2008-09-16

- خـلـل فـنـّـي

وداعا.. ما عدتُ كما كنت.. !
كثيرا ما يتمّ تبرير انقطاع بثّ بعض البرامج في تلفزاتنا العربيّة بخلل فنيّ خارج عن النطاق.. ذاك ما جال اليوم بخاطر صديقي، فقد توقف عن تحيين مُدوّنته أيّاما خمسة لأسباب شخصيّة يتحمّل مسؤوليّة مُعظمها، وتعود أساسا إلى إحساسه بالقرف من كلّ شيء. وهنا يستذكر قولا للكاتب والمنظر القومي المصري عصمت سيف الدولة الذي كان من مريديه في الجامعة أيّام الصبا، يقول سيف الدولة المعاصر ما مفاده: إنّ الوضع العربي المعاصر يبعث في النفس حاجة بيولوجيّة مُلحّة في التقيّء!!
لا ريب أنّ الواقع الذي اشمأزّ له صديقي لا يقتصر عند الجوانب السياسيّة في بلاد العُرب والعُربان والعرّابين، بل يتجاوزها إلى أعماق الممارسة الاجتماعيّة في منحدراتها السفلى والعليا حيث باتت الانتهازيّة عملة رائجة وحيث أضحى النفاق سيّد كلّ المواقف لا فقط بين الزملاء و"الأصحاب" وإنّما أيضا بين المحبين و"الأصدقاء الصدوقين" وحيث بدا الانفصام سمة فارقة حطّمت كلّ معنى للشعر والشعور والمشاعر..
لم يُصدّق نفسه، صحفي يعمل منذ نحو 15 عاما ليس لديه جهاز حاسوب يُدوّن بواسطته ما يعتريه من ملاحظات وآراء وورقات.. فالحاسوب الذي كان يستعمله ليس ملكه وقد قرّر منذ أسبوع ألآّ يلمس أزراره.. رغم أنّه هجر الفلسفة الوجوديّة منذ دهر فقد خال نفسه خللا فنيّا غير قابل للإصلاح.. لا يعرف لماذا ولكنّه تذكّر قول رسولٍ كريم همس يوما: "صبرا آل ياسر.."
امتنع عن الكتابة أيّاما ولكنه بعد برهة لعن الخلل الفنيّ الذي استوطن جلّ القلوب والأذهان فقال وهو ليس بشاعر: رفقا بحالك صديقي ما أنت إلاّ أنا.. ففي الدنيا ذنوب جميلة، هلاّ ودّعت منها ما مضى.. ونظرت إلى الأفق خالٍ من ألوان الدُجى.. كفى زيْف أملٍ فقد مرّغت بحلاوة الصبّ أنفا أبى زمنا الانحناء.. وليس زمن النفاق سوى يومٍ للأسى.. ودّعه في دعةٍ فما أنت إلاّ أنا.. توجّعت فامضي، لا تلتفت للكلَمِ، فما أنت إلاّ أنا..

ليست هناك تعليقات: