فائــض من الأحكام بالإعدام في السودان
أمّا في سودان البشائر، فالقضاء مسكون بهاجس إعمال العدل والقصاص بالسرعة القصوى، إذ ليس في يد المحكوم عليه بالإعدام وفق نظام هذه المحكمة الخاصّة جدّا سوى سبعة أيّام لاستئناف الحكم الأقصى. ليس هذا سوى مثال لقمّة الرحمة والتجاوز وتطبيق المعايير الدوليّة للمحاكمة العادلة لأنّ ذلك كفيل بتجنيبهم التعذيب "الشرعي" اليومي طيلة السنوات أو الأشهر التي تستوجبها المحاكمة حسب ما هو معمول به في المحاكم الدوليّة. كما أنّ اختزال الوقت والتعجيل بإحكام السيوف في الرقاب يُتيح توفير القوت لمساجين آخرين قد لا يغادرون الزنازين إلاّ بعد رحيل "صاحب الأمر"...
اتفاق الدوحة بين الخرطوم ومعارضتها كان يقضي باعتبار هؤلاء المعتقلين أسرى يمكن مبادلتهم، أمّا بعد إصدار المحكمة الجنائيّة الدوليّة مذكّرة جلب عمر المُشير فقد جاز له "شرعا" سكب الزيت على النار عربونا لمراسيل الوصل والفصل مع الغرب ولو تطلّب ذلك مزيدا من الرؤوس المحلوقة المتطايرة والأفواه الجائعة.. فلتغنّي نُخبنا في مظاهرات تأييد الزعيم : "لبّيك يا بشير".. ولتستعطفه عَلّهُ يَهِبُ أشقاء الدم شيئا من فوائض "عدلِه المنير"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق