فنّانة شعبيّة مغربيّة تتولّى رئاسة تحرير مجلّة
قرأت في موقع مغربي أنّ مجلّة "نيشان" المغربيّة قد سلّمت رئاسة التحرير الشرفيّة للمغنّية الشعبيّة المغربيّة "زينة الداوديّة" لتشرف على العدد الأخير من المجلّة الذي يحتفي بالمرأة المغربيّة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يُوافق يوم غد الثامن من مارس. وأرجعت مجلّة "نيشان" اختيارها للفنانة الشعبيّة لرئاسة تحريرها بهذه المناسبة لكون أغانيها مسكونة بهواجس بنات الشعب وأحلامهنّ وأنّها تملك شخصيّة قويّة ولسانا سليطا.
شخصيّا، بقدر ما أرى ضرورة إنصاف المرأة العربيّة إزاء ما تعانيه من تمييز في مجالات عديدة بما في ذلك المجال الإعلامي بسبب السمة الذكوريّة لمجتمعاتنا، فقد استغربت كثيرا من هذا المستنقع الذي تردّت إليه الصحافة العربيّة عموما ومثل هذه الدوريّات الصفراء بشكل خاص. هذا النوع من الصحافة اصطلح المدوّنون في تونس على تسميته "بودورو" أي ما لا قيمة له بالمرّة..
في الحقيقة أنا لم أسمع من قبل بمجلّة "نيشان" المغربيّة وعليه لا يمكنني تقييمها تقييما موضوعيّا. كما أنّني لا أعرف هذه الفنانة الجميلة المهابة وقد أكون مُقصّرا في ذلك، ولكن حتى أمّ كلثوم نفسها ليست أهلا لتكون رئيسة تحرير صحيفة، فلكلّ مقام مقال. ولذلك أسمح لنفسي أن اعتبر ما أتته استهتارا بدور الصحافة في المجتمع، وأراها لم تفعل ذلك إلاّ لأهداف تسويقيّة لا علاقة لها إطلاقا مع المهنيّة التي ينبغي أن يتّصف بها من يُشرف على دوريّة إعلاميّة تحترم نفسها. فكان بإمكان هذه المجلّة مثلا أن تسند رئاسة تحريرها لإحدى الصحافيّات القديرات أو لأستاذة إعلام أو حتّى لباحثة علميّة تكريما لها ولدور المرأة في البحث العلمي عموما، وبذلك يُمكنها أن تُعطي المثل للغير. أمّا أن تُسلّم رئاسة تحريرها لفنّانة شعبيّة ذات ثقافة محدودة جدّا فإنّها ستسجّل إهانة للصحيفة ذاتها وللدور الحيوي للإعلام في أيّ مجتمع من المجتمعات. كما أنّها ستعطي مثلا سيئا لكلّ من كان يحترم الصحافة.. وهي بمثابة دعوة ممقوتة وجّهتها هذه المجلّة "الصفراء بالضرورة" إلى طالبات الإعلام في المغرب للتوقّف عن التعليم والتوجّه إلى الكباريهات علّهن يصبحن رئيسات تحرير في ظرف قصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق