مصائب قوم النفط عند بعض القوم فوائد،،،
بانشراحِ من لا حول ولا قوّة له قرأت منذ حين خبرا عن تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية وفي بورصة نيويورك تحديدا.. فقد تراجع سعر برميل النفط الواحد بنسبة فاقت 10 بالمائة ليحوم حول 40 دولارا. لماذا هذا الانشراح المؤقّت؟ لأنّ أيّ ارتفاع في أسعار هذا السمّ لا الذهب الأسود سيزيد في معاناتنا في البلدان غير الغنيّة بالبترول على جميع الأصعدة لا من حيث الأسعار في محطات البنزين فحسب.. أمّا السبب المعلن لهذا التراجع فهو انخفاض الطلب رغم الإجراءات التي فرضتها منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبيك) للتقليص من العرض. وبطبيعة الحال فتلك الدول تبدو مثلي لا حول ولا قوّة لها أمام تراجع الطلب في أكبر البلاد المستهلكة للطاقة وهي الولايات المتحدة الأمريكيّة كما أنّها صغيرة متصاغرة أمام القوى المالية المتحكّمة بمضارباتها في أعتى الأسواق...
ويبدو أنّ قوّة الميديا قد أعطت لضعاف الحال أيضا قوّة تأثيرية فائقة في مصير تلك المضاربات الدائمة، فقد ابتهجت أيضا لأنّ إحدى هذه الدول الثريّة بالبترول الفقيرة بمعاناة شعبها وهي نيجيريا قد خرجت عن الصفّ وأضحت تبيع أكثر من حصّتها وقد أثر ذلك في الأسواق العالمية إلى حدّ ما وضرب في الصميم مصالح كبرى الدول الأخرى المصدّرة للبترول مثل دول الخليج والعراق وإيران وفينيزويلا...
وأعود إلى خلفيّات هذه البهجة التي أعترف أنّها تغطّي نوعا من الشماتة أيضا لكنّها تتغذّى أساسا من المتاعب التي صاحبتنا ولا تزال بسبب الارتفاع المشط لأسعار الطاقة في بلادنا خلال السنوات الأخيرة، وهي أنّ تلك الدول التي تلوك في كل حين شعارات التضامن العربي هي أبعد ما يكون عن هذا التضامن المعلن.. فقد حضرت يوما (منذ 3 سنوات تقريبا) لقاء صحفيّا لنائبين كويتيين وقد تجاوز سعر برميل النفط وقتئذ لأوّل مرّة 60 دولارا، فوجّه أحد الزملاء وهو عبد السلام الزبيدي الصحفي آنذاك بجريدة "الصريح" التونسيّة سؤالا إلى النائبين: لماذا لا تفعّلون شعاراتكم عن التضامن العربي ببيع النفط بأسعار تفاضليّة لسائر الدول العربيّة التي تضرّرت شعوبها كثيرا من جرّاء الارتفاع المشط في أسعار البترول؟ فكيف كانت الإجابة.. قال أحد النائبين: إنّ الأسعار السائدة في السوق هي أقل من القيمة الحقيقيّة التي لا ينبغي أن تقلّ عن مائة دولار لبرميل النفط الواحد كما أنّ النفط لا علاقة له بالتضامن، ونحن نقوم بدورنا بدعم التنمية في الدول العربيّة الشقيقة. قلت في نفسي (بحكم عملي آنذاك) بئسا للأخوّة التي تتحدّث عنها وبئسا لأرباب النفط المتبجحين بأكذوبة التضامن العربي التي أضحت إحدى مقوّمات قاموس الدعاية لدى تلك الأنظمة..
أمّا اليوم ففي النفس بهجة تدعوني إلى القول : فلتحيا نيجيريا بخرقها لحساباتكم ودفعها للمضاربات ولو لحين، فلتزد مصائبكم ما دمتم غير عابئين بالأضرار التي تلحقونها بشعوب كثيرة باسم الأخوّة في العروبة والإسلام...
2009-03-02
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
مع احترامي لكلّ الآراء مهما تباينت في كنف الرصانة والاحترام المتبادل، ذلك أنّ المدوّنة تتيح التعليق دون التثبّت من مضامينها سلفا، فإنّي أرجو من الجميع تجنّب استعمال الألفاظ النابية.. فقد ألزمت بحذف تعليق ينصبّ في هذا النطاق..
إرسال تعليق