2009-03-12

- قمّة.. كألف وألف كأفّ..

القمّة الرباعيّة العربيّة في الرياض.. تمخّض الجبل فلم ينجب شيئا..

أتساءل عن مدى الفرحة التي ستغالب الشعوب العربيّة اليوم، بإعلان النتائج المذهلة التي انتهت إليها القمّة الرباعيّة العربية المنعقدة أمس بقصر الملك عبد الله في العاصمة السعوديّة. وهاكم المطلع الحرفي للمقال الذي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم: "دشنت القمّة الرباعية العربية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وضمّت قادة مصر وسورية والكويت مرحلة جديدة في العلاقات بين الرياض والقاهرة ودمشق والكويت تقوم على أساس خدمة القضايا العربية بالتعاون فيما بين تلك الدول وانتهاج سياسة موحّدة إزاء القضيّة الفلسطينية".

ماذا عساني أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل على هذا البهتان المكشوف والكذب المفضوح الذي تمارسه صحيفة لم تعد تبقي على شيء من النزاهة والحياء اللذين عُرفت بهما قبل بضع عقود.. هل تعتقد هذه الصحيفة أنّ مثل هذا الخطاب يمكن أن ينطلي حتى على شبه العقلاء؟..

"تدشين مرحلة جديدة في العلاقات العربية" كلام كبير وكأنّه يتعلق بإنجاز مشروع تنموي ضخم سيدرّ الرقي والرخاء على العرب أجمعين.. غير أنّه في الحقيقة قد يُنسى له أيّ صدى بعد بضعة أيّام.. هل المرغوب إفهامنا أنّ الدول العربيّة الكبرى نطقت أخيرا بعد طول بُكْم فتوصّلت إلى اتفاق سيسري مفعوله على غيرها من العرب؟.. هل توجد اليوم فعلا دول عربيّة كبرى؟.. أم أنّ كلكم سواء لا كبير فيكم ولا صغير.. ومثلما قال مظفر نواب يوما: لا أستثني منكم أحد.. إنّ قمّتكم العشرينيّة المكبّرة لم تُفلح في تحقيق الحدّ الأدنى من الاستحقاقات العربيّة، فما بالك بقمّة رباعيّة مصغّرة قد لا يختلف إثنان في أنّها لن تُشكّل في باطنها سوى حمل كاذب..

ومع ذلك تبقى الأسئلة قدرنا المكلوم ما دمنا غير قادرين على الإتيان بنصف جواب، لأنّ الكذب والضحك على الذقون أضحى العملة الوحيدة الرائجة في هذه البلاد، وللأسف كثيرا ما تُوظّف الصحافة لأداء هذا الدور الكوميدي الباعث على الاشمئزاز، مثلما تفعل صحيفة "الشرق الأوسط" وشقيقاتها...

ليست هناك تعليقات: