جون ماكين.. الزعيم الجديد لرُعاة الإرهاب !!
رغم اقترابنا من الخط النهائي للانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة لا أعتقد أنّ التصريحات التي أخذ يُطلقها المرشّح الجمهوري جون ماكين تعكس تخبّطا لهذا السياسي الذي يراه البعض أخرق وأحمق وأكثر صلافة من سلفه بوش الابن.. إنّه في تقديري يحمل بجدارة لواء فكر المحافظين الجدد، وما الخطّ التصعيدي الذي يتّبعه فيما يتعلّق بالسياسات الخارجيّة لواشنطن سوى وجه آخر للعملة ذاتها التي سنّها سلفه ومعاونوه.. ولا ريب أنّ لماكين أتباعا كثيرين يقاسمونه آراءه المتعصّبة. فليس من الضرورة أن يكون الناخبون الأمريكيّون أو السواد الأعظم منهم ممن يفقهون نواميس السياسة الداخليّة والخارجيّة للولايات المتحدة الأمريكيّة.
"من ليس معنا فهو ضدّنا" هذا ما أكّده بوش الابن مرارا لحلفائه وأعدائه في داخل أمريكا وخاصّة خارجها.. وذاك الخطّ نفسه الذي يتحرّك جون ماكين في حدوده.. إنّه ببساطة تجسيد للتعصّب في أعتى مظاهره، فهو بذلك يدّعي امتلاك الحقيقة التي ينبغي أن يصطفّ وراءها الجميع، ومن لم يرضخ لهذا الفكر المرضي فهو إرهابيّ مارق سواء كان من اليمين أو اليسار.. إنّ الادعاء بامتلاك الحقيقة هو مرادف للتطرّف والتعصّب بل هو الإرهاب بعينه. وبكلّ الوضوح لا أتردّد في إدراج مدّعيّي امتلاك الحقيقة ومن بينهم ماكين في السلّة نفسها التي تضمّ مرتكبي جرائم 11 سبتمبر واحتلال العراق وتدميره.
من هذا المنطلق، طبيعي أن يعد ماكين بقاء عساكره في العراق مائة عام، وطبيعيّ أن يعتبر العدوان الأمريكي على سوريا مؤخّرا عملا وطنيّا ما كان غريمه في الانتخابات باراك أوباما ليتجرّأ على إتيانه لو كان رئيسا.
لو حالفه الحظ في ولوج البيت الأبيض فإنّ الزعيم الجديد للمحافظين الجدد لن يخذل أترابه ومريديه من الرعاة الحقيقيين للإرهاب، بل سيكون حتما في مقدّمتهم..!!
مصدر الصورة: رويترز Reuters
هناك تعليق واحد:
Bon retour
إرسال تعليق