حقّ، بما يحرمه من حقوق عديدة مثل تغيير عمله وتحسين ظروفه الشغليّة وحريّة التنقّل، كما يمكن أن يصل الأمر إلى حدّ منعه من العودة إلى بلاده. وفي حالات كثيرة يعمد الكفيل إلى ابتزاز العامل الأجنبي ومطالبته بمبالغ باهظة لتمكينه من جواز سفره بما يتيح له البحث عن عمل آخر ينتهي مجدّدا بمصادرة جواز السفر من قبل الشركة أو صاحب العمل الجديد.
والأخطر أنّ نظام الكفيل لا يقتصر اعتماده على رجال الأعمال والشركات الخاصّة وإنّما يمتدّ أيضا إلى ما يُسمّى بالكفيل الحكومي أي الوزارة أو المؤسّسة أو الإدارة الحكوميّة التي تُصادر جواز السفر إلى غاية "ترحيل" العامل الوافد عند نهاية عقد عمله أو لأيّ سبب يمكن لأشخاص أو جهات حكوميّة اختلاقه، وتلك ممارسات كثيرة الرواج في بلدان الخليج. وحسب ما بلغني فقد جدّت حادثة في السعوديّة منذ سنوات لأحد المدرّسين التونسيين فقد سارع بالاحتماء بالسفارة التونسيّة هناك بعد أن قام بتعنيف مدير مدرسة سعوديّة تعمّد إذلاله باستغلال مسألة الكفيل الحكومي. وقد نتج عن تلك الحادثة توقف السلطات السعوديّة عن مصادرتها المقنّعة لجوازات سفر التونسيين لأنّه ليس من حقها فرض تلك الإجراءات اللاقانونيّة في حين بقي الأمر على ما هو عليه في قطاعات غير التعليم وبالنسبة إلى المساكين من مهاجري دول أخرى. 
نظام الكفيل يعدّ للأسف بدعة خليجيّة تتعارض كليّا مع المعايير الدوليّة الدنيا للعمل بل وتتعارض أصلا مع القانون، لأنّ جواز السفر ليس ملكا لمن يحمل اسمه وإنّما هو ملك بمقتضى القانون للدولة التي ينتسب إليها. والأكيد أنّ قرار البحرين بالتخلّي عن هذا الإجراء المهين يُعدّ إنجازا دستوريّا صائبا بما أنّه يضع حدّا لأساليب مستحدثة من الاسترقاق والعنصريّة لا تزال طور الممارسة في دول الخليج بغطاء قانوني، وهو ما يعكس زيف ما تدّعيه بعضها من ممارسة ديمقراطيّة هي أشبه ما يكون إلى الدعاية الجوفاء والانتهازيّة الفاحشة.

طهران تُغازل واشنطن!!

إيران تُفرج عن الصحافية الأمريكية الإيرانية بعد نقض الحكم الصادر في حقها

طهران ـ يو بي اي: أكد عبد الصمد خرمشاهي محامي الدفاع عن الصحافية الأمريكية من أصل إيراني روكسانا صابري، التي حكم عليها بالسجن لثماني سنوات بتهمة التجسّس لمصلحة الولايات المتحدة، أنه تم إطلاق سراحها أمس الاثنين. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"' عن خرمشاهي قوله للصحافيين من أمام سجن ايفين إن محكمة الاستئناف نقضت الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية وأصدرت بحق صابري حكما بالسجن لسنتين مع وقف النفاذ لمدة 5 سنوات.

ونقلت فضائيّة "العالم" الإيرانية الرسمية عن أحد محامي روكسانا صابري قوله "لقد خفضت عقوبتها إلى سنتين مع وقف التنفيذ". وكان المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران علي جمشيدي أعلن في وقت سابق أمس أن محكمة الاستئناف نقضت الحكم الصادر بحق صابري وأنه بناء على ذلك سيتم إطلاق سراحها. 

ونقلت وكالة "إرنا" عن جمشيدي قوله في تصريح أمس، أن محكمة الاستئناف نقضت عقوبة السجن لمدة 8 سنوات بحق صابري وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة سنتين استنادا لمادة أخرى من قانون العقوبات الإسلامية. وكانت محكمة الاستئناف قد عقدت جلستها يوم الأحد في الغرفة 14 واستمرت 5 ساعات للاستماع إلى مرافعات محاميي الدفاع عن صابري وممثل المدعي العام. وقد اعتقلت الصحافيّة روكسانا صابري (32 عاما) في فبراير الماضي، وأصدرت المحكمة الابتدائية حكما بالسجن 8 سنوات ضدها بتهمة التجسّس لمصلحة واشنطن.

بـيــت القـصـيد :

أضحت السياسة الدوليّة مفضوحة إلى درجة مُخجلة، أما احترام حقوق البشر باختلافها فذاك أمر لا يُساوي ذَرّة في رقعة المناورات السياسيّة والتوازنات الدوليّة. ولا أشكّ لحظة أنّ الأمريكيين قد تفاوضوا مع الإيرانيين على هذا السيناريو، على الأقلّ منذ إعلان المحكمة الابتدائيّة سجن الصحافيّة الأمريكيّة 8 سنوات مع النفاذ العاجل، خاصّة أنّ الرئيس أوباما كان قد وعد بإطلاق سراح هذه الصحافية الأمريكيّة وكأنّه يتحدّث عن إحدى ضواحي العاصمة الأمريكيّة… 

إذن الواضح أنّ الأمر يتجاوز صلاحيّات القضاء الإيراني ليندرج ضمن لزوميّات الأمن القومي، فكان الإفراج عن روكسانا صابري بمثابة مغازلة إيرانيّة خفيفة لواشنطن ورسالة ودّ من شأنها أن تُعطي لأوباما بعض المصداقيّة في تعاطيه مع الملف الإيراني في الداخل الأمريكي عموما ولاسيّما إزاء معارضة اللوبي الصهيوني لأيّ انفتاح أمريكي مع إيران. 

كما لن نستغرب إن تحوّلت قصّة الصحفيّة الأمريكيّة إلى فيلم يتمّ إخراجه في هوليود. وستكون مناسبة تراجيديّة هامّة لإبراز معاناتها طيلة ثلاثة أشهر في أحد سجون طهران، وقد نرى أنّها ناضلت كثيرا من أجل ترجيح كفّة الإصلاحيين في إيران، وربّما يُطلعنا مخرج الفيلم على قصّة حبّ ربطت روكسانا بسجّان أو شاب إيراني ثائر فوعدته بإخراجه من الجحيم إلى جنّة العمّ سام… هذا إذن جانب من الحلم الأمريكي، "حلم" أو ابتكار قد تعود حقوق تأليفه إلى الزعيم النازي هتلر الذي ابتدع أصول "البروباغاندا" المتمثلة في القول التالي : "إكذب وإكذب ثم إكذب، فسينتهي العالم بتصديقك"… تلك إذن إحدى قصص كذبٍ أصبح معلنًا...

2009-05-11

- نحو قانون أمريكي لمحاسبة الفضائيّات العربيّة!!!

مشروع قانون أمريكي لتصنيف "عرب سات" و"نايل سات" منظمتين إرهابيّتين

اعتبر مشروع قانون مقدم إلى الكونغرس الأمريكي عددا من القنوات الفضائية العربية تحرّض على العنف ضد الولايات المتحدة والأمريكيين وهي قنوات "الأقصى" الفلسطينية التابعة لحرة حماس وقناتي "الزوراء" و"الرافدين" العراقيتين بالإضافة إلى قناة "المنار" اللبنانية التابعة لـ"حزب الله"، وجميعها تبث عبر القمرين الاصطناعيين المصري "نايل سات" والعربي "عرب سات".

وطالب مشروع القانون -الذي تقدم به نهاية الأسبوع الماضي النائبان الجمهوري جس بيليراكيس والديمقراطي جوزيف كراولي- إدارة باراك أوباما بوضع مانحي خدمة القمرين الاصطناعيين العربيين في قائمة المنظمات الإرهابية الدولية اتخاذ إجراءات عقابية ضد القائمين عليهما وإعادة النظر في علاقة الولايات المتحدة مع الدول التي ترعى تلك القنوات.

كما يرى مشروع القانون الأمريكي القنوات العربية سالفة الذكر أنها تساعد المنظمات الإرهابية الخارجية في وظائفها الرئيسية بما في ذلك تجنيد العناصر وجمع التبرّعات والدعاية. وحث مشروع القانون الحكومات والمستثمرين على حظر بث هذه القنوات وعدم الاستثمار في القمرين الاصطناعيين اللذين يبثانها.

المصدر: نُشر هذا الخبر في العديد من المواقع الإلكترونيّة مع اختلاف في بعض التفاصيل.

- لماذا تراجع عدد اليهود المشاركين في زيارة معبد "الغريبة" في تونس؟؟

على خلاف ما أعلنته وكالة "رويترز" بشأن عدد اليهود المشاركين في "زيارة" معبد "الغريبة" في جزيرة جربة التونسيّة، فقد ذكرت "وكالة فرانس برس" أنّ عدد هؤلاء قد تراجع إلى حدود ثلاثة آلاف شخص وأنّه تمّ حجز نحو 2700 سرير للزائرين في فنادق الجزيرة حسب المنظمين، علما أنّ سنة 2008 شهدت قدوم نحو 8 آلاف يهودي إلى جربة وفق ما أعلنت عنه وكالة الأنباء الفرنسيّة. ويعود هذا التراجع حسب الوكالة ذاتها إلى التوتّر في منطقة الشرق الأوسط، باعتبار أنّ العديد من اليهود المشاركين في ما يسمّى بـ"الزيارة" يأتون من إسرائيل إلى جانب بعض الدول الأروربيّة.
وإن كنت أرى أنّه من حق هؤلاء القدوم إلى تونس وإقامة شعائرهم في نطاق التسامح وحريّة الاعتقاد والاختلاف سواء كانوا من أصل تونسي أو غير ذلك، فإنّني أتساءل كيف يرى بعض التونسيين -بغض النظر عن توجّهاتهم الأيديولوجيّة- أنّ الأمر
ليس له علاقة بالسياسة؟؟ كما يبدو أنّ الترويج لوجود قطعة من هيكل سليمان بمعبد "الغريبة" في جزيرة جربة يندرج في قلب الأسطورة الإيديولوجيّة المختلقة التي تأسّست عليها دولة إسرائيل ولا تزال التيّارات الصهيونيّة تـُوظّفها للإمعان في تهويد القدس بإقامة أحزمة من المستوطنات حول المدينة والمضيّ في الحفريّات بحثا عن شرعيّة مفقودة...

2009-05-10

- الولاء والانتماء...

بعض اليهود التونسيّين : ولاؤهم لتونس أم لإسرائيل؟؟
هل من حقّ الأقليّات أن ترمي عرض الحائط مصالح الأغلبيّة ومخيالها الجمعي وعمقها الثقافي؟؟ سؤال فرضته علينا المطالبة المقنعة لرئيس الطائفة اليهودية في جزيرة جربة التونسيّة بالتطبيع بين تونس وإسرائيل...
قلّ أن يوجد بلد في العالم ليس فيه أقليّات ذات خصوصيّات عرقيّة إثنيّة أو دينيّة أو مذهبيّة. وتجمع القوانين والأخلاق العامّة والحقوق الإنسانيّة والشرائع الدينيّة على ضرورة معاملة الأغلبيّة للأقليّات على أساس المساواة في الحقوق والواجبات. وقد ترى بعض التيّارات الحقوقيّة جدوى ممارسة ما يُعرف بالتمييز الإيجابي إزاء أقليّة مّا بهدف الحفاظ على خصوصيّاتها والحؤول دون اندثارها أو ذوبان مميّزاتها الثقافيّة والأنتروبولوجيّة في نطاق الأغلبيّة. وفي ذلك تتعدّد الأمثلة، ففي الولايات المتحدة الأمريكيّة مثلا يتمتّع الهنود الحمر بحوافز عديدة من بينها إعطاؤهم الأولويّة في الإشراف على بعض القطاعات، وهو إجراء قد ينمّ عن الرغبة في تجاوز مخلّفات قرون من الإبادة المنهجيّة لشعب كان في يوم من الأيّام صاحب الحق والكلمة الفصل في تلك الأرض.
إذن فباستثناء ما قد تدعو إليه أو تمارسه الإيديولوجيّات القوميّة المنغلقة أو الأنظمة الكليانيّة أو الكيانات المحتلّة بحق الأقليّات من تعسّف وتطهير عرقي، فإنّ التنوّع بمختلف فئاته يُفترض أن يكون عنصر إثراء وبناء مثلما هو الحال في دول الاتحاد الأوروبي، ولكنّه قد يتحوّل كذلك إلى عامل هدم وصدام كما هو الأمر في العراق أو لبنان أو تركيا أو الهند على سبيل المثال..
في تونس، لم يبق من الأقليّة اليهوديّة سوى ما يناهز الألفين. وكان عدد اليهود التونسيين زمن الاحتلال الفرنسي لتونس يُقدّر بعشرات الآلاف، وبإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 ثمّ باستقلال تونس سنة 1956 بدأت موجة هجرتهم نحو أوروبا وإسرائيل ووصلت أوجها بُعيْد حرب حزيران 1967. ولتلك الهجرة الجماعيّة أسباب متعدّدة، يعود أهمّها في تقديري إلى مشاعر السخط والكره التي انتابت فئات كبرى من التونسيين إزاء اليهود بسبب جرائم الحركة الصهيونيّة في فلسطين بين ما يُسمّى بالنكسة والنكبة. وربّما عاش اليهود التونسيّون أوضاعا صعبة في تونس آنذاك نظرا إلى تلك الأسباب. وإذا كان بعضهم فضّل الهجرة إلى فرنسا بالخصوص بهدف تحسين أوضاعهم الاجتماعيّة، فإنّ آخرين غيرهم كانت تنازعهم دوافع سياسيّة وإيديولوجيّة. وفي هذا المضمار تُثبت الوثائق التاريخيّة أنّ "جمعيّة أصدقاء صهيون" المتغلغلة آنذاك في العديد من دول العالم ومن بينها تونس كانت تنشط بشكل مكثف لجمع الأموال تيسيرًا لهجرة اليهود نحو إسرائيل وإسهاما في بناء أركان دولة "أرض الميعاد" حسب الإيديولوجية الصهيونيّة. وهذا لا ينفي أن هناك يهودا تونسيين آخرين صمدوا أمام تلك الإغراءات وفضّلوا البقاء في بلدهم تونس وشاركوا في الحركة الوطنيّة من أجل الاستقلال، كما كانوا من أشدّ المُشهّرين بالمخطّطات الصهيونيّة في فلسطين.
وما أثار انتباهنا اليوم هو هذه الدعوة المحمومة التي لا يتردّد رئيس الطائفة اليهوديّة في جزيرة جربة بيريز الطرابلسي ونظراؤه في إطلاقها سنويّا بفتح خطّ جوّي مباشر بين إسرائيل وتونس بما سيُتيح توافد ما يُناهز عشرين ألف إسرائيلي على جزيرة جربة سنويّا للمشاركة في الاحتفاليّة السنويّة بمعبد "الغريبة" اليهودي الواقع بجزيرة جربة. لسائل أن يسأل إذن : ما هي خلفيّات هذه الدعوة المتكرّرة، أهي سياسيّة أم تسعى فقط إلى تحصيل موارد ماليّة إضافيّة؟
في كلّ الأحوال، لا يُمكن أن نفهم هذه الدعوة إلاّ على أنّها مطلب مقنّع للتطبيع الكامل بين تونس وإسرائيل، وهل يُمكن أن يعني الخط الجويّ المباشر أقلّ من ذلك في الوقت الذي لا توجد فيه خطوط جويّة مباشرة بين تونس وبعض الدول العربيّة؟ أم أنّ المطلوب هو مجرّد رحلات جويّة مباشرة من نوع "شارتير" أيّ تقتصر على فترة "حجّ" اليهود إلى المعبد اليهودي التونسي المذكور؟ ببساطة لا أعتقد في منطق هذا التأويل القاصر، وأرى أنّ بيريز الطرابلسي يُدرك ذلك جيّدا.. أمّا التفسير السياحي والمالي لتلك الدعوة فهو لا يستقيم بدوره، لأنّ عشرين ألف سائح ليس له مردود مالي يستحقّ الذكر بالنسبة إلى بلد مثل تونس يستقبل نحو سبعة ملايين سائح أجنبي سنويّا. والأكثر من ذلك أنّ زيارة هؤلاء السيّاح اليهود إلى تونس تحتاج إلى تكلفة مالية ولوجستيّة باهظة نظرا إلى ضرورة الاستنفار الأمني في المنطقة تحسّبا لأيّ طارئ ولو كان بسيطا، باعتبار أنّ معبد "الغريبة" سبق له أن تعرّض لعمليّة إرهابيّة أدّت للأسف إلى تضاؤل غير مسبوق في توافد السيّاح الألمان على تونس. سؤال آخر لا نعرف له جوابا وهو: إلى أين تذهب الأموال التي تُجمع في تونس بمناسبة احتفاليّة معبد "الغريبة"؟ لا شيء يُؤكّد أن تلك الأموال تُخصّص -كما يُروّج- ليهود جربة التونسيين أو لما يُسمّى بصندوق "الكوميتة" المخصّص لإعالة الأسر اليهوديّة المعوزة في تونس على قلّتها.
صحيح أنّ حريّة التعبير تتيح لأيّ شخص الإعلان عن أفكاره السياسيّة بما في ذلك الدعوة إلى تطبيع العلاقات مع دولة يعدّها معظم الشعب التونسي في مقام العدوّ نظرا إلى انتهاكاتها المنهجيّة الصارخة لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، لكنّ ذلك لا يسمح في الآن ذاته أن تتخفّى تلك الدعوة وراء تعدّد الولاءات. فيهود تونس هم تونسيّون وولاؤهم ينبغي أن يكون لتونس وحسب. ولا اعتقد أنّ السلطات التونسيّة تسمح بأن يكون لبعض مواطنيها "جنسيّة" مزدوجة تونسيّة-إسرائيليّة بشكل رسميّ أو غير رسميّ، لاسيّما أنّ دماء عدد من التونسيين والفلسطينيين قد أسالتها عمليّات إرهابيّة سابقة لأجهزة الموساد في تونس بالذات... 
لئن كان التعايش بين أبناء البلد الواحد من قبيل المسلّمات مهما تعدّدت أعراقهم أو مذاهبهم، فإنّ مسألة الولاء للوطن دون سواه تُعدّ بدورها تجسيدا للانتماء...

- نحو 6 آلاف اليهود يتوافدون على تونس لزيارة معبد بجزيرة جربة

رئيس الطائفة اليهوديّة التونسيّة يدعو إلى فتح خطّ مباشر بين تلّ أبيب وجزيرة جربة التونسيّة!!!

 (في ما يلي خبر نشرته وكالة رويتر اليوم، وفي رسالة أخرى سأقوم بالتعليق، علما أنّ العنوان الإخباري في الأعلى خاصّ بالمدوّنة)

بدأ آلاف اليهود في التدفق على جزيرة جربة التونسية الواقعة على بعد 500 كيلومتر جنوبي العاصمة لإقامة طقوس دينية بمعبد يهودي قديم تعرّض لتفجير انتحاري عام 2002 مما أسفر عن سقوط 21 قتيلا. ومن المقرر أن تبدأ احتفالات آلاف اليهود يوم الاثنين وتستمر يومين بمعبد الغريبة وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في العالم والذي يعود تاريخه إلى 2500 عام وفيه أقدم نسخة للتوراة.

ورصد مراسل رويترز إجراءات أمنية مشدّدة اتخذتها السلطات بالجزيرة حيث نشرت مئات من قوات الشرطة وشدّدت عمليات المراقبة بشكل استثنائي ووضعت العديد من الحواجز وأغلقت عدّة ممرات خشية وقوع أي اعتداءات على اليهود القادمين للبلاد، كما عزّزت الشرطة حضورها أمام الفنادق والنزل التي يقيم بها اليهود الذين قدموا من أوروبا وأمريكا الشمالية.

وقال بيريز الطرابلسي رئيس معبد الغريبة ورئيس الطائفة اليهودية بجزيرة جربة التي يعيش بها نحو ألف يهودي إن أكثر من ستة آلاف يهودي يشاركون في الزيارة هذا العام من بينهم قرابة ألف جاؤوا من إسرائيل عبر مطارات أوروبية. وعبّر الطرابلسي عن تطلع آلاف اليهود في إسرائيل إلى تسيير خطّ جويّ مباشر مع جزيرة جربة ليتمكنوا من زيارة مبعد الغريبة قائلا "لو وقع تنظيم رحلات مباشرة من إسرائيل نحو جربة لارتفع عدد الحجاج الإسرائيليين إلى أكثر من 20 ألفا في السنة الواحدة."

ولم يتبق من حوالي 100 ألف يهودي كانوا يعيشون في تونس منذ نصف قرن سوى نحو ألفين بعد أن هاجر أغلبهم لأوروبا والبعض الآخر لإسرائيل. ويعيش في تونس أكثر من 2000 يهودي يتركّز نصفهم بجزيرة جربة التي تضم 11 معبدا يهوديا.

وتتمثل مراسم زيارة اليهود للمعبد في جربة في إضاءة الشموع داخل المعبد وإقامة صلوات وأدعية والحصول على بركات الحاخامين بالمعبد، كما ينظم الزوّار مزادات علنية بساحة المعبد يذهب ريعها إلى يهود جربة الذين يفوق عددهم الألف.

ويشرف وزير السياحة التونسي كل عام على احتفالات اليهود في إشارة قويّة إلى أن بلاده ترعى حوار الحضارات وتدعو للتسامح بين الديانات. وتدعم الحكومة إقامة هذا الاحتفال.

وتعرّض مزار الغريبة لهجوم انتحاري منذ سبعة أعوام حين اقتحم مهاجم في سيارة صهريج محمّلة بغاز الطهي مقر المعبد في عام 2002 ليقتل 21 شخصا غالبيتهم من السياح الألمان. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم. وقضت محكمة تونسية بسجن التونسي بلقاسم نوار بالسجن عشرين عاما بتهمة التخطيط لتفجير المعبد.

المصدر : عن رويترز - 10 ماي 2009

2009-05-06

-

انفصام...
لم أخطّ حرفا في المدوّنة منذ ما يزيد عن عشرة أّيّام، في الحقيقة كبّلني الأرق والقلق الذي أحاط بي من كلّ جانب، إحساس فضيع بالعجز أمام هذا البؤس الماكث على قلوبنا في كلّ هذه البلاد العربيّة... حالة من الانفصام التّام بين ما نقول وما نفعل أصبحت خبزنا اليومي... 
الكذب والنفاق والوصوليّة والتزلّف والانتهازيّة أضحت العلامات الفارقة في مجتمعاتنا... مجتمعات لا تدّخر جهدا للرجوع خطوات جديدة إلى الوراء كلّ يوم... 
الأصوليّة والتعصّب والرجعيّة اكتسحت ما قلّ في بلداننا من مساحات خضراء فزادت من التصحّر الفكري لدى النُخب، وتحوّل المثقفون إلى أشباه، وأضحى المجتمع المدني مجرّد مصطلح أجوف في تقابل مقرف مع فرق الممانعة والموالاة... العدوى الجنائزيّة سرت بين الجميع... الكلّ في السلّة عينها يقطر... 
كيف السبيل إلى الانفكاك من هذا القدرالأسود... من هذا الألم الوجودي القاتل... كيف يمكن أن نلبّي حلم أبي القاسم الشابي كي نستجيب القدر... كلمات، كلمات، كما تشدو ماجدة الرومي، وهل مازالت الكلمات حمّالة معنى؟؟!!