تتحدّث صاحبة هذا المقال عن مصر، فهل الأمر غير ذلك في سائر بلاد العرب وحتى الغرب!!!
وطـن بلا قـلـب
مصر ليست الوطن الثانى ولا حتى الأول ! تلك هى الحقيقة التى لابد أن يعرفها العرب والمصريون، ففى الشهر نفسه الذى توهمنا فيه تجلى مريم العذراء فى سماء الوراق، كانت دبابات المحليات تهدم أحد المنازل البسيطة على رأس مريم الطفلة المصرية ذات العامين وهى تلهو بين دماها البسيطة. ولو أن للإنسان قيمة فى مصر لما هدموا المنزل دون أن يتأكدوا من مغادرة سكانه، وها هى الطفلة البريئة ترقد بين الحياة والموت فى أحد المستشفيات ويتفرق دمها بين المحافظة وبين لودر الإزالة!!
وفى الشهر نفسه تذهب طفلة أخرى اسمها مريم أيضا إلى مستشفى الحميات تعانى من ارتفاع فى درجات الحرارة وسعال شديد لتظهر نتيجة التحاليل الطبية، مؤكدة إصابتها بأنفلونزا الخنازير وبينما كانت تنتظر تلقى العلاج فوجئت بإدارة المستشفى ترفض علاجها أو احتجازها بحجة أنها ليبية الجنسية، والغريب فى الأمر أن مريم لا تعرف لها وطنا سوى مصر، لكن لختم النسر أحكام.. وحكم خاتم النسر فى مصر فوق أحكام الإنسانية والرحمة وأحيانا فوق حكم الله.
لقد صارت مصر وطنا لا يتحمل مسئولياته تجاه مواطنيه، وطنا يدهس أولاده بلا رحمة ولا هوادة، بالله عليكم كيف نعيش فى وطن أهوج عديم المروءة يقمعنا ويلتهم كرامتنا التهاما ثم يطالبنا إعلام الدولة بالانتماء والإعزاز لأننا ولدنا فى هذا الوطن؟؟؟
أقنعوا مريم المصرية – لو أفيقت من غيبوبتها- أن تحب مصر وأن تفتخر لأنها مصرية، وأقنعوا مريم الليبية – لو أنها مازالت على قيد الحياة - أن مصر هى الشقيقة الكبرى وأنها أم الدنيا، لو اقتنعت إحداهما بتلك الأوهام لاقتنعت أنا بأن مريم العذراء قد تتجلى فى سماء خنقتها الأكاذيب لتضىء أرضا أغرقها الفساد وامتلكها المفسدون.
هناك تعليق واحد:
ورقة مميّزة بصدقها غير أنّها بمثابة استثناء، والاستثناء كالشجرة التي تغطّي الغابة.. ووسائل الإعلام في مقدّمة المؤسّسات المتورّطة في استبكاء جماهيرها تحت شعارات إنسانيّة ولكنّها تندرج أساسا ضمن أجندات لا تكشف عن أهدافها الحقيقيّة
إرسال تعليق