2009-04-14

- أخلاقيات المهنة الصحفيّة.. موضع سؤال..

أخلاقيات الممارسة الصحفية في عالم عربي متحوّل

 ينظم معهد الصحافة وعلوم الإخبار ملتقى دوليّا حول "أخلاقيات الممارسة الصحفية في عالم عربي متحوّل" وذلك يومي 23 و24  أفريل 2009 بتونس العاصمة، بمشاركة جمع من الباحثين والإعلاميين من تونس والجزائر والمغرب ولبنان والسعودية وفرنسا وانجلترا وكندا. 

وفي ما يلي الورقة التقديميّة للملتقى والإشكاليات التي يطرحها. 

ما فتئ الصحفيون يخوضون صراعا من أجل صحافة راقية وجيّدة ذات مصداقية وحرّة ومسؤولة، لكن هذا الصراع لا ينتهي دائما لصالح المهنة وأهلها باعتبار وجوب احترام مجموعة من القواعد والضوابط الأخلاقية تحمل عادة مسمّى "أخلاقيات الممارسة" الصحفية. وتُعرّف هذه الأخلاقيات على أنها مجموع القيم الأساسية التي توجه أنشطة الصحفيين. ولا يجب أن تعيق هذه الضوابط، بأي حال من الأحوال، حريّة الممارسة الصحفية. ولا تعني الحريّة هنا غياب المعايير والمقاييس، ولكن السؤال المطروح على هذا المستوى : من يسهر على ضمان احترام هذه الضوابط؟ إنّ السؤال المركزي الذي يطرحه الأكاديميّون والباحثون والمهنيون هو : كيف يمكن تحقيق المعادلة التالية : حرية الصحافة وممارسة المهنة من ناحية والالتزام بمجموعة من الضوابط الأخلاقية من ناحية أخرى ممّا قد يجعل الصحفي يحجب مجموعة من المعلومات عن الجمهور. وتتلخص هذه الضوابط بالخصوص في :

- احترام حقيقة وقوع الأحداث

- احترام حقيقة الأشخاص المعنيين بالحدث

- احترام الأشخاص الذين نتوجه إليهم بالخطاب الإعلامي.

وإذا ما سلمنا بضرورة وضع هيكل أو سلطة لمراقبة احترام الضوابط واتخاذ الإجراءات العقابية، هل يمكن أن نضمن عدم حدوث تجاوزات من جانب هذه الأجهزة المتذرّعة بخرق قواعد الأخلاقيات؟ هناك من يريد أن يحمّل الصحفي مسؤولية الانضباط الذاتي، لكن الخشية أن يتحوّل الانضباط الذاتي إلى رقابة ذاتية.

إن مسألة أخلاقيات الممارسة الصحفية تطرح بإلحاح على مستوى العالم العربي الذي يشهد تحوّلات متعدّدة وعميقة على مستوى النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويتميّز المشهد الإعلامي العربي الراهن بتعددية جسدها بروز العديد من المؤسّسات الإعلامية الكبرى على الساحة. وباعتبار أن الغالبية العظمى من هذه المؤسسات ذات طابع استثماري تجاري فإن هذا الوضع قد يؤدي إلى حدوث تجاوزات على مستوى الأخلاقيات. وإن الثورة التكنولوجية، وإن كانت تحمل العديد من الايجابيات، فإنها يسّرت بروز أشكال جديدة من التجاوزات والممارسات اللاأخلاقية. ومن هنا يمكن أن نرسم هدفا أساسيا من هذا اللقاء العلمي وهو : التفكير في الوسائل التي تيسّر الانتقال اليسير عربيا نحو مجتمع أكثر ديمقراطية وحريّة وعصرية مع التقليل من مخاطر الانحرافات الأخلاقية في القطاع الإعلامي. ولن يتحقق هذا الهدف دون تحليل مختلف أوجه التجاوزات.

مصدر هذه الورقة : موقع معهد الصحافة www.ipsi.rnu.tn

ليست هناك تعليقات: