يبدو أنّ "الأوبامانيا" بدأت مسيرة التراجع
هذا ما تبادر إلى ذهني حينما قرأت خبرا نشرته وكالة "يو بي أي" أفاد أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما اضطرّ مؤخرا إلى تأجيل موعد مؤتمره الصحفي الذي يتمّ بثه عادة في قناة "أن بي سي" الأمريكيّة مباشرة لأنّه تزامن مع برنامج "توداي شو" الذي تبثّه هذه القناة بمشاركة نجمة الغناء في برنامج "Britain's Got Talent" السكوتلنديّة "سوزان بويل". وذكرت الوكالة أنّ شبكات التلفزيون الأمريكيّة عادة ما تمتثل لمطالب البيت الأبيض رغم ما قد يكلّفها ذلك من خسائر في حجم العائدات الإعلانيّة وخاصة في زمن ذروة المشاهدة، غير أنّ قناة "أن بي سي" لم ترضخ هذه المرّة للبيت الأبيض.
ما شدّ انتباهي أكثر من تصرّف القناة الأمريكيّة هو قرار البيت الأبيض تأجيل المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي، فهو يعكس مدى وعي أوباما وإدارته بقيمة وسائل الإعلام التي كان لها الدور الحاسم في صناعة ظاهرة أوباما بوصفه بطلا أمريكيّا خارقا للعادة بُعث لتغيير الواقع لا مجرّد سياسي يسعى إلى الوصول إلى البيت البيضي. يبدو اليوم أنّ تلك الظاهرة أخذت في الأفول، بما يفسّر إلى حدّ ما تراجع شعبيّة الرئيس الأمريكي في استطلاعات الرأي.
والأكيد أنّ الإدارة الأمريكيّة تدرك ذلك جيّدا، وبذلك يعود أوباما إلى حجمه الحقيقي باعتباره سياسي براغماتي يتأثر بما حوله ويستمدّ منه شرعيّته، وليس هو من يُعطي الشرعيّة لمن حوله... كتبت ورقة عند فوز أوباما بانتخابات الرئاسة عمّا سميّته بـ"الأوبامانيا.. قد لا تطول كثيرا"، ويبدو أنّ فترة زهائها أقصر ممّا يمكن توقعه.
هناك 5 تعليقات:
لكن اليوم ال"ب ب س " العربية تقول ان شعبية أمريكا و الرئيس أوباما ازدادت بنسبة حتى حدود 65بالمائة في جل أنحاء العالم ما عدى بعض الأقطار العربية....
نعم، قد يكون صحيحا أنّ شعبيّة أوباما قد ازدادت ولكن خارج الولايات المتحدة الأمريكية لا داخلها، سأبحث عن المصدر الذي استقيت منه المعلومة لإدراجه. شكرا على الإفادة
أنظر إلى المقال التالي : "استطلاع للرأي يظهر تراجع شعبية أوباما بين الأميركيين" إلى ما دون 50 بالمائة:
http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11193&article=528405&feature=
الى معز زيود: اليك هذا الرابط الذي وجدته صدفة قبل الإطلاع على مدوّنتك، على كل يمكن ان يكون للإثراء فقط
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2009/07/090724_wb_us_survy.shtml
شكرا على الرابط، الحقيقة ليس هناك تناقض بين المصدرين لأنهما يتحدّثان عن أمرين مختلفين، فتحسّن شعبيّة أوباما خارج أمريكا لا يعني تحسّن صورته في الداخل الأمريكي. وربّما (أقول ربّما) تؤدي تصريحات أوباما الأخيرة بشأن العنصرية في أمريكا إلى تضاؤل شعبيّته لدى البيض بالرغم من كونه تراجع اليوم عن بعض أقواله. أمّا بالنسبة إلى الاستطلاع المتعلق بتحسن صورة أمريكا في الخارج، فاعتقد أنها على الصعيد العربي مرتبطة بخطابه الأخير في مصر الموجه إلى المسلمين. ويبدو لي أيضا أن اقتصار الاستطلاع المذكور على عيّنات من مصر والأردن ولبنان وفلسطين المحتلّة يصعب أن تعبّر عن آراء العرب بشكل عام. ربّما نتوقف عند هذا الموضوع بشكل أوسع في مناسبة أخرى.
مجدّدا شكرا على الاهتمام
إرسال تعليق