2008-09-05

- الوقت من ذهب.. عند العرب..!!

سرّ اليوم الأوّل
صِفة الأوّل غلبت على يوم أمس،* فهو أوّل أيّام شهر رمضان، وأوّل يوم في شهر سبتمبر، وكان كذلك أوّل أيّام الأسبوع. ففي تونس مثلا على خلاف معظم بلاد العرب يُعدّ الأحد يوم العطلة الأسبوعيّة كالسواد العظم من دول العالم. وهذا ما قد يراه بعض العربان إثما بلا عُذر أو حُجّة.. لكنّني لا أرى في الأمر أيّ خصوصيّة سواء كان الأحد أو الجمعة يوم عطلة، فكلّ الأيّام بالنسبة إلى العرب يوم إجازة أو عُطلة.
متى كنّا نحتفي بالوقت أو نُقدّره أو نُعيره أيّ قدر من الأهميّة أو الاهتمام. هذا أوّل درس لم نستسغه في الحضارة الغربيّة، حضارة نعيشها ونعايشها على مضض، ولكنّنا ننتمي إليها بكلّ ما فيها كالعالم بأسره سواء أحببنا أم كرهنا. مثل بلاد الهند والصين وأمريكا اللاتينيّة وإفريقيا السوداء صرنا -بالمفهوم الخلدوني- جزءا من الحضارة الغالبة. فالمغلوب عادة ما يتشبّه بالغالب، وما إصرار بعض شيوخنا على البحث عن كلّ نقطة ضوء في ما غبر من تُراثنا -وهي كثيرة- إلاّ تجسيدا لشعور راهن بالنقص والوهن يُلازمنا إزاء الآخر المتفوّق والمُهيمن، والتقاطا لعلامات تربطنا بجوهر حضارته وتعترف بنا جزءا منه على حدّ رأي هشام شرابي...
ومع ذلك، ينكبّ إصرارنا على البقاء ملازمة جانب قصيّ في أطراف الحضارة السائدة وهوامش أطرافها، التماسا لماضٍ بعيد سئم منّا...
غياب أيّ قيمة للوقت والزمن لدينا أضحى عنوانا لتِيهٍ يُربكنا ويُرابض في أنفسنا ويُحول دوننا والانتماء إلى عصرنا وزمننا...
كسائر أيّام الشهر الفضيل لدى أبناء أمّتنا جعلتُ من أمس )أوّل أيّام رمضان وسبتمبر والأسبوع) يوم عطلة، لم أقرأ سطرًا.. لم أكتب حرفا.. احتفاءً بأوّل يوم في هذا الشهر العطلة..!!

-------------
* كتبت هذه الورقة يوم الثلاثاء 2 رمضان الموافق لـ2 سبتمبر، غير أنّ قطع خط الهاتف والانترنت لم يُتح لي نشره من قبل وسآتي طبعا على أسباب ذلك في ورقة لاحقة.

ليست هناك تعليقات: