"شاهد ما شافش حاجـــــــــــة" !
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكيّة منذ أيّام مقاطعتها لمؤتمر الأمم المتحدة الثاني حول العنصريّة الذي سينعقد في جنيف بسويسرا في شهر أفريل المقبل، وذلك بسبب ما يُروّج عن توظيف الدول العربيّة للهذا المؤتمر لانتقاد إسرائيل. وكانت مشاركة واشنطن في بعض جلسات المؤتمر قد قوبلت بانتقادات شديدة من الجماعات اليهوديّة النافذة في الولايات المتحدة وخاصّة بعد أن دعت إسرائيل إلى مقاطعته.
كما ذكر أحد المسؤولين الأمريكيين لوكالة رويترز أنّ واشنطن قرّرت عدم حضور المؤتمر الذي لن تتمكّن من "تحسين الوثيقة الختاميّة الصادرة عنه". ويُذكر أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا قد انسحبتا من مؤتمر الأمم المتحدة الأوّل حول العنصرية المنعقد في ديربان بجنوب إفريقيا عام 2001 احتجاجا على قرار يُقارن الصهيونيّة بالعنصريّة.
هذا هو الخبر لم أشأ اختزاله عند إعادة صياغته، حتى تكون الصورة واضحة متكاملة.
تصوّروا أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة تخشى هيمنة العرب على أشغال هذا المؤتمر العالمي.. ألهذه الدرجة أصبح العرب مجموعة ضغط ضاربة في العالم دون أن ندري حتى تُقرّر واشنطن الانسحاب لتفسح لهم المجال ليُحدّدوا توجّهات المؤتمر طولا وعرضا!!!من يُصدّق هذه الملهاة الساخرة؟؟؟
المسألة ليست بهذه السطحيّة في تقديري، فواشنطن -التي تمارس سلطة الجلاّد الكوني- تعوّدت على فرض قرارتها وشروطها في الهيئات ذات القرارات الإلزاميّة. أمّا تلك التجمّعات التي لا تصدر سوى توصيات ذات سلطة اعتباريّة، فإنّها لا تخوض في غمارها بل تحاول إفشالها إن لم تكن في صالحها، كما هو الحال بالنسبة إلى المؤتمر العالمي حول العنصريّة.
والواقع أنّ قوّة العرب في هذا المؤتمر لا تتأتّى منهم بل من جماعات الضغط غير الحكوميّة التي تشارك في المؤتمر. وبما أنّ إسرائيل قد أوغلت في ارتكاب جرائمها الإرهابيّة بصلافة وحقد أعمى تحت أنظار العالم بأسره، فإنّ حظّها في هذا المؤتمر الثاني قد يكون أسوأ من المؤتمر الأوّل. ولذا من الطبيعي أن تتحرّك الآلة الأمريكيّة الصهيونيّة لعرقلة مجريات المؤتمر تحت مختلف المسمّيات الممكنة مهما اختلفت.. وتبقى هناك ملاحظة أخرى مفادها أنّ الإدارات الأمريكيّة المختلفة لا تعدو أن تكون سوى نسخ متطابقة للجوهر ذاته فلا تختلف مضامينها ولا يتغيّر فيها سوى الديكور الذي تصنعه آلاتها الدعائيّة.
أمّا العرب، فهم بمثابة نسخة مشوّهة من مسرحيّة "شاهد ما شافش حاجة"!!!
2009-03-03
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق