2009-02-20

- الطيّب صالح موسم الهجرة إلى ثرى الوطن..

وداعا أيّها المهاجر الطيّب

اليوم يوارى جثمانه الثرى حيث بيته الأوّل السودان، اليوم يُسجّل هجرته الأخيرة إلى وطن ينثر عليه طِيبَ ترابه.. أمضى الطيّب صالح جلّ حياته مغتربا بمشيئته وغير مشيئته... في بداية شبابه هاجر إلى حيث أضحى الوطن ذكرى وتحوّلت الذكرى إلى رواية.. "موسم الهجرة إلى الشمال" هي الرواية العربيّة الأشهر على مستوى العالم فقد تُرجمت إلى نحو عشرين لغة، أوجز من خلالها المهاجر الطيّب جانبا هامّا من تجاربه في الحياة والإبداع..

في السودان يعتبرونه رمزا للذات المبدعة، ألا يعني ذلك توقا من أبناء قومه إلى التعافي من وباء أصاب السودان من عقود؟؟ وباء شلّ حركة الفكر والإبداع وأطال السنوات العجاف... ولعلّ نسائم الحريّة والإبداع تفوح من قبر المهاجر الطيّب ليعود بعض الفرح إلى الأنفس التي أنهكها كثيرا الوعيد بعذاب القبر فقبرتها طويلا حياة العذاب..

مُذنب في حقّه أراني، لم أقرأ له سوى عملين هما رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" وقصّة مريود (الجزء الثاني من بندرشاه). كلماته وهبته الخلود... في قصّة مريود يُعانق الطيّب صالح الحياة، وفي الأسطر الأخيرة منها قد يختزل حياته في هذه الكلمات :

"... لقد أحبّ بلا ملل، وأعطى بلا أمل، وحسا كما يحسو الطائر، وأقام على سفر، وفارق على عجل. حَلم أحلام الضعفاء، وتزوّد من زاد الفقراء، وراودته نفسه على المجد فزجرها، ولما نادته الحياة... لما نادته الحياة..." "قلت نعم. قلت نعم. ولكن طريق العودة كان أشقّ لأنني كنت قد مشيت."

هناك تعليق واحد:

"شبه مواطن" يقول...

* لمن يُعادي اقتناء الكتاب يُمكن قراءة رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" بالنقر على الرابط التالي:
http://www.sudanforum.net/showthread.php?t=41106