2009-10-30
- واقع "الصحافة الإلكترونيّة" في تونس
2009-10-09
- نوبل لأوباما وأوباما لنوبل.. والمصالح السياسية المفضوحة
جائزة نوبل للسلام لـ"باراك أوباما" : عنوان جديد للاستغباء السياسي الدولي
حاز الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الجمعة جائزة نوبل للسلام نظير "جهوده الكبرى لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب" حسب تعليل لجنة إسناد الجائزة। حقيقة لم يعد يُساورني سوى الاشمئزاز من الضحك على الذقون الذي تمارسه مؤسّسة جائزة نوبل نظرا إلى اعتمادها اعتبارات سياسويّة ومصلحية فاضحة في إسنادها جوائزها
كيف تُسند هذه الجائزة لرئيس دولة لم يمض على استلامه مقاليد الحكم سوى تسعة أشهر؟؟ فبعد سريان ما سميته سابقا بظاهرة "الأوبامانيا" والضجّة المصاحبة للحملة الانتخابيّة الأمريكيّة التي غزت كلّ العالم، لنا أن نتساءل عن الإنجازات التي حققها أوباما في مجال تحقيق السلام في العالم باستثناء الخطابات الحريريّة التي ألقاها هنا وهناك...
من المضحك أن تُسند جائزة نوبل للسلام لأوباما أو لغيره على أساس برنامج سياسي لا على أساس أفعال حقيقيّة.. صحيح مثلا أنّ أمريكا ستغادر العراق، ولكن متى !!! فقط بعد أن دمّرته على جميع الأصعدة، بدءا ببنيته الأساسية ومرورا بتقتيل علمائه والتسبّب في مئات الآلاف من الأرامل والأيتام والمعوقين ووصولا إلى الاستيلاء على منابع نفطه وتنصيب ساسته وتحديد أفق تحرّكهم الأمني والسياسي، بل وارتهان العراق في حاضره ومستقبله!! هل هذا هو الإنجاز الذي سيدفع بمسيرة السلام؟؟؟
لتبيّن انعدام البعد الإنساني في إسناد هذه جائزة نوبل للسلام (وربّما الأصناف الأخرى لهذه الجائزة) يمكن فقط أنّها أُسندت لبعض أشدّ الزعماء الصهاينة تنكيلا بالفلسطينيين، مثل إسحاق رابين الملقّب بـ"مكسّر عظام الفلسطينيين" وشمعون بيريز الذي أمر جيشه بارتكاب مجزة قانا في لبنان لمجرّد رغبته في رفع حظوظه الانتخابيّة، وغير ذلك...
إلغاء الحجّ والنقل الريفي وابتزاز وكالات الأسفار ووباء التخمة !!!
Annulation du pèlerinage des Tunisiens : 10 MDT de manque à gagner pour Tunisair
Source : Business News
التعليق : صحّة البشر في موازين الربح والخسارة
حتى أصحاب سيّارات النقل الريفي وسيّارات الأجرة الذين يلفّون عرباتهم بأعلام تونس ويرتعون في الطرقات تجنّبا لمساءلتهم من قبل الحرس وشرطة المرور عن "الحمولة الزائدة" من البشر بدعوى حملهم حجّاج بيت الله الحرام ابتغاءً للجزاء والثواب العظيم، حتّى هؤلاء سيخسرون ما كانوا يخطّطون له من أرباح "هامّة" في تقدير الفقراء!!!
وفي عداد "خاسري" أموال الحجيج تنتفض وكالات الأسفار، وقد أخذت هذه الشركات الخاصّة تُروّج -منذ فترة- لتعرّضها لخسائر جمّة وصعوبات ماليّة شديدة بسبب إلغاء العمرة ثمّ الحجّ، وأصبحت تنادي بأنّ السبيل الوحيد لإنقاذها من الإفلاس هو إطلاق الحكوميّة خطّة لدعمها. وهنا يكمن بيت القصيد : ممارسة الضغوط على الدولة لابتزازها في ظرف دقيق سياسيا واقتصاديا كي تسخّر أموال المجموعة الوطنيّة لخدمة مصالح عدد من الشركات الخاصّة. وحسب علمي فإنّ 95 بالمائة من رحلات الحج المنطلقة من تونس لا تنظمها وكالات الأسفار الخاصّة وإنّما شركة الخطوط التونسية.
أمّا إذا اعتمدنا منطق الربح والخسارة الماديّة البحتة، فإنّ الدولة بإلغائها الحجّ هذا العام ستجنّب خزينتها نزيفا من العملة الصعبة يُعادل على الأقل خمسة أضعاف الملايين العشر التي قد تخسرها شركة الخطوط التونسيّة، وذلك بحساب أنّ الحاجّ الواحد قد يُنفق خمسة أضعاف سعر تذكرة السفر.
وبعيدا عن منطق المتاجرة حتى في أجساد البشر، فإنّ التونسيين جميعا استفادوا من إلغاء الحجّ، فقد تجنّبوا احتمال زحف "وباء الخنازير" الذي قد لا ينجو منه إنسان...
وربّما تكون الفائدة أكبر لو يتمّ إعفاء التونسيين بمناسبة الحجّ من ذبح ملايين الخرفان والكباش.. ومع أنّ ذلك يبدو من المحال فإن حدث فربّما تتراجع أسعار اللحوم بعد أن "اشتعلت فيها النيران"، أمّا الخسائر فقد تمسّ أصحاب شركات التوريد قبل الفلاحين والرعاة ومعها قد يتضاءل وباء الاحتكار والتهافت والتخمة، عافاكم الله !!!