2008-11-21

- رئيس الحكومة العراقية يُرشّح نفسه لجائزة نوبل للسلام!!

جائزة أضحت بلا مصداقيّة، فلِمَ لا تُضاف "جائزة نوبل للدعاية".. !!
أعلنت الأمانة العامّة لمجلس الوزراء العراقي مؤخرا عن ترشيح نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية لنيل جائزة نوبل للسلام. ومن المضحكات أنّ هذه الأمانة العامة قد وجّهت مذكرة لكلّ وزارة تدعو كلاّ منها إلى تسمية مرشح يُمثلها لنيل هذه الجائزة !!
والأكثر من ذلك أنّ أحدهم اقترح ترشيح علي السيستاني كبير مرجعيّات الشيعة في العراق لنيل الجائزة، فهو بلا شكّ شخصيّة مُحبّة للسلام بما أنه برهن طيلة سنوات على التزامه الثابت بالضوابط والأوامر الأمريكيّة وسكت عن الدعوة إلى مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق مادام الشيعة هم حكام العراق اليوم بتفويض أمريكي.
هل نستغرب ذلك !!
رغم أنّ التطلّع إلى الفوز بهذه الجائزة لا يعدو أن يكون سوى مهزلة بالنسبة إلى سيّاسيّ مورّط حتى الأخمصين في الاقتتال الطائفي في عراق ما بعد صدام حسين، فإنّ لا شيء يدعو إلى الاستغراب سواء من الإقدام على الترشح لهذه الجائزة أو حتى احتمال منحه إيّاها.
الأمر إذن من مأتاه لا يُستغرب. وعموما فإنّ الجائزة لم يعد لها معنى منذ سنوات طوال، بعد أن انكشفت توجّهات القائمين عليها في معهد نوبل في النرويج. فنوري المالكي قد يبدو أقل دمويّة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين الذي كان قد حصل على هذه الجائزة (قبل أن يغتاله أحد مواطنيه) رغم أنه معروف بكونه مُكسّر أيادي وأرجل الكثير من الفلسطينيين العزّل. يعني ذلك ببساطة أنّ هذه الجائزة سبق أن مُنحت لجلاّد إرهابي. فماذا يمكن أن يُنتظر ممّن يُسند هذه الجائزة.
وبكلّ صراحة أنا لا أثق إطلاقا في مصداقيّة جوائز نوبل برمّتها فقد مُنعت مثلا عن محمود درويش -الذي تُرجمت أشعاره ودواوينه إلى مُعظم اللغات الحيّة- رغم ترشّحه لهذه الجائزة الاعتباريّة أكثر من مرّة، وقد نال الجائزة من هو أقلّ من درويش إبداعا وتجربة فنيّة وإنسانيّة..
جائزة نوبل بكلّ فروعها أضحت رهينة للسياسة، ممّا أفقدها بريقها وقيمتها على الرغم من الدعاية الكبرى التي تحظى بها. وهذا بالضبط ما وعى به رئيس الوزراء العراقي، إذن فلماذا لا يرنو إلى الفوز بها وخاصّة بعد أنّ وافق على الاتفاقيّة الأمنيّة مع الولايات المتحدة الأمريكيّة التي تتيح للجيش الأمريكي استباحة سيادة العراق على أرضه. فبذلك فقط أصبح المالكي داعية سلام..
هذه الجائزة لا يمكن أن نصفها إلاّ بالمشبوهة، ولم يعد ينقص سوى إضافة فرع آخر إلى فروعها لتخصيص جائزة جديدة توسم بـ"جائزة الدعاية"، بما أنّها أضحت أحد مسالك الترويج للأطروحات الأمريكيّة في المنطقة والعالم بأسره..

ليست هناك تعليقات: