2008-11-08

- رسالة لا تخصُّ جُبناء التدوين...

إلى زياد الهاني...
تعرف أيّها الزميل أنّني من المتمسّكين دائما بموقعي كمستقل رغم الثمن الذي أدفعه كغيري لقاء ذلك الخيار، وأنت أكثر الخبيرين بذلك سواء في الماضي أو الحاضر..
وبفطنتك غير المشكّك فيها، ربّما فهمت أنّني لم أودّ الردّ على التعاليق الواردة في مدوّنتي على تلك الورقة سواء على من اعتبر أنّي أنشط في شعبة أو من راق له ما جاء في تلك الورقة أو كذلك من خالفني الرأي مناصرا إيّاك أنت في ما ذهبت إليه.. نتفق على أنّ لكلّ الحق في التعبير عن رأيه، وبما أنّني لا أكتب حرفا إلاّ حاملا توقيعي فقد تمسّكت بحقي في عدم الردّ على مجهوليّ الهويّة أو على الأقل من أرادوا ذلك..
أما بالنسبة إلى التجريح فأنت تعرف كذلك أنّني أرفض السقوط في الابتذال الذي يُمارسه البعض.. كما أنّك أنبه من الاعتقاد بأنّ ما كتبته يندرج في الانخراط عن وعي أو غير وعي في حملة ضدّ شخصك... وأخالك كذلك أعرف منّي بمن يكون "ولد بيرسا".. صديقك هذا و"ولد حومتك" صنّفني ضمن "النبّارة والمرتزقة" فأشدت بخصاله وأصالته في القيام بالواجب، واجب السقوط في منحدر الثلب والبذاءة الرخيصة.. وقد كال لي أصناف السباب، غير أنّ شخصه مكشوف ولا يحتاج في نظري للتبصّر، فالتزلّف سمته وانفصام الشخصيّة مُصابه.. وهذا ما يمنعه من التصرّف كالرجال الأحرار ممّن لا يقولون من الكلام إلا ما يتحمّلون وطأته دون تخفّ خلف أقنعة لا تليق إطلاقا بمن يروم الدفاع عن الحريّات العامّة..
ذكرتَ في الخبر المنشور في مدوّنتك أنّ "هيئة المحكمة تلقت طلبا باستدعاء رئيس الدولة بصفة شاهد في القضيّة" فلم تتخفّ أوّلا، وأنا اعتبرت -دون ذكر اسمك- أنّ ذلك تهريجا غير منطقي لا يتناسب مع الوضع القائم وإنما ينزع إلى الإحراج السياسي الذي لن يفيد -حسب التجربة- تطوير واقع الحريّات ببلادنا في شيء.. وأنت عارف أيضا بأنّ ذاك المنهج المعتدل والمستقل كان نهجنا ومشروعنا المشترك في جمعيّة الصحافيين التونسيين في زمن في غاية الصعوبة.. وإن أعدت قراءة الورقة فستجد أنّني انتقدت أساسا هذا التصرّف لا شخص القائم به في حدّ ذاته.. ربّما تضمّنت الورقة مصطلحات غامضة وأخرى مبالغ فيها.. لكنها حملت رأيا لا أزال مُتمسّكا به من موقع الدفاع على الحِرفيّة والمِهنيّة التي ينبغي أن يستند إليها الصحفي في عمله، في حين تعوز للأسف الشديد الكثير من صحفيينا وأنت أعلم بهذا. فالصحافة النزيهة لا تُعوّل -في تقديري- على الفرقعات أو البالونات الإعلاميّة، كما أنّ البحث عن الجدوى والفاعليّة يفترض عدم المطالبة بأشياء من المعروف مسبقا استحالة تحقيقها..
وإذا كان الكثير من الصحفيّين يفتقدون للحدّ الأدنى للحرفيّة، فإنّني لا أستغرب إطلاقا أن يختلط الحابل بالنابل بالنسبة إلى السواد الأعمّ من المُدوّنين لا كلّهم، فيسقط العديد منهم في الثلب والإيغال في البذاءة أحيانا إزاء أناس قد لا يعرفونهم أصلا، مُعتقدين أنّهم يُمارسون حريّة التعبير في أبهى صورها.. ولا أدلّ على ذلك من الطرح الانتقاميّ من قبيل ما مفاده أنّ "من أدخل يده إلى عشّ الدبابير.. فلينتظر ما يكره"، هي مُمارسة بلورها "صديقك" و"ولد حومتك" بلغته الركيكة، ومع أنّك أنعمت عليه شكرا ومدحا فإنّني أربأ بنفسي الردّ على هكذا كلام لأنّه ينبع من شخص يعاني أعراض انفصام مرضي ويحرمه جبنه من قول كلمة واحدة دون التخفّي وراء كناية أو تقية مكشوف للعارفين قيمة صاحبها الموهوم..
ملاحظة: كما تعرف لن أتوقّف اليوم أو غدا عن كتابة ما يعكس قناعاتي ولكنّني أفضّل عدم الردّ أو التعقيب مستقبلا.

هناك تعليقان (2):

mandela يقول...

أمان أمان يا معز...أنا ثلبتك توا...وكيفاش عرفت إلي الكلام إلي اعتبرتو انت قلة تربية وتغفيص موجه ليك انت...على كل حال أنا نعرفك مليح ونعرف رفعة أخلاقك واستغربت شديد الإستغراب من ردة فعلك...على كل حال أعتذر لك إن وجدت في تعليقا تجريحا في شخصك

"شبه مواطن" يقول...

على كلّ حال إن كنت تعرفني عن قرب فعلا، فأنت تعرف بالضرورة أنّني لست انتهازيّا وأنّ ما أكتبه يعكس آرائي سواء أصبت فيها أو أخطأت كبقيّة البشر.. ولذا أرجو التفهّم إن كنت قد أسأت التقدير، وذلك بالنظر إلى التصنيفات السائدة اليوم والتي تعمد إلى محق كلّ من يُريد أن يكون مستقلاّ عن هذا الشقّ وذاك..