مع صدور العدد 90 يكون قوس الكرمل، كما جاء في الافتتاحية، قد اكتمل، وتكون إحدى أبرز الدوريات الأدبية في العالم العربي قد وصلت إلى نهاية الشوط، بعد ستة أشهر على رحيل مؤسسها، ورئيس تحريرها، الشاعر محمود درويش.
ظهر العدد الأوّل من المجلة في شتاء العام 1981 في بيروت، واستمرت في الصدور حتى العدد الأخير، بالرغم من فترة انقطاع أولى أعقبت الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، حيث صدرت من العاصمة القبرصية نيقوسيا، وفترة انقطاع ثانية في أوائل التسعينيات، صدرت بعدها من رام الله، في الضفة الغربية، في العام 1996.
وقد تعاقب على تحرير الكرمل، إلى جانب الشاعر محمود درويش، كل من الياس خوري، وسليم بركات، وزكريا محمد، وحسن خضر، الذي تولى تحرير العدد الأخير. وكانت منذ ظهورها مرآة للثقافة العربية، وجسرا للتواصل مع الثقافة العالمية من خلال ترجمات ومتابعة لأبرز الأصوات الأدبية والفكرية في العالم.
ضم العدد 90 قصيدة لمحمود درويش، لم تُنشر من قبل، بعنوان "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"، إلى جانب مقالة لإلياس خوري سرد فيها كيفية العثور على القصائد الأخيرة لمحمود درويش، بعد رحيله، والضوابط التي حكمت تحقيق القصائد، وعنونتها، وترتيبها ضمن الديوان الجديد الصادر عن دار الرّيس. كما ضمّ عددا من الدراسات والمقالات والشهادات والإسهامات الشعريّة..
وممّا جاء في افتتاحية العدد الأخير: "الكرمل ابنة محمود درويش، وقد اكتسبت الكثير من ملامحه، فهي رفيعة ومترفعة، بقدر ما ينبغي للثقافة الحقيقية أن تكون، لكنها ولدت في "الميدان"، في بيروت أوائل الثمانينيات، التي كانت رغم جراح الحرب الأهلية، وما زالت، عاصمة من عواصم التنوير والحرية في العالم العربي. ولدت الكرمل في بيروت، وعينها على فلسطين، وبما أن فلسطين محمود درويش، ليست جغرافيا وحسب، بل اسم من أسماء الحرية، ومجاز جديد في القرن العشرين، لنشيد هوميري خالد وقديم، أصبحت فلسطين أكبر، فاتسعت مساحتها الفكرية والإبداعية لتصبح بحجم العالم العربي، وانفتحت على عالم أوسع وأرحب، اسمه الإنسان أينما كان، بصرف النظر عن اللون، والعرق، واللغة".
المصدر: www.kikah.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق