هل يجوز إعلان هدنة في احترام حقوق البشر!!!
تنطلق اليوم في جنيف أشغال مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصريّة والتعصّب في ظلّ مقاطعة عدد من الدول المصطفّة وراء إسرائيل، وهي الولايات المتحدة الأمريكيّة وكندا وأستراليا وإيطاليا ونيوزيلندا وهولندا وألمانيا في حين خفّضت مستوى مشاركتها.
ذرائع المقاطعة -كما أوضحنا في ورقة سابقة- تتمثل في رفض تلك الدول ما اعتبرته توظيفا للمؤتمر لإدانة إسرائيل والحدّ من حريّة التعبير بشأن الدين وذلك تحت بند رفض التحريض، فضلا عن امتعاض تلك الدول لإعلان الرئيس الإيراني اعتزامه المشاركة في المؤتمر.
وقد استنكرت مفوّضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي مقاطعة تلك الدول للمؤتمر، مُعربة عن شعورها بالصدمة والقلق. وقالت إنّ "مجموعة من الدول تقاطع المؤتمر بسبب بند أو بندين مدرجين على جدول أعمال المؤتمر على حساب العديد من القضايا الأكثر أهمية". كما أضافت أنّ"المؤتمر سيتناول معاناة العديد من المجموعات والفئات من العنصرية وأشكال عديدة من التعصّب بشكل يومي".
هكذا إذن تنكشف مواقف الدول المقاطعة للمؤتمر، فهي تساند بكلّ جوارحها للإرهاب المنهجي الذي تمارسه إسرائيل، وفي المقابل تولي ظهرها للشعوب والأقليّات والأفراد التي تعاني ألوان العنصريّة والتعصّب.. وبعد ذلك تأتي بلا حياء لتعطي الدروس في احترام حقوق الشعوب وكرامة الإنسان التي تدوسها اليوم كما فعلت عقودا طويلة خلال فترات الاستعباد والاستعمار والاحتلال...
حقوق الإنسان لا يمكن تجزئتها أو التعامل معها بانتقائيّة، هذا ما يُردّدونه دائما وما نؤمن به فعلا، لكنّهم اليوم أدرجوا كلّ تلك المفاهيم في الثلاجة، وكأنّهم أعلنوا هدنة بينهم وبين حقوق البشر ليستأنفوا أصناف دعايتهم الممجوجة ولو بعد حين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق